الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تكاليف الزواج

1 سبتمبر 2006 00:54
وليس غلاء المهور ··· وراء العنوسة الفتيات شكا الجميع من مشكلة ارتفاع المهور وتناولها أئمة المساجد في خطبة الجمعة وكبار علماء الدين وأقيمت المحاضرات والندوات وتناولت وسائل الإعلام هذه القضية الاجتماعية الهامة بشكل أوسع وتم وضع كثير من المقترحات والحلول والتوصيات وكان آخرها (صندوق الزواج) و(الأعراس الجماعية) و(صالات الأفراح)· ورغم هذه الصيحات والاقتراحات والنداءات فإن المشكلة أصبحت دون حل ممكن بل ربما تتفاقم مع زيادة الأسعار وارتفاع تكاليف البناء، ولقد تركز معظم الأحاديث على الجانب الاقتصادي فقط للمشكلة وان كان الجانب الاقتصادي أهم من الجوانب الأخرى، بينما تركوا بقية جوانبها وان كانت لا تقل في الأهمية عن الجانب الاقتصادي بل قد تفوقه في أحيان كثيرة لاعتبارات خاصة ومن أهم هذه الجوانب خلق فراغ للشباب يضطرون إلى سده بكل ما هو غير مفيد ناهيك عن العقد النفسية والتوتر والقلق والخوف وأخطار الزواج بالأجنبيات والعنوسة في صفوف البنات وتأثيرها على عادات وتقاليد المجتمع ··· الخ· ان مبدأ المغالاة في المهور وتأجيل الزواج بعد سن الثلاثين له أخطار اجتماعية ونفسية وفسيولوجية تؤثر على بنية الشباب والشابات (في سن الزواج) وبالتالي على كيان المجتمع· ان الملجأ الوحيد الذي يحمي الشباب من الفراغ العاطفي والعنوسة والانحرافات الأخرى والمشاكل هو:- (الزواج المبكر) بعد القضاء على غلاء المهور وارتفاع ومتطلبات تكاليف الزواج المادية، ولست مبالغاً إذا قلت إن من أخطر المشكلات التي تهدد ويعاني منها الشباب والشابات في عصرنا المادي هي مشكلات الضياع والفراغ العاطفي، ولابد أن تضاعف المدرسة والأسرة جهودهما في إعداد وتربية النشء الصالح، فالمطلوب ايجاد حل جذري وفوري لمشكلة غلاء المهور والعنوسة والفراغ العاطفي· وان كثيراً من الآباء والأمهات يعتبرون البنات صفقة تجارية رابحة (ويتبعون سياسة من يدفع أكثر يتزوج) وهذه قصة فتاة من أسرة طيبة معروفة بأخلاقها وهذه القصة من كتاب (اعترافات عانس - قصص واقعية ومؤلمة لضحايا العنوسة) تقدم لخطبة هذه الفتاة شاب مستقيم صالح، ولكن الأمور في هذه الأسرة ليست بيد الوالد ولا بيد الفتاة ولا بيد أحد من اخوتها بل الأمر فيها إلى الوالدة التي تمدنت وتحضرت وتأثرت كثيراً بالقيم الغربية، عقد العقد الشرعي بعد جهود جبارة لمعرفته بأصالة البنت وبعدها بدأ بتأثيث الشقة وكلفته كثيراً نظراً لتدخل الأم في اختيار كل صغيرة وكبيرة وذلك كان يغضبه ولكنه كان يتغاضى ويصبر كثيراً من أجل هذه الفتاة، وبعد التأثيث اتفق على موعد الزفاف وكان الطامة عندها لأنه حصل خلاف كبير بين الزوج وبين والدة الفتاة في اختيار القصر الذي ستقام فيه الوليمة وطبع بطاقات الدعوة ووزعها على الأصدقاء والأهل ودعا الفرقة الغنائية التي تحيي الحفل وتوقف عن الأمور الأخرى لأن إمكانياته محدودة فهو موظف وقد بذل كل جهده في وتأثيث الشقة وظروفه لا تسمح له الا باختيار قصر بسيط وحفل متوسط فمن أين يأتي بمبلغ مائة ألف ريال لكي ترضى والدة الفتاة، وأصرت هي على كلامها ورأيها وضعفت شخصية الأب أمام إصرار الأم ووافق على طلبها وذهلت الفتاة أمام هذه التصرفات ذهولاً شديداً وحاول الزوج معهم محاولات أخرى مع توسط بعض أهل الخير، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل· وبعد تلك المحاولات لم يكن أمام الزوج من حل سوى الانفصال عن تلك الفتاة، ثم تقدم إلى أسرة أخرى واستخار الله تعالى، فسألوا عنه فوجدوه إنسانا صالحاً، فسرعان ما وافقوا عليه وتزوج ورزقه الله الذرية الصالحة، وبقيت الفتاة الأولى في بيت أبيها عانساً ووصل سنها إلى الرابعة والثلاثين لا يقربها الخطاب لكبر سنها أولاً ولطلاقها ثانياً· محمد صالح بداه
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©