الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هل انتهت موجات تصحيح سوق الأسهم؟

2 سبتمبر 2006 01:27
بقلم - زياد الدباس: خمسة أسابيع متتالية ارتفع خلالها مؤشر الأسواق المالية وشهر أغسطس الماضي هو أول شهر ترتفع خلاله مؤشرات الأسعاد خلال هذا العام بعد تراجع استمر سبعة شهور متتالية شهد خلالها السوق عدة موجات تراجع خسرت خلالها القيمة السوقية للشركات المدرجة حصة مهمة من قيمتها، فقد ارتفع مؤشر بنك أبوظبي الوطني للأسواق المالية بنسبة 8,8 في المئة خلال شهر أغسطس بعد تراجع نسبته 2,6 في المئة خلال شهر يوليو وتراجع نسبته 4,7 خلال شهر يونيو بينما بلغت نسبة تراجع المؤشر خلال شهر مايو 6,92 في المئة· وأكبر خسارة تعرض لها مؤشر الاسواق كانت خلال شهر أبريل وبلغت نسبتها 14,13 في المئة وتراجع مؤشر الاسواق بنسبة 2,95 خلال شهر مارس وبنسبة 4,25 في المئة خلال شهر فبراير وبنسبة 8,64 في المئة خلال شهر يناير من العام الجاري وبالرغم من ارتفاع مؤشر السوق خلال شهر أغسطس الماضي الا ان نسبة خسائره مازالت تبلغ 31,4 في المئة خلال العام الجاري· وعلى مستوى مؤشرات القطاعات فإن خسارة مؤشر قطاع البنوك العام الجاري بلغت 31,5 في المئة ومؤشر قطاع الخدمات 31,6 في المئة ومؤشر قطاع التأمين 30,3 في المئة والملاحظ خلال شهر أغسطس الماضي ان مؤشر قطاع الخدمات ونتيجة الارتفاع الكبير في أسعار أسهم بعض الشركات القيادية من هذا القطاع وفي مقدمتها شركة إعمار وشركة الاتصالات والتي تشكل القيمة السوقية لأسهم هذه الشركات نسبة مهمة من القيمة السوقية الاجمالية لأسهم هذا القطاع ارتفع المؤشر بنسبة 14,2 في المئة بينما ارتفع مؤشر قطاع البنوك بنسبة 3,2 في المئة وتراجع مؤشر قطاع التأمين بنسبة 1,7 في المئة وبالتالي فإن التحسن في أسعار أسهم الشركات خلال شهر أغسطس كان انتقائياً وليس شاملاً كما ان التداول على أسهم شركات محدودة استحوذ على حصة مهمة من حجم التداول الاجمالي في الأسواق، حيث بلغ حجم التداول على أسهم شركة إعمار العقارية 13,69 مليار درهم يشكل ما نسبته 55,6 في المئة من حجم التداول الاجمالي في الأسواق المالية ويعادل حوالى أربعة أضعاف حجم التداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية وحيث بلغت قيمة الأسهم المتداولة في السوق 3,5 مليار درهم بينما بلغت قيمة الأسهم المتداولة في سوق دبي المالي 21 مليار درهم تشكل ما نسبته 85,5 في المئة من حجم التداول الاجمالي في السوقين· واحتلت شركة أملاك المرتبة الثانية في حجم التداول 1,84 مليار درهم وما نسبته 7,48 في المئة من حجم التداول الاجمالي يليها شركة دبي للاستثمار 1,24 مليار درهم وبنك دبي الاسلامي 1,05 مليار درهم، وبالتالي يلاحظ ان حجم التداول على أسهم أربع شركات استحوذ على ما نسبته 72,2 في المئة من حجم التداول الاجمالي وهذا بالطبع يعكس أحد الاختلالات المهمة التي يعاني منها سوق الأسهم الاماراتي وتنعكس على كفاءته وقوته وعمقه· والملفت للانتباه ان تحسن اداء الأسواق المالية خلال شهر أغسطس تزامن مع سفر نسبة مهمة من كبار المستثمرين للخارج لقضاء الاجازة الصيفية كذلك تزامن مع انتهاء فترة افصاح الشركات عن بيانات النصف الاول من هذا العام، وللعلم فإن نسبة ارتفاع المؤشر خلال شهر أغسطس من العام الماضي بلغت حوالى 19 في المئة بينما بلغت نسبة ارتفاع المؤشر خلال شهر أغسطس من عام 2004 ما نسبته 2,46 في المئة· وشجعت مستويات أسعار أسهم معظم الشركات المدرجة المستثمرين على الأجل الطويل سواء من الأفراد أو من المؤسسات أو صناديق الاستثمار، كما شجعت المضاربين وشجعت الاجانب على دخول الاسواق والشراء سواء للاستثمار قصير الأجل او الاستثمار طويل ومتوسط الأجل فقد انخفض متوسط مضاعف الاسعار الى مستوى 13,86 مرة في نهاية شهر يوليو الماضي ومتوسط القيمة السوقية الى القيمة الدفترية 2,92 مرة بينما ارتفعت هذه المؤشرات الى 15,7 مرة في نهاية شهر أغسطس والقيمة السوقية الى القيمة الدفترية 3,01 مرة· وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار أسهم العديد من الشركات خلال شهر أغسطس فإن العديد من الشركات تراجعت أسعارها بالمقابل وسيطرة المضاربين على حركة السوق كانت واضحة من خلال حجم التداول على أسهم شركات المضاربين وبالتالي لا نستطيع الحكم على تعافي السوق في ظل تراجع أسعار أسهم العديد من الشركات القيادية خلال الشهر واستقرار أسعار سهم شركات أخرى بالرغم من النمو الملحوظ في صافي أرباحها خلال فترة النصف الاول من هذا العام كذلك محدودية حجم التداول على أسهمها والذي لا يشكل نسبة تذكر من عدد اسهمها المصدرة وما زلنا نتوقع تحسن أداء الاسواق خلال الربع الاخير من هذا العام بحيث يشمل التحسن أسعار أسهم الشركات القيادية ولا يقتصر على أسهم شركات المضاربة وتحسن أداء الاسواق خلال شهر سبتمبر الحالي سوف ينعكس ايجابياً على اداء الشركات خلال الربع الثالث من هذا العام وخاصة الشركات التي تمتلك محافظ استثمارية كبيرة· والملاحظ خلال شهر أغسطس الماضي النشاط الملحوظ للاستثمار الأجنبي سواء الخليجي أو العربي أو غيرهما ومعظمه كما هو واضح استثمار مضاربين وتحسن مؤشرات الاسواق خلال شهر أغسطس رفع معنويات المستثمرين والمضاربين والتي تعرضت لهبوط كبير خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين وعززت من تدفق السيولة على الأسواق وعودة عدد كبير من المضاربين والمستثمرين الا ان عوامل التخوف والحذر والترقب ما زالت تسيطر على قرارات المستثمرين في الأسواق واعتقاد عدد منهم ان هذا الارتفاع هو مصطنع ووهمي في ظل تركز التداولات على أسهم محددة واداء الاسواق خلال هذا الشهر سوف تعكس ثقة المستثمرين في أداء الشركات ونمو ربحتها وقوة الاقتصاد الوطني·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©