نتج عن شدة المنافسة في ألمانيا وضعف الأحوال الاقتصادية عموماً في أوروبا أن فودافون تشهد تراجعاً يفوق التوقعات لرابع فترة ربعية على التوالي.
وحذرت فودافون مشغل المحمول البريطاني، من أنها لا تتوقع أي تحسين في نشاطها الرئيسي في الفترة الربعية المقبلة والتي تضررت جراء شدة المنافسة في الأسواق المتضررة أصلاً من التباطؤ الاقتصادي.
شهد أداء فودافون تراجعاً يتجاور توقعات المحللين من حيث عائدات الخدمات في نشاطها في أوروبا. وكانت الشركة في السابق قادرة على تفادي تراجع العائدات في دول مثل ألمانيا والمملكة المتحدة، غير أن العائدات في شمالي أوروبا تراجعت بالنظر إلى أن الشركة اضطرت أن تقدم عقوداً أرخص لكي تلبي متطلبات المنافسة الشرسة سعياً منها إلى جذب عملاء جدد والاحتفاظ على بعملائها القدامى.
يذكر أن النمو القوي في عمليات فودافون في الهند وأفريقيا قلص من تراجع إجمالي عائدات الشركة وأوصله إلى 3,5% لثلاثة أشهر إلى 30 يونيو وهو ما كان أقل قليلاً من التوقعات المجمع عليها وأفضل من تراجع 4,2% في الفترة الربعية السابقة.
ظلت جنوبي أوروبا المنطقة الأسوأ أداءً لأعمال فودافون إذ انخفض عائد خدماتها الفعلي في هذه الفترة الربعية بنسبة 17,6% سنوياً في إيطاليا و10,6% في إسبانيا.
وقد تلجأ فودافون إلى انكماش نشاطها في جنوبي أوروبا بعد أن شطبت بالفعل 7,7 مليار يورو من قيمة الأعمال في إيطاليا وإسبانيا واليونان من دفاترها العام الماضي.
وذكر أندي هالفورد مدير فودافون المالي أنه من المرجح أن يستمر التوجه السلبي في فترتها الربعية الثانية، وقال: «من المرجح أن تكون أحوال السوق الراهنة مشابهة لأحوال الفترة الربعية المقبلة». وردت فودافون على ضعفها في مجال أعمالها اللاسلكية الرئيسي بالتوجه القوي نحو شبكات الخطوط الثابتة، حيث اتفقت مؤخراً على الاستحواذ مقابل 7,7 مليار يورو على شركة كابل دويتشلند المقرر إتمامه في الربع الرابع من هذا العام.
تريد فودافون عرض حزم منتجات على عمــلائها مع التحول إلى تحصيل رسـوم بناءً على أحــجــام بــيانات إنـتــرنت المحـــمول بـــدلاً من خـــدمات الصــوت أو النصــوص التقليـدية.
كانت الولايات المتحدة مجدداً ضمن المناطق الأفضل أداءً لفودافون التي تمتلك حصة 45% في فيريزون وايرلس، الأمر الذي يثير مزيداً من الأسئلة وسط المحللين عما إن كان ينبغي على فودافون بيع نشاطها بالنظر إلى مشاكلها في أماكن أخرى في العالم.
رفض فيتوريو كواو رئيس تنفيذي فودافون التعليق عما إن كانت الشركة تعتزم بيع نشاط في وسعه تجميع أكثر من 100 مليار دولار، وربما يعني صرف أرباح قياسية لمساهميها.
وقال كولاو إن نمو المبيعات القوي في الأسواق البازغة مثل تركيا بما يبلغ 15,5% والهند 13,8%، يعوض التباطؤ في أوروبا، إلا أن محللين في برنشتاين حذروا من أن معدل هذا النمو من غير المرجح أن يستدام.
وقال جون كاريديس المحلل في اوريل سكيوريتيز إن أداء فودافون في ألمانيا في الربع الأول من العام كان أضعف مما هو متوقع، الأمر الذي أثر سلباً نوعاً ما على التقرير التجاري الذي صدر.
كما انخفض عائد الخدمات الفعلي للشركة في ألمانيا بنسبة 5,1%. وقال كولاو إن هذا يعكس ضغوطاً متزايدة من متنافسين مثل «تليكوم». وأضاف: «هناك مزيد من التنافس في ألمانيا، وهو ما استطعنا التعامل معه في ألمانيا وعلينا أن نواجه منافسة شرسة أخرى على الأسعار».
عن: فايننشيال تايمز
ترجمة: عماد الدين زكي
عدد اليوم
