الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمل بلهول: الإعجاب «المرضي» بالصديقات خلل نفسي

أمل بلهول: الإعجاب «المرضي» بالصديقات خلل نفسي
26 أكتوبر 2010 20:18
تعمل المستشارة النفسية أمل بلهول في برنامج وطني ضمن مجموعة من البرامج منها الموجه للفتيات، ويشتمل البرنامج على كيفية التعرف على الصديقة المناسبة والتخلص من التقليد الأعمى للشخصيات غير السوية، وطرق التخلص من «الإعجاب بالصديقة»، ومساعدتهن على التخلص من الأسباب التي يمكن أن تجمح بهن بعيدا عن علاقة الصداقة الطبيعية. تعتبر الصداقة رابطة نفسية تورث الشعور العميق بالعاطفة، والمحبة والاحترام، وهذا الشعور الأخوي الصادق يولد في النفس أصدق العواطف النبيلة في اتخاذ مواقف إيجابية مثل التعاون والإيثار والرحمة والعفو عند المقدرة، وتختلف الصديقات في الصفات المميزة لهن كما يختلف الأسلوب في الاختيار، وهناك أسس لذلك الاختيار ومنها، وفق الاستشارية النفسية أمل بلهول أن تكون الصديقة مماثلة أو مقاربة في العمر. مواصفات الصديقة تشدد بلهول على أن تكون الصديقة متمسكة بتعاليم الدين والقيم الحميدة السائدة في المجتمع وعاداته وتقاليده، وأن تكون الاهتمامات منسجمة وكذلك الطباع وفي الحياة والنشأة، وأن تكون تلك الصديقة تحب للآخرين ما تحب لنفسها وألا تتصف بالأنانية، ومن المهم أن تحترم خصوصيات الآخرين ولا تقلدهم بدون تفكير. وتكمل أن «الإنسان يقبل على اتخاذ الأصدقاء، من أجل تكوين علاقة حميمة يسودها الود، وقبل اختيار الصديقة على كل فتاة مراعاة السؤال عن أحوال وأخلاق من تريد مصادقتها، وأن تجرب الفتاة مستوى قدرات تلك الصديقة على وزن الأمور وتقدير العواقب، وهو ما يسمى بالنضج الاجتماعي، واختيار صديقة ملتزمة بتعاليم الدين فتاركة الدين عدوة لنفسها، فكيف نرتجى منها مودة غيرها». وتبين بلهول «من المهم أن تكون الصديقة راغبة في الصداقة، إذ ليس كل من نرغب فيه يرغب فينا، وأن تكون هناك ميول أو هوايات متشابهة مشتركة، ولأجل كسب الصداقات على الفتاة أن تمد يد العون والمساعدة دون تردد أو حساب للفوائد الشخصية الآنية، وأن تعمل على اكتساب المهارات والآداب الاجتماعية، ومن تلك المهارات أن تبدأها بالسلام، وأن توسع لها في المجلس أو المكان وأن تدعوها بأحب الأسماء إليها، وألا ترى منها إلا ما تحب خاصة عند توجيه النصيحة والتجاوز عن الخطأ أو الزلات والابتعاد عن النقد الجارح، وإذا رأت منها أمرا تكرهه، فلا تبادر إلى قطع حبل المودة بل تعالج النقص، دون أن ترهقها بالعتاب أو تؤذيها باللوم». أسس الاختيار حول أسس اختيار الأصدقاء، تقول بلهول « يراعى في الصديقة ألا تكون متكبرة بحيث لا تراعي الآخرين، وألا تكون ممن يخفون صفات وأفعال عكس ما يبدون، ولذلك من المهم أن يتم تحديد الأهداف في الحياة وأن تكون لكل فتاة شخصية مستقلة، وألا تنقاد دون تفكير فإن أخطأت عليها الاعتراف بالخطأ بطريقة لبقة، وأن تستخدم عبارات رقيقة غير حادة ولا تعاند وتدخل في نقاش غير مجد». وتعتبر أن المحافظة على شعور الصديقات أمر مهم. وتقول «إذا أخطأت إحدى زميلاتك فلا تقولي لها ذلك بأسلوب جارح لأنه بالإمكان التعبير عن الرأي دون جرح لشعور الآخرين، وفي حال حدوث أي أمر بشكل مسيء أو غير طبيعي فإنه على الفتاة أن تلجأ للوالدين أو الأخوة الكبار للاستشارة وتبادل الآراء بشرط عدم الخوض في خصوصية الصديقات أو المساس بهن، كما يمكن لأي فتاة أن تتبادل الآراء مع الصديقات بشكل واضح لا يمس الخصوصيات لأن للصداقة حق». وللصداقة حقوق، ومنها، وفق بلهول، أن تزور الفتاة صديقتها في مرضها، وأن تعينها وقت الشدة وأن تسدي إليها النصيحة، وفي المناسبات تعمل على مشاركتها الفرحة، ومن الجيد أن تقوم الصداقة على الإخلاص والبذل والتعاون بعيدا عن التطرف في المشاعر وأن تحاول الفتيات تنمية النزعة الاجتماعية بالمشورة والتقارب مع الآخرين خاصة فيما يخص التكافل والسلام وما يدعم تبني الإخاء». المرشدة النفسية وبالنسبة للصديقة الخجولة، تقول بلهول «من تجد في نفسها الخجل عليها اللجوء إلى المرشدة النفسية كبداية للحل، من أجل إعادة تأهيل نفسها في التخلص من الميل للانفراد، ومن أجل تنمية المهارات الاجتماعية، كما يمكن للفتاة أن تقترح على والدتها حضور الجلسات الإرشادية التي توفرها الجهات التي تعمل على التطوير في القدرات والمهارات». محددات العلاقة فيما يتعلق بالجانب الخاص بتحول الصداقة إلى إعجاب «غير صحي»، تقول بلهول إن ذلك يعود إلى الرغبة في الانتماء الاجتماعي أو التقبل وهي رغبات طبيعية، لكن زيادتها أو نقصانها يؤدى إلى فقدان الإحساس بالهوية ما يولد درجة عالية من التملك والغيرة والتقمص، أو قد يؤدي إلى إحساس بالوحدة في حال عدم التجاوب، وفي هذه الحالة على الفتيات إن شعرن أنهن معجبات أن يكتبن قائمة بالمميزات الإيجابية والصفات السلبية للمعجب بها، وأن تقوم الفتاة بتكرار القراءة لتلك القائمة أو تذكرها بينها وبين نفسها، وأن تتمسك بكبريائها تجاه من لم ترغب بصداقتها وأن تعتز بنفسها، وأن تتذكر جملة أنه ليس كل من ترغبين فيه يرغب بك». إشغال الوقت وفي حال شعرت أنها ترغب في الاتصال بالفتاة التي هي معجبة بها، تقول بلهول «عليها أن تعمل على إشغال وقتها بنشاط تحبه، وأن تكثر من الجلوس مع الأسرة. وفي حال تواصلت الرغبة في الاتصال بتلك الصديقة، عليها أن تطلب مساعدة أخصائية نفسية، فتلك المشاعر لها أسبابها السيكولوجية». وتتابع «في الحالة التي تجد فيها الفتاة أن هناك من يعجب بها عليها أن تتجاهلها بدون أن تحرجها مثل أن تخبرها بأنها بحاجة لمراجعة دروسها، وأن تضع حدودا واضحة للتعامل مع الآخرين». وتقول « الفتيات المسترجلات هن اللواتي يرغبن بالقيام بأدوار غير معتادة وسلوكيات متطرفة مثل الاستجابة الجنسية للإناث». وتعود أسباب تلك الحالة وفق بلهول، إلى تدني الشعور بالذات، وفقد الشعور بالأمن والاستقرار الاجتماعي، وزيادة مستويات القلق والتوتر، إلى جانب نقص الثقة بالنفس ما يؤدي إلى محاولة جذب انتباه الآخرين، وضعف الوازع الديني، وغياب دور الإرشاد الديني والتوجيه الأسري. الغدد الجنسية» وهناك أيضا الخلل في الغدد الجنسية»، مؤكدة أن مثل تلك العلاقات لا تستمر لأنها في الحقيقة غير طبيعية. ومن الأسباب الرئيسية لعدم استمرارها، بحسب بلهول أنها متطرفة رغم قوتها، وسرعة نشأتها، وتحكمها المزاجية والأهواء وتفتقد للمنطق. ومن أجل العلاج، تبين بلهول أنه «لا بد من الاعتراف قبل كل شيء بأنها فاحشة، وعلى الفتاة التي تعاني من ذلك أن تعد نفسها أن تتخلص من تلك العلاقة غير السوية، ومن المهم أن تلجأ إلى أخصائية نفسية لتساعدها، وتضع لها برنامجا إرشاديا وعلاجيا يقوم على جانبين نفسي وديني، وأن يتم الإبلاغ عن أي حالة قبل تفاقمها في حال ثبوت ذلك، وألا تعرض الفتيات أنفسهن للمثيرات الجنسية المؤيدة لمثل هذه الموضوعات».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©