أقر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس أن إدارته تتلقى “أكياساً من المال” من إيران، غير أنه أكد أن هذه المدفوعات هي مساعدة رسمية و”شفافة”، وذلك بعد أن أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى سعي طهران لترسيخ نفوذها من خلال الدفعات، في وقت قالت السفارة الإيرانية في كابول إن مزاعم “نيويورك تايمز، مهينة وسخيفة”.
وفي هذه الأثناء، وصل عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان عام 2010 إلى عتبة 600 قتيل بعد الإعلان أمس عن مقتل جندي جديد. وفيما قتل 3 أشخاص بهجوم انتحاري في جنوب شرق البلاد، تسبب انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في مقتل اثنين من المدنيين في الإقليم الجنوبي منها. وفي بيان لاحق، أعلن “الأطلسي” أنه قتل 15 مسلحاً في غارة جوية الليلة قبل الماضية في هلمند.
وبشأن المال الإيراني، قال كرزاي في مؤتمر صحفي إن “الحكومة الإيرانية تساعدنا مرة أو مرتين سنوياً وتمنحنا 500 ألف أو 600 ألف أو 700 ألف يورو كل مرة”. وأضاف “إنها مساعدة رسمية. يتلقى (رئيس مكتب الرئاسة عمر) داودزاي أموال الحكومة الإيرانية بناء على أوامري”. وأكد “كل ذلك يتسم بالشفافية. وصحيح أن المال يصل في أكياس”. وتابع “إن دفعات أموال سائلة تصل من العديد من البلدان الصديقة لمساعدة مكتب الرئيس، وهذا أمر كنت تحدثت فيه مع الرئيس السابق جورج بوش في كامب ديفيد”.
وقال: “أذكركم بأنه في 2002 كانت العديد من البلدان تدفع أموالاً سائلة للأفغان”. وكانت الصحيفة الأميركية، قالت إن عمر داودزاي مدير مكتب كرزاي تلقى ملايين الدولارات وضعت لاحقاً في صندوق سري يستخدمه رئيس المكتب وكرزاي لدفع رواتب النواب وزعماء القبائل وحتى مسؤولين في “طالبان” لضمان ولائهم. وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أفغان وغربيين في كابول إن إيران تستخدم نفوذها لبث الفرقة بين الأفغان وحلفائهم الأميركيين والأطلسيين.
وكانت السفارة الإيرانية في كابول قالت في وقت سابق رداً على سؤال بهذا الصدد إن مزاعم “نيويورك تايمز (مهينة وسخيفة)”. وجاء في بيان للسفارة “إن سفارة إيران تنفي بشدة مزاعم “نيويورك تايمز” الخاطئة و”المهينة والسخيفة”.
وأضافت السفارة “ان هذه التكهنات التي لا أساس لها تأتي من وسائل إعلام غربية تسعى إلى إشاعة البلبلة في الرأي العام والإساءة للعلاقات القوية بين حكومتي وشعبي أفغانستان وإيران”.
وكان مسؤول غربي قال لـ”نيويوك تايمز”: “إجمالاً، إنه صندوق أسود رئاسي وتتمثل مهمة داودزاي في خدمة مصالح إيران”. وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين لم تكشف عن هوياتهم إن المال الإيراني يهدف إلى ضمان ولاء داودزاي السفير السابق في إيران المعروف بأنه يدافع باستمرار عن الخط المتشدد المناهض للغرب لدى كرزاي. وفي أغسطس الماضي وإثر زيارة كرزاي لإيران نقل السفير الإيراني في كابول فدا حسين مالكي على متن الطائرة الرئاسية كيساً كبيراً من البلاستيك مملوء برزم من اليورو، سلمه لكرزاي، بحسب نيويورك تايمز.
في غضون ذلك، وصل عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا عام 2010 في أفغانستان إلى عتبة 600 قتيل بعد الإعلان أمس عن مقتل جندي جديد، في أعلى حصيلة تسجل في صفوف قوات حلف الأطلسي في عام خلال تسع سنوات من الحرب. ولم تذكر القوة الدولية أي تفاصيل حول ظروف مقتل الجندي. ووصلت الحصيلة الإجمالية للقتلى في صفوف قوات الائتلاف 2170 قتيلاً منذ اجتياح أفغانستان. والمدنيون هم الضحايا الأوائل للنزاع في أفغانستان حيث يقدر عدد القتلى بالآلاف.
إلى ذلك، ذكر مسؤولون أن هجوماً انتحارياً وقع أمس في جنوب شرق أفغانستان أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عشرة، بينما تسبب انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في مقتل مدنيين اثنين في الإقليم الجنوبي. وفي حادث آخر، وذكرت الشرطة أن مهاجماً انتحارياً كان الضحية الوحيد أمس أيضاً عندما حاول مهاجمة قافلة أطلسية في باغلان شمال البلاد.
من جهة أخرى، قال متحدث باسم الأطلسي أمس إن 15 مسلحاً على الأقل قتلوا في غارة جوية للحلف نفذت ليلاً على هلمند. وقال الكابتن الأميركي رايان دونالد المتحدث باسم القوات الدولية إنه سمع عن مزاعم بشأن سقوط ضحايا مدنيين، لكن لم ترد بعد تقارير تدعمها. وتابع دونالد أنه بالإضافة إلى القتلى الخمسة عشر تم اعتقال ستة مسلحين. وقال متحدث باسم حاكم الإقليم إن التقارير الأولية تشير إلى أن ما يصل إلى 25 مسلحاً قتلوا بينهم اثنان من قادة “طالبان”.
وأضاف أنه لم يتلق تقارير عن سقوط أي قتلى مدنيين. وقال المتحدث إن التقارير الأولية من مسؤولي المخابرات أفادت بمقتل ما يصل إلى 25 مسلحاً بينهم اثنان من قيادات “طالبان”.
عدد اليوم
