الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القدوس» لا حصر لصفاته ولا تدركه الأبصار

«القدوس» لا حصر لصفاته ولا تدركه الأبصار
23 يوليو 2012
أحمد محمد (القاهرة) ـ «القدوس» من أسماء ذات الله، يدل على صفة القدسية إذا هو من أسماء الصفات، اسم عظيم يستخدم في الثناء على الله والقدوس هو المبارك تقدسه الملائكة الكرام الممدوح بالفضائل والمحاسن و»القدوس» الذي له المنتهى في الطهارة وصفاً وملكاً، وأكمل الكمال في البركة، فالخير كله بيديه والشر ليس إليه له كمال النقاء والصفاء والجمال والعظمة والنزاهة المتناهية من الأدناس. والقدوس المطهر المعظم المنزه عن العيوب من ارتفع عن الشبهات والنقائص، واتصف بكل حميد وراق، وزاد في القلوب قدره حتى لم تطاوله أوهام الخلائق تقدست عن الحاجات ذاته، وتنزهت عن الآفات صفاته تقدس عن مكان يحويه، وعن زمان يبليه. والقدوس من القدس، والقدس الطهارة والتقديس هو التطهير، والأرض المقدسة أي المطهرة، قال الإمام الغزالي: القدوس هو المنزه عن كل وصف يدركه حس أو يتصوره خيال أو يسبق إليه وهم. وقَال ابن القيم: القدوس المنزه من كل شر ونقص وعيب. وقال أهل التفسير: هو الطاهر من كل عيب، المنزه عما لا يليق به، فأسماؤه كلها حسنى وصفاته كلها عليا وأفعاله كلها عدل وحكمة. وذكر اسم الله القدوس في القرآن مرتين قال تعالى: “هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام”، وقال سبحانه: “يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم”. القداسة القداسة تعني الطهر والبركة ومنها قوله تعالى: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون” “البقرة 30” أي نعظمك ونمجدك ونقدسك، وننزهك عما لا يليق بك، ونذكرك بصفات كمالك ونعوت جلالك، وقدس الرجل ربه أي عظمه وكبره وطهر نفسه بتوحيده وعبادته ومحبته وطاعته. والتقديس الذي هو خلاصة التوحيد الحق إفراد الله سبحانه بذاته وصفاته وأفعاله عن القياس التمثيلي والقواعد الشمولية والقوانين التي تحكم ذوات المخلوقين وصفاتهم وأفعالهم. والقداسة الإلهية تعني أن الحق جل وعلا مبرأ من كل عيب أو نقص يتعارض مع كماله المطلق وهذا يعني أن جميع صفات الله عز وجل مطلقة وليست نسبية أي تبلغ منتهى الكمال في الوصف، رحمته وعلمه، وحكمته وسمعه مطلق، وعزته وعدله فهو سبحانه وتعالى الحي المطهر عن الموت العزيز المطهر عن الذل القادر المطهر عن العجز الكريم المطهر عن البخل العليم المطهر عن الجهل وهكذا شأن سائر أسماء ذاته الإلهية العلية. فالحق سبحانه وتعالى “ليس كمثله شيء” منزه ومطهر عن المثيل والشبيه والند والسمي والكفؤ والمضاد، يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ربي لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، ليس قبله شيء، وليس بعده شيء، وليس فوقه شيء، وليس دونه شيء. أسماء وصفات جاء اسم الله القدوس مقروناً باسمه الملك وصفاً له بالكمال المقدس ذاتا وأسماء وصفات وأفعالاً فلا سبيل إليه لشيء من تلك النقائص، وحده الفعال لما يريد، لا يظلم مثقال ذرة، عن أبيّ بن كعب قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الوتر إذا سلم قال: “سبحان الملك القدوس ثلاث مرات” وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح”. ولا يكفي في تفسير القدوس بالنسبة إلى الله تعالى أن يُقال إنه منزه عن العيوب والنقائص فإن ذلك يكاد يقرب من ترك الأدب مع الله، فهو سبحانه منزه عن أوصاف كمال الناس المحدودة كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم، بل كل صفة نتصورها للخلق هو منزه عنها وعما يشبهها أو يماثلها. يتجلى توحيد المسلم لربه في اسمه القدوس من خلال تنزيهه عن مقاييس التمثيل والشمول التي تحكمنا وتحكم أوصافنا، كما أنه ينزه الله عن وصف العباد له إلا ما وصف المرسلون، قال تعالى: “سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين” “الصافات:182”، فيصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ويعلم أن ما وُصِف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز. هو الملك القدوس فلا يظلم مثقال ذرة، ورسالاته وشرائعه وأمره ونهيه وأحكامه وجزاؤه وثوابه وعقابه كل ذلك على القداسة، فلا عيب ولا شر ولا ظلم. خشوع طاهر القلب من عرف هذا الاسم طهر نفسه عن متابعة الشهوات وطهر ماله عن الحرام والشبهات وطهر وقته عن دنس المخالفات. ثمار الإيمان باسم القدوس وصف الله بكل كمال وتنزيهه عن كل نقص وتطهير النفس ظاهراً وباطناً وقلباً وقالباً للملك القدوس، والله يحب الأطهار ويحبونه فلن يشعر بحلاوة العبادة ويتذوق طعم الخشوع إلا طاهر القلب، والإكثار من التسبيح فإنه يجمع كل معاني اسم الله القدوس ومن رحمة الله أن جعل الثناء عليه مجموع في كلمة واحدة “سبحان الله”. والقدس تعني الطهر ومنها سميت الجنة حظيرة القدس والقداسة تعنى الطهر والبركة وجبريل عليه السلام يسمى الروح القدس لطهارته من العيوب في تبليغ الوحي إلى الرسل أو لأنه خلق من الطهارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©