الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية: نهاية اقتصاد العسكر!

22 يوليو 2012
تتأهب كوريا الشمالية للدخول في تجربة الإصلاح الزراعي والاقتصادي، بعد أن قام القائد الشاب "كيم جونج-أون" وزوج عمته القوي بالتخلص من كبير الجنرالات في البلاد لمعارضته التغيير، بحسب مصادر مقربة في كل من بيونج يانج وبكين. وأضافت هذه المصادر قائلة إن مجلس الوزراء في كوريا الشمالية أنشأ مكتباً خاصاً يتولى مسؤولية إدارة الاقتصاد المتداعي بدلا من الجيش، الذي يعد واحداً من أكبر الجيوش في العالم، والذي حظي تحت حكم والد "كيم" بالمكانة الأولى في إدارة الاقتصاد. وسقوط المرشال "ري يونج هو" وحلفاؤه، يمنح القائد الجديد غير المجرّب وزوج عمته القوي النفوذ "جانج سونج-ثايك"- والذي ينظر إليه على أنه القوة الحقيقية في كواليس الحكم- التفويض اللازم لمحاولة إنقاذ الاقتصاد المحطم، والحيلولة دون سقوط النظام الذي قلّما ترشح معلومات عنه للخارج. وتلك التغييرات ترهص بأن النظام في بيونج يانج قد يكون مقدماً على أهم إصلاحات يجريها خلال عقود. ومن المعروف أن الإصلاحات السابقة الرامية للتحول نحو اقتصاد أكثر اعتماداً على السوق قد أخفقت، وأن أحدثها كان تلك المحاولة التي هدفت لإجراء إعادة تقييم جذرية للعملة المحلية في آخر عام 2009، والتي أثارت في حينها موجة غضب عارمة، ويعتقد على نطاق واسع، أنها قد أدت لإعدام المدافع الرئيسي عنها. ومن المعروف أن "ري يونج هو" كان من أشد المؤيدين لسياسة "كيم جونج- إيل" المعروفة بـ"الجيش أولا"، كما قال المصدر الذي سبقت الإشارة إليه لوكالة "رويترز" للأنباء، وذلك في معرض إشارته إلى والد القائد الحالي، الذي عمّق عزلة بلاده بسبب إصراره على السعي لتحقيق طموحاته النووية، ومواصلته القمع السياسي لشعبه، وهما أمران أديا معاً إلى معاناة بلاده من فقر مدقع. وكانت المشكلة الأكبر هي معارضته -ري يونج هو- لتولي الحكومة مسؤولية الاقتصاد، وانتزاعها من المؤسسة العسكرية بحسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، خوفاً مما قد يترتب على ذلك من تداعيات. وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية KCNA قد ذكرت أن المرض كان هو السبب الذي دعا لإعفاء المرشال "ري يونج هو" من مناصبه على النحو المفاجئ الذي تم به الأمر، بما في ذلك دوره النافذ كنائب لرئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب الحاكم، وذلك على الرغم من أنه كان يبدو في حالة صحية طيبة في الصور التلفزيونية الحديثة التي ظهر فيها. وما كشف عنه هذا المصدر يعتبر مؤشرا على صراع السلطة، الذي يجري في تلك الدولة الغامضة والتي يسعى فيها كل من "كيم جونج- أون" و"جانج" لتعزيز قبضتيهما على المزيد من السلطة السياسية والعسكرية. وكان "كيم جونج- أون" قد مُنح لقب "مارشال الجمهورية" الأسبوع الماضي، وهو لقب يضاف لمجموعته الكبيرة من الألقاب اللامعة، ويساعد على تعزيز وضعه في الحكم بعد وفاة والده في شهر ديسمبر الماضي. فهو في الوقت الراهن يشغل منصب رئيس حزب العمال الكوري الشمالي الحاكم، كما يشغل منصب أول رئيس لمجلس الدفاع الوطني. وعندما اتصلنا بسفارة كوريا الشمالية في بكين عبر الهاتف للتعليق على تلك الأنباء، رفض المسؤولون فيها التحدث إلينا ذلك. وقال خبراء في الشأن الكوري الشمالي إن تلك الأنباء قد أكدت اعتقادهم بشأن أن القيادة الجديدة في بيونج يانج سوف تحاول إجراء بعض التغييرات على الضوابط والقيود المعوقة المفروضة على الاقتصاد. وحول ذلك الأمر يقول البروفيسور"يوهو -يول"، الأستاذ بجامعة كوريا المقيم بسيؤول: "ما قام به كيم جونج إيل حتى الآن ليس بالشيء المستغرب، حيث من الواضح أنه قد أجرى دراسات مطولة على هذا الإصلاح، وأخذ بعض الدروس، ويحاول الآن على الأرجح أن يصوغه بطريقة تلائم موقفهم، ويمكن مزجها مع السياسات المطبقة في بلاده حالياً. ولا شك أن رحيل- راي- يرتبط ارتباطا وثيقاً بهذه العملية". ويشار في هذا السياق إلى أنه كان من المعتقد أن قادة بكين كانوا يضغطون على بيونج يانج لإجراء المزيد من الإصلاحات على الاقتصاد لقلقهم من أن يؤدي سقوط هذا النظام في حالة عدم إجراء تلك الإصلاحات إلى دفع موجات بشرية من اللاجئين عبر حدودهم مع كوريا الشمالية، مع ما يشكله ذلك من أعباء اقتصادية واجتماعية، ولأن سقوط النظام الكوري الشمالي كان سيعني تلقائياً سقوط الجدار العازل بين الصين وكوريا الجنوبية التي تتواجد بها قوات أميركية كبيرة. وقد قلل المصدر الذي نقلنا عنه هذه الأخبار من أهمية التكهنات التي تتحدث عن احتمال حدوث تداعيات سياسية لعملية التطهير التي جرت في قيادة الجيش، مؤكداً على أن "كيم جونج – أون" و"جانج سونج- ثايك"، مسيطران تماماً على زمام الأمور بالجيش". ومن المعروف أن "جانج" قد ظل لفترة طويلة يدافع عن أهمية إجراء عملية إصلاح في الاقتصاد الذي أخفق بسبب سوء الإدارة في الحصول على أي ثمرة من ثمار النمو الدراماتيكي الذي تحقق في اقتصادي الصين وكوريا الجنوبية المجاورتين خلال السنوات العديدة الماضية. بنيامين كانج ليم بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©