التقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط الذي اطلعه على نتائج المحادثات التي اجراها أمس الأول في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد، وما تم التوافق عليه بالنسبة للوضع في لبنان لا سيما بالنسبة الى ملف شهود الزور في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري والعلاقة مع رئيس الحكومة سعد الحريري.
واعلن جنبلاط فور عودته من دمشق أنه كان هناك توافق مع الرئيس الأسد حول كل الملفات اللبنانية، وكانت وجهات النظر متطابقة حول اعتماد الحوار الهادئ، وقال: لقناة “المستقبل” إن الأسد يحمل كل المودة للرئيس الحريري والرغبة في التعاون معه”.
وفي سياق التعويل على دور الرئيس سليمان في إشاعة أجواء التهدئة والتوافق اكد رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن في تصريح امس: “إن رهان الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط بعد عودتهما من الزيارة الدمشقية على دور لرئيس الجمهورية العائد من القمة الفرنكفونية ولقائه نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، ينطوي على معطى في هذا السياق يعزز مظلة القمة الثلاثية في بعبدا والتأكيد على احتضانها كل عناصر التهدئة والتوصل إلى مخارج. ولا شك بأن الرئيس سليمان يحمل لجلسة مجلس الوزراء التي يرأسها في بعبدا غدا الأربعاء تسوية معينة تكون وليدة هذه الدورة القائمة ما بين الرئيس بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، فضلا عن الحركة المستجدة بالتطور الفرنسي للمساعدة على حلحلة العقد التي وضع رئيس الجمهورية خطوطها لطرحها على جميع الأفرقاء”. وأوضحت مصادر وزارية معارضة لـ“الاتحاد” من جانبها أن الرئيس سليمان يسعى لعدم التوصل في جلسة الأربعاء إلى التصويت على ملف شهود الزور.
وأكدت بالمقابل أن الرئيس بري أمهل مجلس الوزراء أسبوعاً واحداً لحسم هذا الموضوع ودفعه إلى المجلس العدلي للنظر فيه. وأشارت إلى أن الرئيس بري سيبحث موضوع المحكمة الدولية برمته غداً الأربعاء مع الرئيس ساركوزي.
بالمقابل يرفض فريق الأكثرية توجه الرئيس بري لإسناد ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي، وحذر وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة (المستقبل) من انه “إذا ما “مشي” المجلس العدلي سيذهبون إلى المطالبة بسحب القضاة اللبنانيين من المحكمة، ونحن نشدد على أنه لن يستطيع أحد إيقاف المحكمة لأنها كيان مستقل كما نصّت أنظمتها، وهي ستستمر في عملها، لذلك نأمل من كل القيادات بدلا من الذهاب الى تأزيم الأمور في موضوع لن يكون له جدوى، اللجوء إلى الحوار، ونحن بالذات لا نريد أن يتمّ توجيه الاتهام إلى أي فريق لبناني ولا مصلحة لنا في ذلك، لكن إذا وقع هذا الأمر لا سمح الله علينا أن نرسم خريطة طريق لمواجهة مشتركة لتداعيات ذلك”.
واعتبر عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب فريد الخازن، في حديث إذاعي باسم المعارضة “أن حركة اتصالات ناشطة تدور في موضوع الشهود الزور”. ووصف الأجواء بأنها “أفضل مما كانت عليه في الفترة السابقة”، موضحا أن “توجهنا واضح لجهة إحالته على المجلس العدلي”. ولفت إلى أن “المسار الأفضل هو التفاهم والحوار”، ورأى ضرورة “العمل على معالجة جدية لملف الشهود الزور”، مرجحا “بحث الموضوع في جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع”.
ولفتت عضو المكتب السياسي في تيار “المردة” فيرا يمين في حديث تلفزيوني أمس إلى أن الرئيس سليمان يسعى لإيجاد المخرج الملائم لملف شهود الزور، مشيرة إلى أن “التوجه بالمخرج الملائم يجب أن يكون باتجاه المجلس العدلي لأنه قانونيا هذا المنطق الصحيح”. واعتبرت انه “لم يعد هناك من محكمة دولية وهي ألغت نفسها بنفسها”، موضحة أنه “بعد التجارب التي حصلت يجب أن نتخذ موقفا واضحا وصريحا مما يسمى المحكمة الدولية”. ولفتت إلى أن “ما يقوم به رئيس الحكومة سعد الحريري لا يُعتبر تنازلاً بل قراءة سياسية موضوعية، فاعترافه بشهود الزور هو اعتراف بأمر واقع”.
قتيل و4 جرحى بانفجار قنبلة عنقودية في الجنوب
بيروت (الاتحاد، وكالات) - انفجرت أمس قنبلة عنقودية من مخلفات الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف 2006 ، ببلدة “ياطر” جنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل شاب لبناني وجرح أربعة آخرين. وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية اللبنانية أن “قنبلة عنقودية من مخلفات العدو الإسرائيلي انفجرت في مجموعة من عمال إزالة نزع الألغام التابع لشركة أجيال السلام الإيرانية في.. بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان”.
وأضافت الوكالة أن الانفجار أدى إلى مقتل شخص يبلغ من العمر عشرين عاما وإصابة 4 آخرين، بجروح متوسطة، نقلوا جميعا إلى المستشفى. يذكر أن الإسرائيليين خلفوا في جنوب لبنان أكثر من مليون قنبلة عنقودية يجري العمل على إزالتها.
عدد اليوم
