الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات تنعش قطاع الصحة في الساحل الغربي لليمن

الإمارات تنعش قطاع الصحة في الساحل الغربي لليمن
27 أكتوبر 2018 00:14

بسام عبدالسلام (عدن)

سارعت دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى إنعاش القطاع الصحي في الساحل الغربي باليمن من أجل التخفيف من معاناة الأهالي في تلك المناطق البعيدة والنائية، والتي تفتقر إلى خدمات طبية متكاملة، ومنذ الوهلة الأولى لانطلاق تحرير المناطق في الساحل الغربي سعت الإمارات إلى تعزيز الخدمات الطبية، عبر إنعاش سريع للمراكز الصحية التي تعرضت للأضرار والدمار أثناء فترة سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية، حيث تبنت حزمة مشاريع تنموية إغاثية طبية عاجلة لتأهيل المنشآت الصحية ورفدها بالتجهيزات والمعدات الطبية الحديثة والأدوية والمستلزمات الضرورية بهدف استئناف العمل، وإتاحة الخدمات الطبية للمرضى والمواطنين بالمجان وتقديم لهم رعاية صحية جيدة.

تأهيل المستشفيات
تعد مستشفيات المخا والخوخة والدريهمي من أبرز المشاريع الصحية التي سعت الإمارات إلى إنعاشها وصيانتها ورفدها بالتجهيزات الطبية واللازمة، حيث باتت هذه المستشفيات المؤهلة تستقبل بشكل يومي ما بين 50 إلى 100 مريض معظمهم من النساء والأطفال من أبناء الحديدة والمناطق المحررة في الساحل الغربي.
كما سعت الإمارات عبر ذراعها الإنساني هيئة الهلال الأحمر إلى توفير الطواقم الطبية ورفد المستشفيات بالأدوية والعلاجات اللازمة بهدف توفير خدمات ورعاية صحية متكاملة للمواطنين الذين ظلوا خلال السنوات الماضية يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة جراء الممارسات الإرهابية لميليشيات الحوثي، وقصفها المستمر للمستشفيات والمراكز الصحية.
ويوضح الدكتور أمين الشاذلي، مدير عام مستشفى المخا، أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، عملت منذ الساعات الأولى لتحرير مدينة المخا الاستراتيجية في الساحل الغربي على تأهيل وصيانة المستشفى بشكل كامل من أجل إعادة الخدمات الصحية وبصورة سريعة، مضيفاً أن هيئة الهلال الإماراتية، سارع إلى تأهيل أقسام المستشفى ورفده بالتجهيزات والمعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الصحية اللازمة من أجل تحسين أداء ومهام المستشفى والخدمات والرعاية الصحية المقدمة فيه. وأشار إلى أن مستشفى المخا بات اليوم يقدم خدماته الطبية على مدار الساعة، ويغطي مدينة المخا، وما جاورها من مناطق محررة، مشيراً إلى أن الإمارات كانت للمستشفى بمثابة ملاك الرحمة عبر إعادة هذا المرفق الصحي للحياة وتوفير له كافة الإمكانيات اللازمة لذلك.

عيادات متنقلة
لم تكتف هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بدعم المراكز والمستشفيات الصحية في المناطق المحررة، بل سارعت من أجل تدشين عيادات صحية متنقلة في القرى والمناطق النائية لتقديم خدمات رعاية صحية وعلاجية أولية للأهالي في تلك المناطق البعيدة والتخفيف من معاناتهم، خصوصاً مع تفشي الأمراض المزمنة، خصوصاً أمراض سوء التغذية والحميات القاتلة.
ودشنت 4 عيادات طبية متنقلة في إطار المرحلة الأول التي أطلقتها الهيئة في الساحل الغربي، حيث عملت العيادات على تنفيذ جولات ميدانية، وقدمت الفرق الطبية المرافقة لها خدمات طبية وعلاجية متكاملة لجميع المرضى في منازلهم وتقديم الرعاية المجانية اللازمة لهم، وتأتي العيادات الطبية المتنقلة كإحدى الوسائل الحديثة التي انتهجتها الإمارات لمواجهة تحديات الأوضاع الصحية في المناطق البعيدة عن المستشفيات والمراكز الصحية من أجل تقديم الخدمات العلاجية والأدوية اللازمة للمواطنين في القرى النائية.

شكر وامتنان
عبر أهالي المناطق النائية عن شكرهم وامتنانهم للجهود الخيرة التي تبذلها الإمارات وهلالها الإنساني في تقديم الخدمات العلاجية الأولية وإيصالها إلى مناطقهم البعيدة، موضحين أن هذه العيادات تصل إلى مناطقهم كأول مبادرة حقيقية وإنسانية لإنقاذهم من الأمراض التي تفتك بحياتهم.

عناية بالأمومة والطفولة
يعد مشروع تأهيل مركز الأمومة والطفولة في مديرية الخوخة، من البصمات الإضافية التي سعت دولة الإمارات إلى وضعها من أجل تقديم خدمات علاجية جليلة للنساء والأطفال على امتداد الشريط الساحلي الغربي، حيث عملت الهيئة على تأهيل مبنى المركز وتحديث أقسامه ورفده بالتجهيزات والأدوات والمعدات الطبية الحديثة من أجل التخفيف من معاناة النساء والأطفال، خصوصاً من أمراض سوء التغذية والأمراض المصاحبة للحوامل التي تسبب الوفاة في حال عدم تلقيها للرعاية الصحية العاجلة.
وأكد مدير مكتب الصحة في مديرية الخوخة، الدكتور عبدالله دوبلة أن المركز ساعد النساء بشكل كبير في الحصول على رعاية صحية وخدمات كانوا محرومين منها أثناء وجود الميليشيات الانقلابية التي دمرت القطاع الصحي، وتسببت في معاناة كبيرة لأهالي المدينة وما جاورها ممن كانوا يستفيدون من الخدمات الصحية المتوافرة في الخوخة.
وقال إن مركز الأمومة والطفولة يقدم اليوم خدمات طبية متكاملة، بدءاً من رعاية الأم الحامل وتقديم المساعدة لها، وصولاً إلى توفير الرعاية أثناء فترة الحمل، إلى جانب تقديم الأدوية للمرضى، موضحاً أن الدعم المقدم من الإمارات أسهم بشكل كبير في تطبيع الأوضاع، وعودة الحياة الطبيعية لأبناء الساحل الغربي وفي مقدمتهم الخوخة، وأضاف أن المركز أيضاً مجهز بعدد من الكراسي المتحركة، إضافة إلى الأدوات والأجهزة المخبرية، وعيادة أسنان كاملة، وصيدلية تم رفدها بالأدوية اللازمة لتلبي الحاجة الملحة للمرضى، ما كان له أكبر الأثر الطيب في نفوس أبناء المديرية.

خدمات مجانية
تحظى الآلاف من الأسر على امتداد الشريط الساحلي الواصل من باب المندب إلى الدريهمي، برعاية صحية متكاملة في ظل تقديم المستشفيات والمراكز الصحية المؤهلة من قبل الإمارات لخدمات طبية وعلاجية مجانية على مدار 24 ساعة، ويشير الدكتور محسن علي، أحد الأطباء العاملين في مستشفى الدريهمي، أن عيادات المستشفى عقب تأهيله من الإمارات ورفده بالتجهيزات والمعدات الطبية الحديثة باتت تقدم خدمات علاجية متميزة، وتخفف من معاناة المرضى وقطعهم مسافات طويلة للحصول على رعاية صحية.
لافتاً إلى أن المستشفى يستقبل بشكل يومي من 60 - 100 حالة مرضية معظمها من الأطفال والنساء، وتتلقى العناية الكاملة، ابتداءً من المعاينة وإجراء الفحوص اللازمة، وتشخيص الحالة، ثم صرف العلاج مجاناً. ونوه الدكتور صالح أن مستشفى الدريهمي أصبح الآن متاحاً للجميع للاستفادة من الخدمات التي يقدمها في عدة تخصصات طبية.

حرص إماراتي كبير
تحرص هيئة الهلال الأحمر الإماراتية على التواجد بشكل مستمر في المنشآت الصحية المحررة، حيث تقوم بتفقد أوضاع الخدمات الطبية، وتقف على المتطلبات الضرورية من أجل تلبيتها بشكل فوري، وتقديم الدعم اللازم لتعزيز القدرات الصحية ومواجهة الظروف الإنسانية المتلاحقة مع تحرير كل منطقة في الساحل الغربي.
وتسارع الهيئة على تقديم شحنات دوائية متنوعة كان آخرها شحنة المكملات الغذائية الموجهة لأطفال الساحل الغربي ضمن الجهود المبذولة للحيلولة من إصابتهم بأمراض سوء التغذية التي تسببت بها ميليشيات الحوثي الانقلابية أثناء حصارها للمدينة والمناطق المحررة المجاورة.
وأكد ممثلو هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في الساحل الغربي أن القطاع الصحي يعد من الأولويات الرئيسة لجهود الإمارات الإنسانية لضمان توفير خدمات علاجية مناسبة للمواطنين في المناطق المحررة والتخفيف من معاناتهم جراء تفشي الأمراض والأوبئة القاتلة خلال فترة حصار الميليشيات الحوثية، وأضافوا أن مكتب الهلال الأحمر يقوم بدور استثنائي في تخفيف معاناة اليمنيين بالمناطق التي خلفت فيها ميليشيات الحوثي الدمار في البنى التحتية وتوقف الخدمات خاصة الصحية من خلال التدمير الممنهج للمستشفيات والمراكز الصحية.

إشادة يمنية
أشاد محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر بالدعم الإماراتي السخي المقدم لقطاع الصحي في الحديدة، والساحل الغربي عقب تأهيل المراكز والمستشفيات ورفدها بالأجهزة والمعدات الطبية الحديثة والأدوية، موضحاً أن هذه الجهود أسهمت في توفير خدمات علاجية مناسبة للأسر في المناطق المحررة من الحديدة والمناطق المحيطة بها على امتداد الشريط الساحلي، وقال إن استعادة عافية القطاع الصحي خفف كثيراً من معاناة المواطنين نتيجة ضعف الخدمات الصحية في بعض المناطق، معبراً عن شكره وتقديره للأعمال الإنسانية الجليلة التي تقدمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في مختلف القطاعات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©