الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلى أين؟

1 سبتمبر 2006 00:54
صفحات الحياة مليئة، إما بالسعادة وإما بالحزن·· ولكن إلى أين هذه الصفحات؟ هل إلى الاستمرارية والدوام؟ ''فدوام الحال من المحال'' فإذا كنت سعيداً ناجحاً مبتسماً، لا تأخذك السعادة الى طريق مسدود وأقصد بها الكبر والتعالي على الناس ''لكل شيء إذا ما تم نقصان·· فلا يغر بطيب العيش إنسان'' فأنت لا تدري غداً إلى أين؟ ولا تعلم مستقبلك إلى أين؟ ويا حبذا لو كنت لينا في التعامل، سلسا في الأخوة والعطاء، وذا أخلاق عالية وسامية، وذا روح عالية ورفيعة، مليئة بالفرح والسعادة، كن إيجابيا في التعامل مع الناس والمجتمع، متواضعاً محبباً للناس وغير منفر من الناس، فكل ذلك بإذن الله طريق السعادة والنجاح الدائمة والمستمرة، وأما إذا كان الحزن هو السمة المسيطرة على حياتك، فقل في قرارة نفسك الحزن إلى أين؟ فكما أسلفت سابقاً ''دوام الحال من المحال'' وبإذن الله الحزن إلى زوال وطريق السعادة سترى النور قريباً، وكما يقول الشاعر أبوالبقاء الرندي: كأنما الصعب لم يسهل له سبب يوماً ولا ملك الدنيا (سليمان) فجائع الدهر أنواع منوعة وللزمان مسرات وأحزان إذا لا تيأس حاول وجرب مراراً وتكراراً، فالزمان مسرات وأحزان فإنك إذا أخلصت النية ستنال مرادك ومقصدك بإذن الله تعالى، وأساس السعادة اليقين برب العالمين، ولكن أنت اختر لنفسك إلى أين؟ نرجع للسعادة ومن لا يتمنى السعادة؟ ومن لا يتمنى أن يذوق طعمها وحلاوتها؟ ومن لا يتمني أسرة سعيدة ووطن أسعد؟ اعط السعادة مقوماتها وستعطيك لذتها وحلاوتها، خطط لحياتك فهي بداية السعادة، وحدد ماهي رسالتك وماهي رؤيتك؟ وتعريف رائع للرسالة والرؤية في كتاب ''كيف تخطط لحياتك'' لـ الدكتور صلاح صالح الراشد، فعرف الرسالة ''بالمهمة'' وعرف الرؤية ''خطة قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى'' اجعل لنفسك رسالة ورؤية فهي بدايات النجاح وهي أساسيات السعادة وطريق إلى حياة سعيدة وآمنة ومستقرة، أنت لديك مقومات النجاح وأنت لا تدري ولاتشعر، ولكن تحتاج إلى توظيفها، والعمل بها، وتحتاج إلى التوكل لا إلى التواكل وتحتاج إلى الثقة بنفسج وقدراتك ومواهبك· إذا رأيت كل من حولك ينتقدك، ليكن لك هذا الانتقاد دافعاً معنوياً قوياً لبذل قصارى جهدك ومجهودك للعطاء، اسمع للانتقاد الإيجابي، ولا تصغي لهم سماعاً، فهمهم الوحيد وشغلهم الشاغل، دفن قواك وقدراتك في شبابها وفي أوج عطائها، فهم لا يتمنون النجاح والسعادة، إلا لأنفسهم وهؤلاء يعملون بطريقة أنا أستفيد وغيري يخسر، ولكن هذا الصنف من الناس ليس لديهم أي ذرة من النجاح ولا السعادة، ولكن سعادتهم مزيفة وموهومة، هذا حقيقة وواقع وتجارب الحياة أثبتت سعادتهم المزيفة، ولكن أساس السعادة الصادقة والدائمة ''أن تحب لأخيك كما تحبه لنفسك'' وجميل أن نكون من هذا الصنف الرائع والمميز والذي يتحدث عنه نفسه بكلمات مختصرة ورائعة، بمزيج من السعادة والنجاح وخليط من الحب والمحبة والاخوة والإخاء ''أنا اربح وغيري يربح والمجتمع يربح'' وكل ذلك ضمن أسس وقيم وأخلاق شريعتنا السمحة· كلمات جميلة ومختصرة وسهلة للذين يتقنون استخدامها وتوظيفها، مقومات السعادة واضحة للعيان وكلها سعادة بسعادة وابتسامة بابتسامة وحب وإخاء وتواصل إلى آخر الصفات الإيجابية والحميدة والحسنة وهي سعادة النفس والنفوس، ولكن أنت اختر لنفسك، إلى أين؟ فالسعادة طريقها واضح وإذا غيرت المسار والاتجاه، فأنت الذي اخترت لنفسك إلى أين كذلك؟ فإلى أين الاتجاه اخوتي واخواتي؟ محمد مال الله محمد الهنيامي ـ الشارقة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©