الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"عصير الكتب".. اكتشاف علاء الديب

"عصير الكتب".. اكتشاف علاء الديب
27 أكتوبر 2018 00:05

إيهاب الملاح (القاهرة)

منذ وفاته قبل ثلاثة أعوام، أعلن عن قرب صدور الجزء الثاني من كتاب «عصير الكتب»، للكاتب الراحل علاء الديب، وصاحب الباب الأشهر في الصحافة الثقافية المصرية والعربية لما يزيد على نصف القرن.
صدر الجزء الأول من «عصير الكتب» عن دار الشروق في 2010، ولاقى حين صدوره نجاحاً رائعاً، وحقق رواجاً كبيراً. وها هو الجزء الثاني يصدر بغلاف أنيق ورائق للفنان أحمد اللباد، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، بعد غياب وتأخير لثماني سنوات كاملة.عبر ما يقرب من نصف القرن، دشن علاء الديب اسمه كأحد الكتاب الصحفيين الكبار، في الكتابة الثقافية، وتحديداً عبر الباب الذي كان يحرره في مجلة «صباح الخير» المصرية، كان يطل على قرائه عبر زاوية «عصير الكتب»، أكثر من أربعين سنة، لم يكف فيها علاء الديب عن اكتشاف الجواهر، واقتناص المواهب، والإشادة بالجميل والممتع.
يقرأ الرواية، والقصة، والمقال، والدراسة، ويعلن على رؤوس الأشهاد هذا «كاتب واعد»، وهذا «نص لافت»، وهذه دراسة متميزة، جمع بعضاً من هذه الكتابة الجميلة في الجزء الأول من «عصير الكتب» (2010)، وكم ساعد واكتشف مواهب عديدة، من خلال إشرافه على هذا الباب لسنوات طويلة في مجلة (صباح الخير).
وفي الجزء الثاني الذي يضم نخبة مختارة رائعة من مقالاته ودراساته وتنويهاته التي لا مثيل لها، كتب الديب كثيراً جداً عن عشرات وعشرات، بل مئات ومئات، من المؤلفين والفنانين والمفكرين والكتب والموسوعات والروايات والقصص، وكل أصيل وجميل وممتع أنتجته قريحة مبدع حقيقي خلال المائة سنة الماضية. صارت «عصير الكتب» ماركة مسجلة باسم علاء الديب، ومن عباءته خرج كتّاب وصحفيون يسيرون على الدرب، يستوحون منهجه ويستلهمون بصيرته ويأتنسون بلغته الذواقة وحَرْفه الجميل بوضوح وبساطة، يقول علاء الديب، «أسأل نفسي، ما معنى هذا الباب الذي أحاول أن أكتبه كل أسبوع (عصير الكتب)، تلك النكتة القديمة المكررة هو ليس نقداً بالتأكيد وليس إعلاناً عن كتاب، طموحه الأساسي أن يكون مشاركة في التفكير العام. الاختيار سؤال، والكتابة محاولة للبحث عن إجابة. وفي الصفحات التالية سأحاول أن أتذكر بعض الأسئلة، ومشروعات الإجابة..». وكان الرجل مخلصاً لهدفه وغايته! ففي هذه المجموعة التي تم انتقاؤها بعناية وذكاء مقالات تغطي كماً هائلاً من إنتاجنا الثقافي، فكرياً وإبداعياً، على مدار ما يزيد على الأربعة عقود، لن تجد اسماً معتبراً ولا كتاباً جاداً، ولا عملاً جديراً بالقراءة والمتابعة إلا وستعثر عليه في «عصير الكتب»!
دون مبالغة أنت أمام كنز ثقافي ولغوي وإنساني، علاء الديب من القلّة التي أوتيت حساً رهيفاً وشفافاً تجاه اللغة، دائماً ما أتوقف أمام اثنين من أعلامنا في هذا الزمان كان حسهم اللغوي وثقافتهم اللغوية (بالنسبة لي على الأقل) مضرب الأمثال، المرحوم شكري عياد، وعلاء الديب.
في الفصل الذي عقده لأحد الكتب القيمة «المجهولة» للرائد محمد كامل حسين (طبيب العظام والأديب البارع وعضو مجمع اللغة العربية)، سيتناول الديب محنة اللغة العربية، لا ينصح ولا يعظ ولا يدشّ كلاماً إنشائياً مكروراً ومحفوظاً! أبداً، سيركز في عرضه المركز للكتاب على أهم ما يمكن للمرء أن يتناوله في قضايا البحث والتجديد اللغوي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©