الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لا ننوي إرسال قوات إلى اليمن لمكافحة «القاعدة»

لا ننوي إرسال قوات إلى اليمن لمكافحة «القاعدة»
6 فبراير 2010 00:05
أكدت الحكومة البريطانية عدم وجود أي نية لديها إطلاقا لإرسال قوات مسلحة إلى اليمن لدعمه في حربه ضد تنظيم”القاعدة”. وشدد المتحدث الإقليمي باسمها مارتن دي في حوار مع “الاتحاد” على ضرورة وحدة وسيادة واستقرار اليمن، داعيا الحكومة وما يعرف بـ”الحراك الجنوبي” إلى إجراء حوار جاد للتوصل إلى حلول مقبولة لجميع المشاكل. ورفض المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الحوار الذي تركز في معظمه على نتائج مؤتمر لندن بشأن اليمن وأفغانستان في 28 يناير الماضي اعتبار عبارة “حان وقت الحوار مع العدو في أفغانستان” التي جاءت على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في ختام المؤتمر اعترافا بالفشل الدولي بعد 9 سنوات من الحرب مع “طالبان”. وقال “إن هناك اتفاقا دوليا على أهمية دعم الجهود الأفغانية للمصالحة”، معتبرا “أن طالبان حركة غير متجانسة وان هناك مقاتلين أنما يحاربون في مقابل حصولهم على رواتب بسيطة لا تتجاوز 15 دولارا شهريا، ولذلك من المهم جدا أن تحاول الحكومة الأفغانية استقطاب هؤلاء للتخلي عن العنف وبالتالي إحداث انقسام في صفوف الحركة”، ولافتا إلى أن العام الحالي 2010 سيكون حاسما. وفي ما يلي نص الحوار: - ألا تعتقدون أن التعامل مع أزمة اليمن جاء متأخرا؟. - التركيز البريطاني على اليمن ليس شيئا جديدا، فقد استضافت لندن مؤتمرا في 2006، وقامت بتوقيع اتفاقية شراكة معها مدتها 10 سنوات في 2007، والمساعدات مستمرة إلى هذه الدولة وبالتالي أقول إن الاهتمام البريطاني باليمن ليس مفاجئا. أزمة اليمن حاليا أن هناك الكثير من المشاكل المتراكمة في وقت واحد..التمرد الحوثي، الانفصاليون في الجنوب، تواجد عناصر من”القاعدة”، الاقتصاد يعاني في ظل زيادة مطردة في عدد السكان وانخفاض الموارد..هناك مشاكل كثيرة على الحكومة اليمنية أن تواجهها، وهي بحاجة إلى دعم من الخارج، إذ لا يمكنها حلحلة هذه المسائل من دون هذا الدعم. ولكن في تقدير الحكومة البريطانية، هذا لا يعني أننا نريد أن نتدخل في الشؤون الداخلية اليمنية، وأقول بوضوح إننا لا نريد إرسال قوات مسلحة إلى اليمن إطلاقا، ومؤتمر لندن الأخير إنما كان لتوفير الدعم للحكومة اليمنية. - أليس غريبا أن الاستخبارات الغربية لم تتنبه إلى هذا التغلغل المفاجئ لـ”القاعدة” في اليمن؟. - نحن نرى كما يرى الكثير من المراقبين أنه توجد في اليمن في الوقت الحالي عناصر من القاعدة، وهذه العناصر تهدد الأمن والاستقرار..وبدون الاستقرار، الاقتصاد اليمني سوف يعاني في المستقبل، فالشركات الأجنبية لن تستثمر هناك، كما أن السياح الأجانب لن يتوافدوا إلى هناك أيضا، ولذلك الاقتصاد اليمني سوف يعاني من تواجد هذه العناصر. وبالإضافة إلى ذلك، فان أمن واستقرار الخليج مرتبط تماما بالأمن والاستقرار في اليمن. ومن المهم جدا أن يساند المجتمع الدولي الجهود اليمنية من أجل مكافحة الإرهاب والقاعدة ومعالجة المشكلات الأخرى وأولها الأزمات الاقتصادية. نحن نرحب بتصريحات الحكومة اليمنية حول اعتزامها إدخال إصلاحات جوهرية في مجال السياسة والاقتصاد والشؤون الاجتماعية. والمساعدات البريطانية تستهدف هذه الإصلاحات بصفة عامة. ولكن يبقى العمل مسؤولية يمنية أولا وأخيرا ولا بد من الاعتراف أنه ليس هناك حلول سريعة..هناك مشاكل رئيسية ولذلك الحكومة البريطانية متمسكة باعتماد استراتيجية طويلة الأمد. مؤتمر لندن لم يكن منفردا بل دوليا، وهناك مؤتمر خليجي آخر في الرياض قبل نهاية فبراير ونرحب به، كما تم تأسيس مجموعة أصدقاء اليمن ستجتمع في مارس، لتستمر المناقشات حول كيفية معالجة الأزمات اليمنية ودعم الحكومة. ولكن كما قلت ليس هناك حلول سحرية أو سريعة..لدينا برنامج تعاون مع اليمن لمكافحة الإرهاب، واكرر أنه لا وجود لاي نية لإرسال قوات مسلحة إلى هناك لمكافحة القاعدة.. - ما هو موقف الحكومة البريطانية من الحركات الانفصالية في جنوب اليمن؟. - بصفة عامة نقف وراء وحدة اليمن، والمجتمع الدولي اكد في مؤتمر لندن على هذه الوحدة والسيادة والاستقرار، ونحن ندعو الحكومة اليمنية إلى أن تتخذ زمام المبادرة لمعالجة المشاكل والمجتمع الدولي سوف يدعم هذه الجهود..نحن نعتقد انه من الممكن حل المشاكل بين الجنوب والشمال عن طريق المفاوضات وندعو الجانبين إلى إجراء حوار جاد للتوصل إلى حلول مقبولة من الطرفين. - ماذا عن الشق الثاني من مؤتمر لندن حول أفغانستان؟..ولماذا قالت كلينتون”حان الوقت للحوار مع العدو؟”؟..لماذا هذا الحوار الآن؟.. - هذه ليست عبارة بريطانية ولكن.. - ألا يشكل كلام كلينتون اعترافا بان 9 سنوات من الحرب لم تحقق شيئا؟. - ليس هناك أي اعتراف بالفشل في أفغانستان والجهود من اجل المصالحة ليست جديدة. هناك في الوقت الحالي في أفغانستان أعضاء سابقون من “طالبان” موجودون في البرلمان الحالي، وكل الدول المشاركة في المؤتمر اتفقت على أهمية الجهود الأفغانية من أجل المصالحة الوطنية. وباعتقادي أن حركة طالبان ليست حركة متجانسة، فهناك مقاتلون في الحركة أنما يحاربون في مقابل حصولهم على رواتب بسيطة لا تتجاوز 15 دولارا يوميا..هم ليسوا مقتنعين بفلسفة طالبان ولذلك من المهم جدا أن تحاول الحكومة الأفغانية إحداث انقسام في صفوف الحركة وتشجيع من يقبل بالدستور ونبذ العنف الانضمام إلى العملية السياسية والاجتماعية. وقد تم رصد 140 مليون دولار لهذا الشأن. وهذا شيء جديد يعكس الدعم الدولي للمصالحة. نحن نعتقد أن الجهود الأفغانية جزء من الاستراتيجية المتكاملة لحلحلة المشاكل في أفغانستان، ولكن نحتاج أيضا إلى مكافحة الفساد وإعادة إعمار المؤسسات الأمنية والبنية التحتية في هذه الدولة التي تعتبر رابع افقر دول العالم، الى جانب أن الأمية متفشية هناك ونسبتها عالية في جميع المحافظات. ربما نعم بعد 9 سنوات من التواجد الدولي لم يتم تحقيق الكثير..لكن تم إحراز بعض التقدم في بناء بعض المدارس وتوفير الخدمات الصحية الأساسية، ولكن في تقدير بريطانيا أن سنة 2010 ستكون حاسمة، وعلى المجتمع الدولي أن يدعم الجهود الأفغانية ودعم العقد الجديد الذي تحدث عنه الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في خطاب توليه الرئاسة الثانية. والمهم أن على الحكومة الأفغانية الجديدة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المشاكل الكبيرة والتحديات الموجودة وتتخذ القرارات التي تتماشى مع خطورة المشاكل وأولها مكافحة الفساد..ونرحب بإنشاء مؤسستين مستقلتين ستتوليان قيادة الجهود لمكافحة الفساد، ونريد أفعال هذه المرة وليس مجرد الأقوال. - كيف تثقون أن المصالحة ستنجح هذه المرة؟. - هناك إجماع دولي على أن الاستراتيجية المشتركة بين المجتمع الدولي وحكومة كابول هذه المرة تشمل كل الأبعاد السياسية والأمنية ومكافحة الفساد، ولذلك سيعقد مؤتمر آخر في كابول برئاسة الحكومة الأفغانية، وهذا يدل على الدور الرئيسي لهذه الحكومة التي عليها أن تقوم بكل الجهود وتتخذ القرارات المناسبة..ولكن هناك أيضا مسؤولية مشتركة دولية. - إلى متى ستبقى القوات الدولية هناك؟. - هذا يعتمد على الوضع الميداني، ولكن لا نريد بناء مستعمرات في أفغانستان، وبراون (رئيس الوزراء البريطاني) قال إن القوات البريطانية ستبدأ الانسحاب من هناك عندما تصبح القوات الأفغانية قادرة على تولي المسؤولية الأمنية الكاملة على الأرض..ومؤتمر لندن اتفق على انه سيتم البدء بنقل المسؤوليات الأمنية إلى الأفغان اعتبارا من نهاية العام الحالي 2010 ومطلع 2011..والحكومة الأفغانية تقول إنها مستعدة لتولي الأمن بشكل تام بعد 5 سنوات. - لكن كرزاي يقول إنه بحاجة للدعم الدولي بين 10 إلى 15 سنة. - كما قلت، هذا الأمر يتعلق بالأوضاع على الأرض..ليس هناك أي جدول زمني محدد..القوات البريطانية سوف تنسحب في الوقت المناسب، ولكن عملية نقل المسؤوليات الأمنية إلى الأفغان ستتم مع نهاية العام الحالي بحيث يتم تسليمها محافظة تلو المحافظة. القوات الدولية نجحت في تدريب وتأهيل القوات الأفغانية التي أصبحت حاليا تشارك في ما نسبته 90 في المئة من العمليات ضد المتمردين. وأجهزة الأمن مسؤولة عن توفير الأمن في العاصمة كابول. والدول التي شاركت في مؤتمر لندن اتفقت على ضرورة زيادة عديد الجيش الأفغاني إلى 170 ألف جندي بحلول 2010، والشرطة إلى 130 ألفا. والمهم في المستقبل القريب أن تكون القوات الأفغانية قادرة على توفير الأمن لانه من دون الأمن لا يمكن أن تبدأ عملية الإعمار. القوات المتواجدة حاليا في غرب وشمال أفغانستان تقول إن الأوضاع هادئة هناك وتتعامل مع أفغانستان كدولة فقيرة وليس هناك أي تمرد والقوات الأفغانية تسيطر على الأمن.. ولكن نعم هناك تمرد في الجنوب والشرق ولذلك سوف يرسل الائتلاف الدولي المزيد من القوات إلى جانب زيادة القوات الأفغانية، وعن طريق هذه الخطوات سيتم السيطرة على الأمن وبالتالي البدء بالتنمية والإعمار. - هل هناك المزيد من المساعدات إلى أفغانستان؟. - المساعدات البريطانية إلى أفغانستان كبيرة (500 مليون جنيه استرليني على مدى 3 سنوات). وفي مؤتمر لندن تم الاتفاق بين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على إسقاط 1,6 مليار دولار من الديون الأفغانية..كل هذا يعني أموال جديدة إلى الأفغان، ولكن المهم التنسيق الأفضل بين المجتمع الدولي وكابول. - كيف ستراقبون مكافحة الفساد؟ - لدينا في كابول أكبر سفارة بريطانية في العالم، ولدينا خبراء في هذا المجال والسفارة سوف تراقب عن كثب الجهود الأفغانية. ولكن نحتاج جهدا أفغانيا اولا بهذا الشأن، ونرحب بتصريحات كرزاي، ولكن الكلام لا يكفي والأفغاني يحتاج إلى خطوات حقيقية وأفعال..وكما قلت هذا العام حاسم في أفغانستان، ونحن مقتنعون باننا سوف ننتصر. ولكن الأهم من هذا أننا سنبني مستقبلاً أفضل للشعب الأفغاني، وسوف نمنع أفغانستان من أن تصبح مرة أخرى ملاذا للقاعدة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©