الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الزوجات الأجنبيات يجددن شباب مجتمع كوريا الجنوبية

الزوجات الأجنبيات يجددن شباب مجتمع كوريا الجنوبية
6 فبراير 2010 00:03
أخذت العرائس الأجنبيات تحل محل النساء المحليات كمصدر رئيسي للحيوية وضخ دماء جديدة في المجتمعات الريفية بكوريا الجنوبية التي بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة. وأصبحت العرائس الأجنبيات اللاتي يتم جلبهن من الدول الآسيوية المجاورة تحت إغراء الآمال بتحقيق مستويات معيشية مرتفعة من الأمور الشائعة في المناطق الريفية بكوريا الجنوبية. وتشير البيانات التي أصدرتها وزارة الإدارة العامة والأمن بكوريا الجنوبية إلى أن المجتمعات الريفية التي كانت تفخر بتجانسها أصبحت تشهد زيادة في عدد العرائس الأجنبيات. كما تشير إلى أن أربعا من كل عشر زيجات في عام 2008 كانت شابات ولدن في الخارج. وهو ما ساعد على إعادة بناء الروابط العائلية والإمداد بالأيدي العاملة التي تحتاجها المزارع والمشاركة في الأنشطة المجتمعية. إذ تبين أن عمر سكان البلدات الصغيرة أصبح 50 عاما فأكثر بعدما نزح الأبناء من البيوت القائمة في المزارع بحثا عن وظائف في المدن. ويعد بيت المزرعة الذي يمتلكه “هان يون هي” (44 عاما) مثالا حيا على ذلك الحال. ويقول هان إنه اعتاد أن يكون البيت مكانا “للتنهدات والصمت” قبل أن تصل عروسه التايلاندية عام 2002. والآن يلعب الأبناء الثلاثة للزوجين في حديقة البيت. وتساعد الزوجة “أونوى” (36 عاما) في العمل بمزرعة الأرز التابعة للأسرة، بل وتقوم برعاية والدي هان المسنين وتعمل مترجمة للغة الإنجليزية في مركز محلي للمجتمع الريفي. ويؤكد هان أنه لا يستطيع أن يتخيل أسرته بدون وجود الزوجة التايلاندية. ويقول “إنها أعطتنا أسرة جديدة، وهي تساعدني على جني محصول الأرز، كما أنها أم جيدة وزوجة ابن جيدة”. ويتعين على أونوى أن تعمل بجد واجتهاد لكي تثبت جدارتها. وتعبر أونوى عما واجهته في تجربتها قائلة “ليس لدى أحد أية فكرة عن مشاعر الوحدة والمصاعب التي عانيت منها عندما بدأت حياتي هنا. في البداية لم أكن أفهم ما يقوله أفراد الأسرة الجديدة، وشعرت وقتها بالخوف إزاء كل شيء مختلف هنا”. وغالبا ما تؤدي الاختلافات الثقافية إلى تعميق مشاعر الحنين للوطن التي تنتاب العرائس الأجنبيات. وفي هذا الصدد تقول عروس فيتنامية تبلغ من العمر 25 عاما تزوجت مزارعا من كوريا الجنوبية العام الماضي إنها “كانت تنخرط في البكاء سرا عندما كانت تفكر في والديها في وطنها وتشعر بافتقادهما”. وقد يؤدي مرور الزمن إلى التخفيف من مشاعر الحنين للوطن وإلى تكيف النساء الشابات مع أدوارهن كزوجات وأمهات. لكن بعض الزيجات، خاصة تلك التي تتم بسبب الحاجة وليس العاطفة، يمكن أن تنتهي بهروب العرائس بعدما يكتشفن وجود فجوة كبيرة بين أحلامهن الوردية والحياة الواقعية في مزارع كوريا الجنوبية”. وأشارت دراسة ميدانية أجراها المعهد الكوري للصحة والمجتمع عام 2008 إلى أن ما نسبته 28% من العرائس الأجنبيات يتعرضن للأذى اللفظي من أزواجهن الكوريين. وتتعرض ما نسبته 25% منهن إلى التهديد البدني من جانب أزواجهن. بل وصل الحال إلى حبس بعض الزوجات الأجنبيات داخل بيوتهن للحيلولة دون هروبهن. وتشير تقارير إلى وقوع حوادث انتحار بينهن. كما زاد معدل الطلاق بين هذه الزيجات المختلطة من 4171 حالة عام 2003 إلى 11225 حالة عام 2008. وتم تسجيل 36204 حالة زواج عام 2008 بين مواطنين من كوريا الجنوبية ونساء أجنبيات وفقا لإحصائيات مكتب الإحصاء بكوريا الجنوبية. وغالبا ما يعاني أبناء الزواج المختلط من الشعور بأنهم مختلفون، فيتعرض الكثيرون منهم لأوقات صعبة في تعلم اللغة الكورية كما يتعرضون للمضايقات أو الإيذاء من جانب أقرانهم من زوجات محليات.
المصدر: سيول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©