الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قانا الجريحة لا تثق في القوات الدولية

3 سبتمبر 2006 01:35
قانا - اف ب: في قانا التي لا تزال تلملم جراحها بعد المجزرة التي شهدتها خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان، لا يبدي السكان ثقة بقوة الامم المتحدة المعززة التي يعتبرون انها آتية ''لحماية اسرائيل'' وتمرير المخطط الاميركي بقيام الشرق الاوسط الجديد· وفي حي الخريبة، بعد بضعة امتار من مدخل قانا حيث رفعت لافتة كتب عليها بفرنسية مكسرة ''لبنان الجميل هزمكم ايها المجرمون''، يقف خليل شلهوب امام صورة خطيبته في المقبرة الجماعية للضحايا الذين سقطوا في 30 يوليو جراء القصف الاسرائيلي على البلدة، ويقول ''اسرائيل غدارة، والامم المتحدة وقفت معها''· ومع وصول اولى دفعات الجنود لتعزيز قوة الامم المتحدة الى جنوب لبنان، يقول خليل الذي كان سيعقد قرانه قبيل الحرب إن هذه المهمة هي ''للاعلام فقط''، وان ''هدفها الحقيقي هو حماية اسرائيل من خلال نزع سلاح ''حزب الله''· وفي هذه البقعة التي لا تزال منازلها المتشحة سوادا تقيم مجالس العزاء، وتحديدا في المكان الذي دفن فيه 29 شخصا بينهم 16 طفلا، لا يبدو ان احدا يعير اهتماما كبيرا لوصول القوات الدولية، الا ربما للتعبير عن تشكيك او حتى نوع من العدائية· وبصوت خافت، تقول ليلى التي فقدت شقيقتها واولادها الثلاثة، ونظراتها تائهة بين صور الضحايا، ''لا اتصور انه يمكن للقوات الدولية ضبط الوضع ومنع اسرائيل من تكرار جرائمها''· ويقول محمود حمادة وهو صاحب محل قريب من المقبرة،: ''الجنوب مفتوح لكل انسان يريد مساعدة اهله، لكن اذا كانت القوات الدولية ستعمل لصالح اسرائيل، فلا نريدها هنا''· ويضيف بشيء من التحدي ''إن كانت القوات الدولية ستتصرف مثل التحالف الدولي في العراق وافغانستان، او كما تصرف الجنود الدوليون في افريقيا، فمن الافضل ان يبدأوا بحفر قبورهم منذ الآن''· ويشدد على أنه ''قد تكون هذه القوة المعززة اسما مستعارا لمهمة اخرى عنوانها تمرير مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي تدعو اليه الولايات المتحدة''، محذرا من ''إشعال الفتن الطائفية في البلدات الجنوبية المختلطة''، مثل قانا· وفي سوق قانا، اللهجة اقل حدة، لكن الناس يصرون على ضرورة بقاء الامم المتحدة ''حكما'' وعدم تجاهلها ''ما يرتكبه العدو الصهيوني من انتهاكات''· ويقول موسى ابو عيد ''ان مجيء القوات الدولية امر ممتاز، ونحن نشكر الاوروبيين بوجه خاص على مهمتهم، لكن عليهم الا يقفوا الى جانب اسرائيل''· ولا يخفي احد المسنين فضل عدم الكشف عن اسمه تحمسه لمهمة اليونيفيل-2 ويقول ''اهلا وسهلا بالقوات الدولية، ولترحل كل الاحزاب حتى نعيش بسلام''· وبعد بضعة كيلومترات من قانا، تبدو بلدة صديقين التي دمرها القصف الاسرائيلي تدميرا شبه كامل، اشبه بمدينة اشباح، لا سيما عند دخول الليل، وقد سويت معظم منازلها بالارض على جابني الطريق الرئيسية للبلدة· وعند مدخل البلدة، وبالقرب من صاروخ كبير لم ينفجر خلال الحرب، تحاول فتاة صغيرة اشعال صفحات صحيفة لاضاءة منزلها الغارق في الظلمة مثل القسم الاعظم من بيوت القرية التي انقطع عنها التيار الكهربائي· ويقول والدها علي بلحص الناشط في حركة ''امل'': ''اسرائيل لا يؤمن جانبها، حتى لو اتى الجيش الاميركي الى الجنوب، لن يكون قادرا على منع اسرائيل ان كانت تريد الاعتداء على لبنان''· ويتدخل احد الجيران بالحديث ويقول ''اصلا هذا كله مخطط لكي تمرر الولايات المتحدة مشروع الشرق الاوسط الجديد، وانا اعتبر ان اليونيفل هو الجسر الذي سيمر عليه هذا المشروع''· ويشدد قائلا ''ستأتي هنا لحماية اسرائيل وليس لحماية اللبنانيين''· وفي منزل آخر، تجمع نحو 12 من افراد عائلة حسين بلحص الذي لا يخفي دفاعه عن المقاومة، معتبرا انها ''الوحيدة التي يمكن ان تحمينا''· ويقول رب العائلة ''ماذا حصل في اجتياح 1982؟ هل حمتنا ''يونيفل؟''· ويضيف ''ان كانت القوات الدولية قوات سلام، اهلا بها، لكن ان كانت قوات لنزاع سلاح المقاومة، فسنحاربها، نحن لن نفرط بالسلاح الذي سمح لنا بالبقاء في ديارنا، ولا نريد ان تفرض شروط علينا''· ويلقى وصول القوات الدولية ترحيبا اكبر في بنت جبيل، حيث جرت اشرس المعارك بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حزب الله· ويقول سامر شرارة ''يشرف لبنان ان تساعده الامم المتحدة ونتمنى ان تضبط الخروقات''، ويضيف زميل له ''وجودهم مطمئن لكن علينا ان نرى اولا ما الذي سيفعلونه على الارض، ان شاء الله يكونون بمستوى توقعاتنا''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©