الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرود تحترم ذاتها

15 أغسطس 2014 20:50
(1)ليس اليابانيون فحسب، ولا الكوريون فقط ولا الصينيون ولالالالا . . . . لا تردين الرسايل ويش اسوّي بالورق؟. لكن لأن اليابان لم تكن قد وصلت الى مستوى مصر في مجال التكنولوجيا في سبعينيات القرن الماضي. . . . . . ثم شرعت شعوب العالم بالتقدم. . ونحن شرعنا في التقدم إلى الخلف. اليابانيون على سبيل المثال والحصر معاً، وخلال أربعة عقود بعد خروجهم من حرب عالمية مدمرين ومضروبين بقنبلتين نوويتين. . . . . بعد أربعة عقود صاروا قوة اقتصادية كبرى في العالم. . في يابان الماضي، كانت الأفكار لا تقبل إلا إذا تواءمت مع الماضي، أما في يابان الحاضر، فإن الموروث لا يقبل إلا إذا تواءم مع الأفكار الجديدة المقنعة بحد ذاتها، وعلى هذه القاعدة تعايش الماضي مع الحاضر وتواءما وتحالفا لخدمة المستقبل. جاء المستعمر الأوروبي إلى اليابان مرتدياً ثياب الإرساليات التبشيرية منذ عام 1542 كانوا عالماً نقيضاً لأوروبا- حسب أحد المبشرين اليسوعيين- الناس في أوروبا طوال وهم قصار القامة، الكنائس عالية السقف والمعابد اليابانية واطئة، النساء الأوروبيات يبيضن أسنانهن واليابانيات يسودنهن. كانت اليابان بالنسبة للأوروبي هي الكون معكوسا، مستسلما وخانعا، والناس شديدو الإذعان لآلامهم وضوائقهم، غير أنهم سعداء ببؤسهم وفقرهم. . . هكذا قال عنهم المستشرقون الأوائل. الفريق الياباني لكرة القدم في كأس العالم الأخيرة، وقف واعتذر من جمهوره عن خسارته- ولم يبررها قط- كما أن جمهور المشجعين، وبعد الخسارة، قام بتنظيف أكبر قدر ممكن من مقاعد الجمهور وما بينها. نرجع لموضوعنا: لماذا تقدم اليابانيون ولماذا تأخرنا؟؟؟ السبب واضح تماماً: -لأن في اليابان لا يمكن أن يحصل عندهم، أن يأتي شخص إلى مدير الشركة، يناوله ورقة، وهو يقول له بفخر وعنجهية: - ترى، أنا جايّك من طرف نسيبك سموزوكي ناكزايا!!. (2) لست معتاداً على الكره والحقد، لكنني فعلاً أكره وأحقد وأشعر بالإهانة، كلما دخلت إلى مكتب أحد ما ووجدت تمثال القرود الثلاثة المشهور، حيث يضع أحد القرود يديه على عينيه والثاني على أذنيه والثالث على فمه ليقولوا حكمتهم التافهة: (لا أرى لا أسمع لا أتكلم) لذلك، وعلى الرغم من فشلي في الرسم إلا أني حاولت إعادة صياغة هذه المعادلة بطريقتي على شكل رسم بدائي أضعه بشكل دائم على شاشة كمبيوتري العزيز. أقول حاولت إعادة صياغة المعادلة بشكل صحيح ومناسب ويحترم إنسانيتنا، رسمتها قروداً تفخر بأنها ترى جيداً وتسمع جيداً وتتكلم عندما ينبغي لها أن تتكلم. . إنها قرود تحترم نفسها. القرود الحمقاء- قبل الرسم- تقول لك بالحركة والصورة، إنك إن رغبت في رضا هذا الشخص عليك، سواء كان مديراً أم وزيراً أم خفيراً، فإن عليك أن تتحول إلى كائن شبه نباتي لا يمتلك وعياً. . لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم. . إنك مجرد شيء محايد يشغل، في هذا الكون الواسع، حيزا لا يستحقه على الإطلاق. من يتحمل المسؤولية الرئيسة في هذا الموضوع، ليست القرود بالتأكيد، بل الناس الذين يرضون على أنفسهم أن يكون مثلهم الأعلى قروداً لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©