فرنسا تدعو المعارضة السورية لتشكيل حكومة مؤقتة

اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس السلطات السورية بالإخفاق في حماية المدنيين، داعيا المجتمع الدولي الى التحرك لوقف العنف في سوريا. في وقت دعت الحكومة الفرنسية امس المعارضة السورية الى تشكيل حكومة موقتة بسرعة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري. وقال بان كي مون خلال زيارة الى جزيرة بريوني في كرواتيا في اطار جولة تستمر اسبوعا في دول البلقان “ان الحكومة السورية اخفقت بوضوح في حماية المدنيين وعلى المجتمع الدولي مسؤولية جماعية لتطبيق ميثاق الامم المتحدة والتحرك طبقا لمبادئه”، لافتا الى انه ارسل الى دمشق مساعده لشؤون عمليات حفظ السلام الدبلوماسي الفرنسي هيرفيه لادسو وكبير المستشارين العسكريين في الامم المتحدة الجنرال السنغالي بابكر جاي من اجل قيادة بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا وتقييم الوضع الميداني في هذه المرحلة الحرجة. وأوضح بان كي مون “ان الامم المتحدة لا تزال ملتزمة بالكامل ومندفعة تماما لحل الازمة في سوريا”. لكنه عن قلقه من التدهور السريع للاوضاع وتفاقم معاناة السكان المدنيين في ظل احتدام المعارك في سائر انحاء البلاد بما في ذلك العاصمة. كما اعرب عن قلقه من ارتفاع عدد القتلى وعدد من اضطروا للفرار من منازلهم مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري والمعارضين. واشاد الامين العام للامم المتحدة بتصويت مجلس الامن الدولي بالسماح بتمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، وقال “ان التصويت بالاجماع على القرار رقم 2059 هو مؤشر بناء، وعلى مجلس الامن مضاعفة جهوده لاتخاذ موقف موحد وممارسة مسؤولية مشتركة بموجب ميثاق الامم المتحدة”. وجدد دعوته الحكومة والمعارضة السورية على السواء لوقف العنف المسلح دون اية شروط. وقال “ان تمديد بعثة المراقبين لمدة 30 يوما فقط هو مؤشر قوي على ان الكرة اصبحت في ملعب جميع الاطراف، وعلى الحكومة السورية في المقام الاول وقف عمليات القتل ووقف استخدام الاسلحة الثقيلة ضد مراكز السكان”. وشدد بان كي مون على انه من اجل الوصول الى السلام في سوريا لا بد من وقف اعمال القتل وانتهاكات حقوق الانسان بغية الانتقال سريعا الى عملية انتقالية سلمية والى حوار سياسي بين اطراف النزاع السوري. واضاف “الطريق نحو السلام واضح. يجب ان تكون هناك نهاية للقتل وانتهاكات حقوق الانسان.. وتحرك سريع نحو الحوار وانتقال سياسي سلمي بقيادة سورية”. من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس المعارضة السورية الى تنظيم صفوفها من اجل ان تشكل بسرعة حكومة موقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري. وقال في بيان “انه ايا تكن مناوراته فان نظام بشار الاسد قد حكم عليه من قبل شعبه نفسه الذي يبرهن عن شجاعة كبيرة.. ان الوقت حان للتحضير للمرحلة الانتقالية ولما بعدها”. وأضاف فابيوس أنه أجرى عددا من الاتصالات ولا سيما مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وتابع “نحن جميعا متفقون على ان الوقت حان لان تنظم المعارضة صفوفها من اجل تسلم السلطة في سوريا”. وقال ايضا في بيانه “نحن نأمل ان تشكل سريعا حكومة موقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري..ان فرنسا تدعم بالكامل الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في هذا الاتجاه”. وابدى فابيوس استعداد بلاده لأي مبادرة بما فيها استضافة اجتماع وزاري بهدف تعزيز جهود الدول العربية في بناء سوريا الغد. واضاف “سنسعى، من جهة اخرى الى ان نقدم مع الاتحاد الاوروبي المساعدة والدعم اللازمين الى اللاجئين الآخذة اعدادهم في التزايد في الدول المجاورة لسوريا، وهي مسألة ستبحث في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المقرر في بروكسل غدا الاثنين”.