الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل.. اللغة الجديدة والحرب القادمة

2 سبتمبر 2006 01:14
خالد عمر بن ققه: كل المعطيات والمواقف السياسية على الصعيد الإسرائيلي تشير إلى الهزيمة ، بأساليب شتى ، ولكن أصحابها لا يقفون عند حدود الوصف ، وإنما يعملون بجدية بهدف معرفة المسببات والخلفيات من أجل التغيير،وإزالة آثارها، ما يعني أن هناك لغة جديدة على مستوى الخطاب السياسي ، بل إنها تتعداه إلى علاقة الدولة بالمواطن، وفي أقصى الحدود إلى حرب الوجود ، وذلك يعود لجملة أسباب يمكن ذكر بعضها على النحو التالي : أولا : أن الوجود الإسرائيلي لجهة العودة ونشوء الدولة العبرية قد قام على القوة ودعمها من الخارج ، وحين تهتز صورة القوة ، فإن هذا يعني بداية الرحيل الذي قد يتحقق بعد عقود من الزمن ثانيا : أن قيادات العدو الإسرائيلي تدرك أن السلام مع الدول العربية مفروض بالقوة، بل أنه خاص بالحكومات، والقول إنه خيار استرتيجي أثبت الواقع عدم مصداقيته بدليل الحرب الأخيرة ضد لبنان، إضافة إلى كون إسرائيل تسعى إلى إضعاف الدول العربية من خليجها إلى محيطها ، الأمر الذي تدركه الشعوب لذلك تقف على الطرف الآخر، الرافض للسلام، وهنا يكمن الخوف الإسرائيلي، وهو يتعلق بالمستقبل، وقد أثبتت نتائج الحرب الأخيرة أن السلام لا يمكن أن يفرض بالسلاح ،كما لا يقبل أن يتحول إلى استسلام ثالثا : لأول مرة ترتفع الأصوات عالية في أميركا مطالبة بالتخلص من العبء الإسرائيلي ، صحيح أن هذه المسألة كانت مطروحة في السابق ، غير أنها كانت في حدود ضيقة، لكنها اليوم حديث خبراء الإستراتيجيا وبعض صنّاع القرار و الكثير من المفكرين ورجال الإعلام ، وأيضا من فريق من العسكريين ، وكل هذا أصبح مقلقاً لإسرائيل رابعا : تأييد المجتمع الدولي لم يقدم الحماية لإسرائيل حين تعلق الأمر بالحرب، مع أن إسرائيل ظلت خلال العقود الخمسة الماضية دولة خارجة على القانون وعلى سلطة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومع ذلك فقد أراد الغرب مجتمعا الحفاظ على وجودها حماية لنفسه من المشكلة اليهودية،الأمر الذي أزعج قادة الكيان الإسرائيلي، لكونهم احتاجوا للعالم الغربي لوقف الحرب بعد الهزيمة لهذه الأسباب ولغيرها تعمل الدولة العبرية على تغيير خطابها ضمن لغة جديدة ، تعترف بهزيمتها في معركة، لم تحتل لها فيها أرضا، ولم تعد مزارع شبعا للبنان، بل على العكس من ذلك احتلت بعض الأراضي اللبنانية، وتبين لها مزيدا من الضعف العربي على مستوى الأنظمة، حتى أن بعض المراقبين يرى أن فرصتها للعيش في سلام مع العرب الآن أكبر من الماضي من الناحية العملية فإن قادة إسرائيل ينظرون للهزيمة باعتبارها تمثل مسألة استراتيجية- ذات وجهين- تتعلق بالقرار السياسي ، الوجه الأول: سوء تقدير القادة العسكريين ورجال السياسة والحكم لقوة حزب الله والوجه الثاني: ضعف أداء الجيش·، وقد يعود ذلك إلى عدم قيام إسرائيل بحرب نظامية منذ حرب أكتوبر المجيدة عام ،1973 لهذا قد تشهد المنطقة حربا واسعة النطاق بين بعض دول الدول ـ حسب رأي المراقبين ـ خلال الشهور القليلة القادمة ، لأنها المدخل الوحيد للتفاوض حول سلام شامل، وتلك الحرب مرهونة بما سيحدث على الساحة الفلسطينية أولا واللبنانية ثانيا، لهذا على العرب أن يستعدوا من الآن على الجانب الآخر وأقصد الطرف العربي، هل فعلا حققنا انتصارا ؟ ·· بمقياس المعارك ومقاومة حرب العصابات و ثقافة عناصر المقاومة، وخلفيتهم الإيمانية ، قد تحقق الانتصار وإن كان بتكلفة عالية، لذلك يبدو غريبا ذلك التوصيف من طرف بعض الكتاب الذي يصرون على بث روح الهزيمة في أمة تقاوم كل يوم وعلى أكثر من صعيد ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©