الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أفريقيا تفتش عن الاستثمارات والتقنيات الزراعية الحديثة

23 يوليو 2012
يجد العديد من المزارعين الأفريقيين في ظل تدني البنية التحتية للمواصلات وضعف نظم العمل وعدم إمكانية الحصول على التمويل، صعوبة بالغة في المشاركة في أسواق الزراعة العالمية. ومع ذلك، يرى الخبراء أنه بتوفير الاستثمارات المناسبة والتحول نحو تبني التقنيات الحديثة، يكون في مقدور الدول الأفريقية ليس زيادة عائداتها الزراعية فحسب، بل تحقيق ذلك عبر أقل أضرار بالبيئة. ويقول عثمان باديان، المدير الأفريقي لدى “المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية”، :”تتوفر لأفريقيا فرصة من خلال الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا وزيادة التغيير التقني، وذلك لرفع معدل إنتاجيتها مع المحافظة في نفس الوقت على الموارد البيئية. وأحرزت القارة بالفعل تقدماً واضحاً في زيادة العائدات الزراعية. وتوقف معدل نمو إنتاجية الأراضي والعمالة في المنطقة بين 1 إلى 5% منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي”. ويرى أنه وفي حالة استمرار هذا التوجه، من الممكن أن تلعب القارة دوراً أكبر في دعم تأمين الغذاء العالمي. وربما لا يكون ذلك كافياً لتصبح أفريقيا موردا رائدا للعالم، حيث يترتب عليها زيادة معدل الإنتاج محلياً وتقليل عبء الطلب الأفريقي من المخزون العالمي. ومع ذلك، لا يزال أمام القارة الكثير للقيام به حتى تلحق بركب الدول المتقدمة الأخرى. ويقول ديفيد كليري، المدير الزراعي في مؤسسة “نيتشر كونسيرفنسي”، الأميركية العاملة في مجال حماية البيئة :”يوجد فرق كبير عند مقارنة عائدات مختلف المحاصيل الأفريقية مع بقية دول العالم، ويوضح ذلك إمكانية الزيادة ومدى استمرار وجود العوامل التي تقوِّض القطاع الزراعي”. وينبغي على المزارعين في مختلف أنحاء القارة التوصل إلى طرق تكفل لهم الحماية ضد أثار التغير المناخي مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الفترات التي تحدث فيها الفيضانات والجفاف. وبدأت المشاكل البيئية بالتأثير على الإنتاج الزراعي بالفعل، حيث تشير تقديرات “منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية”، إلى تراجع العائدات الزراعية في أفريقيا بنحو 40% من النسبة المتوقعة نظراً لتدهور التربة. وتشكل المياه واحدة من المشاكل الأخرى التي تواجه القطاع الزراعي في القارة. ويقول مارك دريسكول، مدير برنامج توحيد الغذاء العالمي، :”من المرجح أن يصبح شح المياه من العوامل الرئيسية لتراجع الإنتاج، حيث ينبغي بذل المزيد من الجهود لدعم صغار المزارعين لترشيد استهلاك المياه من خلال تبني تقنيات الري الحديثة وأن تعمل الحكومات على تحسين مستجمعات المياه وإدارة النظم البيئية”. وفي غضون ذلك، يعيق تردي البنية التحتية في كثير من البلدان مقدرة المزارعين على النمو. وانتهجت العديد من الدول نماذج متطورة للتصدي لذلك. وابتكر أرينش ساهان، مستشار سياسات القطاع الخاص في منظمة “أوكسفام” البريطانية الخيرية، نظام يقوم عبره المزارعون بإيداع ما بحوزتهم من حبوب في مستودعات واستلام إيصال بذلك، مقابل استخدامه للحصول على قرض مصرفي. ومن الضروري الالتزام بمبادرات أكثر شمولية إذا أراد قطاع الزراعة الأفريقي التحول إلى قطاع يتميز بالاستدامة البيئية والمساعدة في جعل القارة مساهم أكثر فعالية في تأمين الغذاء العالمي. ويستشهد البعض بالمثال الذي سارت عليه البرازيل، ويقول ديفيد كليري، :”كانت العديد من المناطق قبل 30 عاماً في البرازيل تبدو وكأنها أجزاء من شمال أفريقيا من ناحية المناخ والتربة. وتتميز البرازيل ببنية تحتية غير ملائمة، لكنها وعبر الاستثمارات المناسبة استطاعت أن تغير زراعتها حيث يكمن سر النجاح في السياسة الذكية. كما وفرت التمويل اللازم للتدريب الزراعي وللاستثمار في تطوير أنواع الحبوب الجديدة. ومع ذلك، وبينما زيادة العائد الزراعي أمر هام، يرى البعض أن تحقيقه لا ينبغي أن يتم على حساب البيئة. وفي البرازيل على سبيل المثال، حققت البلاد زيادة كبيرة في معدلات الإنتاج مع الالتزام بإطار عمل تنظيمي قوي. كما تم إصدار القوانين التي تطالب بتوفير حماية للخضراوات التي تنمو حول مجاري المياه منعاً لتعرية التربة وتلوث مياه الشرب من خلال استخدام الكيماويات الزراعية. ومع ذلك، نجد أن بعض الدول الأفريقية سبقت غيرها في بعض النواحي، وذلك عندما يتعلق الأمر بتطوير الممارسات الزراعية ذات الاستدامة البيئية، أي المقدرة على تجاوز التقنيات الزراعية. ومن خلال التدريب الزراعي يمكن للمزارعين تعلم كيفية استخدام الأسمدة بكفاءة والمقدرة على التفريق، مما ينتج عنه عائد زراعي ضخم دون الإضرار بالبيئة. كما يعني عدم الاعتماد على الأسمدة والمبيدات، أن بمقدور المزارعين الأفريقيين التحول نحو الجيل المقبل من التقنيات بسلاسة أكثر. ويقول عثمان باديان، :”يمكن للمزارعين الأفريقيين إدراك مساوئ الأسمدة وتبني بدلاً عن ذلك التقنيات التي تمكنهم من تحقيق إنتاجية أكبر، مع المحافظة في نفس الوقت على البيئة. ومن محاسن التأخير البدء من حيث انتهى الناس ومن ثم التعلم من أخطائهم”. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©