عواصم (وكالات) - أكدت روسيا امس ضرورة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين من اجل احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط. جاء ذلك أثناء لقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في موسكو. وكان عباس وصل للعاصمة الروسية أمس الاول في زيارة للبلاد تستمر حتى الاثنين المقبل. وقالت قناة “روسيا اليوم” في تقرير لها إن الجانبين أجريا مشاورات ثنائية شدد خلالها لافروف على ضرورة استئناف مفاوضات السلام مؤكدا “ثبات” موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية. واعتبر الوزير أن استئناف المفاوضات يجب أن يتم “استنادا إلى المرجعية الدولية والاتفاقيات التي تم إبرامها سابقا بين الطرفين”، مع تأكيده على البيان الأخير الصادر عن اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط، الذي ينص على وضع برامج محددة أمام الجانبين لاستئناف المفاوضات. وذكر التقرير أن الرئيس محمود عباس “ثمن غاليا” الموقف الروسي، مشيرا إلى وجود “ثبات” الموقف تجاه القضية الفلسطينية و”دعم مباشر وغير مباشر” للشعب الفلسطيني.
كما بحث الرئيس عباس مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف آخر التطورات والمستجدات السياسية، وجهود اللجنة الرباعية لإحياء عملية السلام المتعثرة بسبب التعنت الإسرائيلي، وإعادة إطلاق المفاوضات. ووضع عباس مدفيديف في صورة انتهاكات الاحتلال المتواصلة، وعلى جهود تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، وبحث علاقات التعاون الثنائية بين البلدين.وشكر الرئيس عباس، الرئيس مدفيديف على مواقفه ومواقف روسيا الداعمة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وكان الرئيس محمود عباس، وصل مساء أمس الاول، إلى العاصمة الروسية موسكو، المحطة الثالثة في جولته الحالية التي شملت لندن وبرلين.
من جانبها، شددت المستشارة انجيلا ميركل التي استقبلت في برلين الرئيس عباس على ضرورة احراز “تقدم” في اطار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقالت المستشارة ان “من المهم احراز تقدم” وان “يتبادل كل طرف الآراء مع الآخر مع العلم ان الوقت الذي لا يزال متاحا هو بضعة اشهر، وهذا ما لم يحصل”، معربة عن تفاؤلها بالقول ان “الباب لم يغلق بعد” لتحقيق نتائج. من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني ان “المانيا طورت صداقة مع اسرائيل، واقامت صداقة مع فلسطين، لذلك تستطيع الاضطلاع بدور مهم في اطار الحوار في المنطقة”.
وقد بدأ الرئيس الفلسطيني الاحد جولة تستمر اسبوعا في بريطانيا والمانيا وروسيا، الاعضاء في مجلس الامن الدولي.
وأشادت ميركل بالرئيس الفلسطيني لتخفيفه الضغط عن الدول الكبرى في مسألة الاعتراف بدولة فسطين. وقالت ميركل “لدينا وجهات نظر متباينة حول ما إذا كان من المنطقي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، نعم أو لا. لكن ذلك يسمح لنا بالعمل بشكل مشترك على طرح المسألة للتفاوض”. وأضافت: “كان الرئيس عباس قال إنه يرى إن ذلك الاعتراف يمكن تأجيله لفترة ما، وإن ما يهم بحق هو السلام وحل الدولتين”.
وقالت مصادر مقربة من رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت إن عباس طمأن رئيس البرلمان في وقت سابق إلى أنه مستعد للتوصل لحل وسط فيما يتعلق بقضايا أمن إسرائيل. وأضافت المصادر أن عباس سيسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في الأراضي الفلسطينية لمدة 3 أعوام إضافية، في ظل وجود قوات حفظ سلام تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد إبرام اتفاقية سلام. غير أن عباس رفض بشكل قاطع مطالب إسرائيل ببقاء قواتها في الأراضي الفلسطينية 40 عاما. وقالت ميركل: “لقد أقر عباس بأن الأمن نقطة مهمة” داعية إلى استئناف المحادثات التي توقفت قبل 16 شهرا.
عدد اليوم
