الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسح شامل لطلبة مدارس الشارقة لاكتشاف «صعوبات التعلم» ينتهي يوليو المقبل

مسح شامل لطلبة مدارس الشارقة لاكتشاف «صعوبات التعلم» ينتهي يوليو المقبل
25 نوفمبر 2017 22:33
لمياء الهرمودي (الشارقة) أكدت هنادي السويدي مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم أن المركز يهدف إلى أن يكون الرائد في مناصرة وتمكين واحتواء ذوي صعوبات التعلم في الإمارات والوطن العربي، بحيث يخدم فئة صعوبات التعلم في مختلف مجالاتها وبأنواعها المتعددة. وقالت السويدي في حوار لـ«الاتحاد»: يقوم المركز حالياً وبتوجيهات عليا بالعمل على مشروع لمسح مدارس الإمارة، واكتشاف الحالات الموجودة فيها من الأطفال والطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم، وسينتهي المشروع في يوليو 2018، كما سيتم الإعلان عن النتائج التي سيتوصل إليها المركز بعد ذلك، بما يعزز قدراته في مختلف مجالات التعامل مع هذه الحالات، وتوفير البيئة المناسبة لها والتي تمكنها من مواصلة التعليم والاندماج مع المجتمع. وأشارت إلى أن المركز استقبل منذ افتتاحه في 2016 نحو 256 حالة، وقام بعلاج 56 حالة منها، من فئة ذوي صعوبات التعلم، ويقوم باستقبال الحالات سواء كان من خلال الأهل أو بتحويل من قبل إدارة المدارس التي شعرت بأن الطالب يعاني من عدد من الصعوبات خلال رحلته الأكاديمية في المدرسة. وقالت السويدي: تستقبل الاختصاصية الاجتماعية في المركز ولي الأمر مع الطفل أو الطالب، وتتم المقابلة عن طريق إعطاء كتيب متخصص فيه عدد من الأسئلة المتخصصة، والتي من خلالها يتم كشف حالة الطالب، أو الطالبة إذا ما كان هناك صعوبات، بالإضافة إلى عدد من الفحوصات التي يتم طلبها من قبل ولي الأمر من فحص للنظر والسمع، فضلاً عن الشهادات الدراسية الثلاث الأخيرة للطالب، وذلك بهدف التأكد من أن الطالب أو الطفل يعاني فعلاً من صعوبات في التعليم. وأشارت إلى أنه بعد الانتهاء من المرحلة الأولية في عملية الكشف، يتم عقد جلسة أسرية متخصصة مع ولي الأمر وتوجيه عدد من الأسئلة له والملاحظات، وبناء على الإجابات التي يتم تلقيها منه يتم تقييم الطالب، وتفنيد نوع الصعوبات التي يواجهها سواء كانت في جانب الدراسة أو في جانب السلوك. وأكدت أنه من ضمن المشاريع المستقبلية للمركز توفير زيارات ميدانية للمدارس سواء الخاصة أو الحكومية، وتنظيم برامج توعوية ومحاضرات، وورش عمل خاصة لأولياء الأمور بصورة دورية، للتوعية والتثقيف بشأن صعوبات التعلم. وأضافت مدير المركز: هناك أنواع من التشخيصات بحسب توصيات المقابلة الأسرية، ولكن معظمها تندرج تحت صعوبات التعلم أو المشاكل الإدراكية للطالب أو الطفل، وقد يحتاج إما إلى علاج وظيفي أو علاج مشكلة التخاطب لديه، موضحة أن صعوبات التعلم تنقسم إلى شقين، هما صعوبات نمائية كضعف في الإدراك والتركيز وتشتت في الانتباه، وفرط النشاط، والقسم الثاني هو الصعوبات الأكاديمية، فقد تكون لدى الطالب صعوبات في عملية القراءة أو الكتابة أو في الحساب، ومعظمها مترابط، حيث إن المصاب إذا كان يعاني من صعوبة في الجانب النمائي والإدراكي، سيتأثر تلقائياً في جانب تحصيله أكاديمياً. وأشارت السويدي إلى أنه تم عمل استمارة تحتوي على أسئلة محورية يتم من خلال الإجابة عليها اكتشاف حالة الطفل، ويمكن الجزم من بعدها أن الطالب أو الطفل بحاجة إلى أن يتم تحويله إلى المركز حتى يستطيع تجاوز الصعوبات التي يواجهها، واتخاذ الإجراء الملائم في المركز. ولفتت السويدي إلى أن الإحصاءات العالمية، تؤكد أنه هناك على الأقل حالة واحدة لصعوبات تعلم لكل فصل دراسي، وقالت: إنه من خلال المسح المبدئي الذي استهدف 3 مدارس لرياض الأطفال في الإمارة، وشارك فيه أكثر من 130 تلميذاً، تم اكتشاف وجود 25 حالة، ونهدف من خلال المسح المزمع الانتهاء منه يوليو المقبل إمكانية اكتشاف وجود حالات لصعوبات التعلم في مرحلة مبكرة، حيث يمكن علاجها والتغلب عليها في مرحلة مبكرة. وحول طرق وأساليب العلاج أشارت إلى أن علاج صعوبات التعلم يتم من خلال تلقين وتعليم الطالب مهارات معينة تعين الطالب على تجاوز الصعوبات التي يواجهها في الفصل الدراسي، وتبقى هذه المهارات ملازمة له، حيث إنه يستخدمها طوال المراحل الدراسية، كما أنه لا بد من تعاون إدارات المدارس لتقديم خدمات للطالب الذي يعاني من ذلك ومساعدته على تجاوز حالته بشأن المعاناة من صعوبات التعلم. وثمنت السويدي التعاون المشترك مع وزارة التربية والتعليم في هذا الصدد، وتوفير بعض الخدمات التي تساعد طالب صعوبات التعلم خلال رحلته الدراسية، مثل توفير لجنة خاصة ووقت أطول خلال الامتحان، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى التي تسهم في تسهيل التعلم خلال المراحل الدراسية المختلفة. «صعوبات التعلم» قادت علماء وفنانين ومثقفين إلى القمة أكدت هنادي السويدي أن الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم ليس بالضرورة طفلاً معاقاً أو يعاني من قلة ذكاء، بل العكس فإن صعوبات التعلم ليس لها صلة بالمشكلات العقلية، ولا تنفي الذكاء والموهبة لمن يعاني منها، حيث إن هناك كثيراً ممن عانوا من صعوبات التعليم خلال مراحل حياتهم، ولكنهم أصبحوا من أهم العلماء والمشاهير والمثقفين والفنانين في العالم، ويمتلكون معدلات ذكاء عالية. وأوضحت أن صعوبات التعلم يجب أن لا يتوقف عليها مستقبل الإنسان، وعلى الأسرة والطلبة أن يثقوا بأنفسهم وبأبنائهم، كما أنه على أفراد المجتمع أن يعوا بأن الطلبة الذين يعانون صعوبات التعلم ليسوا بالضرورة أنهم أقل شأناً من الآخرين، وهناك نسبة مشاهير وعلماء كانوا يعانون من صعوبات التعلم، ويعتبرون حالياً عباقرة وناجحين في مجالات أعمالهم، مضيفة أن صعوبات التعليم هي عقبات يمكن تجاوزها إذا تم التقييم والتشخيص والعلاج المبكرين للطفل والطالب، ولا داعي للخجل منها إذا ما وجدت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©