الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تونس تتطلع لمشاركة تاريخية و ترفع شعار «الترويج» بجانب «التتويج»

تونس تتطلع لمشاركة تاريخية و ترفع شعار «الترويج» بجانب «التتويج»
22 يوليو 2012
تونس (د ب أ)- تطمح تونس إلى تحقيق مشاركة تاريخية في دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012) وترغب في ألا تقتصر على التألق والتتويج فحسب، وإنما الترويج لصورة أخرى للدولة التي أطلقت الربيع العربي في المنطقة في مطلع العام الماضي، وتسجل البعثة التونسية المشاركة في أولمبياد لندن رقماً قياسياً مقارنة بتاريخ مشاركاتها السابقة، حيث يمثلها 81 رياضياً ورياضية في 17 مسابقة من بينها، ولأول مرة ثلاث رياضات جماعية هي كرة اليد والسلة والطائرة. وكانت أكبر مشاركة سابقة لتونس قبل هذا التاريخ في أولمبياد أثينا 2004، حيث شاركت ببعثة تضم 57 رياضياً ورياضية في 14 مسابقة. وإضافة للرياضات الجماعية الثلاث تشارك البعثة التونسية أيضا في منافسات السباحة وألعاب القوى والجودو والمصارعة والتايكوندو والملاكمة والمبارزة ورفع الأثقال والجمباز والرماية والتجديف والشراع والكانوي-كاياك والتنس. وتتميز المشاركة التونسية هذه المرة بصفة جديدة لأنها المشاركة الأولى لها في الدورات الأولمبية بعد ثورة الياسمين التي طوت صفحة الماضي الديكتاتوري وفتحت صفحة الديمقراطية، ويعول المسؤولون في تونس على هذه المشاركة كثيراً لإحداث الفارق مع المشاركات السابقة والترويج لصورة تونس الجديدة في أضخم حدث رياضي عالمي. ولذلك استثمرت وزارة الرياضة التونسية بقيادة طارق دياب أفضل لاعب كرة قدم في تونس بالقرن الماضي أموالاً إضافية ناهزت المليون دولار لتمويل المعسكرات التدريبية. وصرح شكري بن حسين المكلف بمكتب الإعلام الأولمبي بوزارة الرياضة، إلى وكالة الأنباء الألمانية بأنه على الرغم من الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد رصدت الوزارة الاعتمادات المالية اللازمة لتوفير أفضل الظروف لإعداد البعثة خلال الفترة الماضية استعداداً للأولمبياد. وأضاف “لا شك أن الثورة شحنت كل اللاعبين، حصيلة النتائج خاصة في الرياضات الجماعية كانت جيدة منذ العام الماضي، والكل يطمح إلى التألق في الأولمبياد”. وقال بن حسين إن الوزارة تفكر في رفع الحوافز المالية المخصصة للفائزين بالميداليات لمزيد من التشجيع للاعبين. وفي آخر دورة سابقة حددت الجائزة المالية للميدالية الذهبية بـ 70 ألف دينار (نحو 43 ألف دولار أميركي) مقابل 50 ألف دينار للفضية، وتتطلع تونس بشكل خاص للمحافظة على تألقها في منافسات السباحة عبر بطلها القومي أسامة الملولي الذي حاز في دورة بكين 2008 الميدالية الذهبية لسباق 1500 متر. وتأمل تونس في خطف إحدى الميداليات عبر كل من العداءة حبيبة الغريبي في سباق 3000 متر حواجز والمبارزة عزة بسباس، وفازت الغريبي بالميدالية الذهبية الأولى لتونس في بطولات العالم لألعاب القوى وذلك في أغسطس 2011 في بطولة العالم التي استضافتها مدينة دياجو بكوريا الجنوبية، وفي المقابل، انسحبت بسباس بطلة أفريقيا من الدور النهائي في بطولة العالم للمبارزة بمدينة كاتانيا الإيطالية في أكتوبر 2011 بعدما وصلت للنهائي في مواجهة منافسة إسرائيلية هي ناعومي ميليس. وتتطلع البعثة التونسية إلى تحقيق مفاجأة في الرياضات النزالية بشكل خاص في أولمبياد لندن، كما تنتظر تونس تألقاً لافتاً من منتخب كرة اليد الذي سيطر على الساحة الأفريقية وحقق نتائج مبهرة على الصعيد العالمي أفضلها بلوغه المرتبة الرابعة في بطولة العالم التي نظمتها تونس عام 2005 . ويخوض منتخب اليد بقيادة اللاعب المخضرم هيكل مغنم “35 عاماً” منافسات الدور الأول للمسابقة ضمن مجموعة حديدية أمام منتخبات فرنسا وأيرلندا والسويد والأرجنتين وإنجلترا، ولكنه يحتفظ بفرص قوية للتواجد ضمن الفرق الأربعة المتأهلة من هذه المجموعة إلى الدور التالي. وشاركت تونس بشكل منتظم في دورات الألعاب الأولمبية بدءاً من أولمبياد روما 1960 وحتى بكين 2008 باستثناء أولمبياد موسكو 1980 التي قاطعها المعسكر الغربي احتجاجاً على الغزو السوفييتي لأفغانستان عام 1979 . وخلال مشاركاتها السابقة حصدت تونس سبع ميداليات منها ذهبيتين وفضيتين وثلاث برونزيات، وكان الملاكم التونسي الحبيب قلحية أول رياضي تونسي يتذوق طعم التتويج الأولمبي عندما حصد برونزية في دورة طوكيو 1964، وبينما لم يكن المتابعون للدورات الأولمبية آنذاك يعرفون شيئاً عن تونس، نجح العداء التاريخي محمد القمودي في وضع بلاده على الخريطة الأولمبية بفوزه أولاً بفضية سباق عشرة آلاف متر بدورة طوكيو 1964 ثم ذهبية سباق خمسة آلاف متر في دورة مكسيكو سيتي 1968 والتي ألحقها ببرونزية سباق عشرة آلاف متر. وأكمل العداء الأسطوري في تونس تتويجاته الأولمبية بحصوله على فضية خمسة آلاف في مشاركته الأولمبية الأخيرة بأولمبياد ميونيخ 1972 . وانتظرت تونس حتى أولمبياد أتلانتا 1996 للعودة إلى منصة التتويج من خلال برونزية وحيدة في الملاكمة عبر فتحي الميساوي قبل أن يعيد السباح التاريخي الملولي في حصد الذهب مجدداً بأولمبياد بكين 2008 وذلك في سباق 1500 متر، ويأمل أبناء ثورة الياسمين في مواصلة البحث عن الذهب خلال صفحتهم الجديدة التي يفتحونها في أولمبياد لندن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©