الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع التكاليف يحد من أرباح شركات استكشاف النفط

26 يوليو 2013 21:30
لا يستطيع معظم تنفيذيي شركات التنقيب عن النفط والغاز أن يحلموا إلا بالتوصل إلى استكشاف ضخم عالمي واحد، أما نجاح ثلاثة استكشافات فهو أمر يكاد يكون غير مسبوق، وهذا هو ما استطاعت شركة تالو اويل تحقيقه بقيادة رئيسها التنفيذي إيدن هيفي. لدى الشركة التي أسسها ايدن هيفي ومايزال رئيسها، سجل اكتشافات نفط ناجحة أولها قبالة ساحل غانا ثم في غربي أوغندا وفي عام 2012 في جويانا الفرنسية، وبالطبع حققت هذه الاستكشافات ثروات للمستثمرين وتميزاً في السوق. غير أن توالي إخفاقات العثور على نفط في الأشهر القليلة الماضية عمل على تقليل ثقة السوق في مدى توفيق تالو، وأغلق سهم الشركة عند 10.01 يورو في أواخر يونيو الماضي بانخفاض نسبته تقارب 30% في الأثني عشر شهراً الماضية. وقال بريندان وورن المحلل في جيفريز والذي يوصي بشراء سهم تالو، إن الشركة لا تنقصها الرؤية أو المهارة وأن سجل تنقيبها المتضمن استكشاف أكثر من 200 مليون برميل نفط مكافئ سنوياً ونسبة نجاح تتجاوز 50% في السنوات الخمس الفائتة يعتبر سجلاً قوياً ومطمئناً. غير أن مجرد وجود سجل جيد لم يعد له التأثير الأكبر في الأسواق حالياً، ذلك أن المبدأ السائد اليوم هو «أثبت لنا كي نصدقك». وفي الوقت الذي ربما يكون لشركة تالو بعض العوامل المخيبة للآمال، إلا أنها ليست الشركة الوحيدة التي لا تحصل على رضا مستثمريها، فالمستثمرون توجهوا إلى أسواق الأسهم منذ بداية هذا العام، غير أنهم تجنبوا أسهم النفط والغاز. لا تعد هذه ظاهرة جديدة، ذلك أن كبريات شركات الطاقة تواجه صعوبات لعدة سنوات، باعتبار أنها تحقق عائدات تأتي من توزيعات الأرباح وإعادة شراء أسهم بالشركة وليس من نمو رأس المال. هذا في الوقت الذي تضرر فيه المستكشفون من الافتقار إلى نجاح استكشافات متميزة في العامين السابقين. يذكر أن استحواذ تالو اويل على شركة كوف اينرجي العام الماضي - الذي جذب عروضاً من رويال دتش شل وبي تي تي اكسبلوريشن اند برودكشن التايلندية - كان آخر الأحداث الكبرى التي أثارت السوق. أضحى المستثمرون يرفضون الإسهام في أي نجاح محتمل معتمد على نجاح عملية الحفر، الأمر الذي جعل قيمة العديد من الشركات أدنى من صافي قيم أصولها. وقال اندرو ويتوك المحلل في ليبروم: «السوق لا يروق لها المجازفة الآن واضحي قطاع النفط غير محبذ هذا العام». يعتبر الأداء المتدني صارخاً إذا ما قورن بأداء سعر النفط، حيث أظهرت بحوث أجراها اتش اس بي سي أنه منذ يونيو 2008 - قبل هبوط سعر النفط إلى 30 دولاراً للبرميل في ديسمبر من ذلك العام - يقل أداء كبريات شركات النفط الأوروبية التي تشمل بي بي وشل - على الرغم من أن سعر النفط تضاعف تقريباً في خلال الفترة ذاتها. وبالمقارنة تتداول أسهم شركات التنقيب الأوروبية بأسعار تقارب مستوياتها في أواخر عام 2008، وقال اتش اس بي سي إن السوق الآن تقلص كثيراً من القيمة المضافة نتيجة عمليات الاستكشاف الناجحة من عام 2008 إلى عام 2010 مثل اكتشاف تالو في غانا. وقال بول سبدينج المحلل في اتش اس بي سي إن معظم كبريات شركات النفط تتداول بانخفاض يتراوح بين 40 و50% من قيمة مجموع أقسامها، وقال سبدينج: «اعتاد المستثمرون شراء سهم إحدى كبريات شركات النفط إن كانوا متفائلين بسعر النفط، وقد تغير ذلك في السنوات الخمس أو الست الماضية، وكان هناك تقليل تدريجي لقيمة قطاع النفط مقارنة مع باقي السوق»، يتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه هذه الشركات في أنه رغم أنها تستثمر في مشروعات ذات عائدات معقولة إلا أن السوق لا تكافئها. وأضاف سبدينج أنه في منتصف العقد الأول من هذا القرن كانت كبريات شركات النفط تتداول عند أكثر من ضعف قيمتها الدفترية، أما اليوم فهي تتداول بسعر يتراوح بين1 و1.2 مثل قيمتها الدفترية. ومع تزايد صعوبة المشاريع وتكاليفها، يتمثل أحد أكبر التحديات في التكاليف المفرطة، ويعتقد فل دويل مدير الأسهم البريطانية في إف اند سي أن أكبر مشكلة لنقص أداء الشركات في الأشهر الستة إلى الإثني عشرة الماضية تتمثل في مخاوف المستثمرين من تكاليف التطوير، مع حدوث عدد من الإخفاقات في مشاريع كبرى مثل مشروع غاز جورجون في أستراليا. وأضاف دويل أن هذه المسألة إضافة إلى مسائل أخرى مثل آثار العملة المحلية وتضخم تكاليف الخدمة وزيادة الضرائب الحكومية تأتي جميعاً، بينما يهتم المستثمرون بالتدفق النقدي الحر قصير الأجل. وبشأن المستكشفين فإن الافتقار إلى أنباء عمليات حفر مهمة يعد سبباً رئيسياً لأدائهم المتدني، والنبأ الطيب يتمثل في أنه لو نجحت الشركة في تحقيق استكشاف واعد فإن أسهمها ترتفع، يذكر أن أسهم آفرين شركة التنقيب المدرجة في لندن والمعنية بعمليات في أفريقيا قفزت 7% في أواخر يونيو الماضي عقب إعلانها عن اكتشاف مهم قبالة ساحل نيجيريا، ومن ضمن الأسهم التي أعيد تقويمها على خلفية حملات عمليات الحفر هي شركة جينل إينرجي وشركة بتروسلتيك. شهدت شركات التنقيب الأميركية - التي يدر الكثير منها تدفقات نقدية حرة من أصول ضخمة والتي لديها كشوفات موازنة قوية - أداء أقوى، فعلى سبيل المثال ارتفعت أسهم اناداركو بتروليم من أول العام حتى الآن. ولكي تتعافى الأسهم في القطاع يتعين على أسواق الأسهم أن تصدق أن هناك نمواً عالمياً وطلباً مستداماً على النفط والغاز، وقال مديرو صناديق إن تباطؤ اقتصاد الصين وانهيار سعر النفط يعتبران أهم مخاوفهم. يذكر أن خام برنت المعياري يتداول بنحو 100 دولار للبرميل مع وجود بعض التوقعات أن ينخفض. وقال بريان اوكاثين رئيسي تنفيذي بتروسلتيك: إن هناك بعض الشواهد بأن المستثمرين بدأوا في العودة، فهناك تقارير من خبراء تقول إن المستثمرين زادوا استثماراتهم بنسبة 7% في قطاع النفط - وهي نسبة غير عالية، ولكنها إذا قورنت بنسبة التضاؤل 10% في تقرير شهر مايو الماضي فإن ذلك يوحي بأن المعنويات ارتفعت والإقبال عاد. عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©