الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حفظ النعمة».. مشروع إنساني يحقق التكافل الاجتماعي بين مختلف أفراد المجتمع

«حفظ النعمة».. مشروع إنساني يحقق التكافل الاجتماعي بين مختلف أفراد المجتمع
27 يوليو 2013 12:52
مشروع «حفظ النعمة»، التابع لهيئة الهلال الأحمر يهدف بالدرجة الأولى لتحقيق مبدأ التكافل المجتمعي بين أفراد المجتمع وتوطيد جسور التواصل والتعاضد بين المحسنين وأصحاب الدخل المحدود والمتعففين وهم الفئة المستهدفة. وتقوم فكرته على جمع الفائض من الطعام بطرق صحية سليمة، حيث يعاد تجهيزه، ثم يتم توزيعه على الفقراء والمحتاجين. يقول سلطان الشحي - مدير مشروع حفظ النعمة التابع لهيئة الهلال الأحمر إن المشروع هو مبادرة إنسانية تشرف عليها هيئة الهلال الأحمر للتغلب على مظاهر البذخ ورمي الفائض من الطعام وإعادة توزيعه على الفقراء والمحتاجين. ويعتبر «حفظ النعمة» من أفكار الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان التي تلعب دوراً كبيراً في دعم المشروع بالتعاون مع العديد من المحسنين الذين يجودون بسخاء في سبيل تحقيق غايته الإنسانية النبيلة المتمثلة في تعزيز روح التكافل الاجتماعي بين مختلف شرائح المجتمع. وساهم المشروع منذ انطلاقته، في تخفيف معاناة الآلاف من الأسر المحتاجة والأيتام والعمال، كما زاد من الوعي العام بأهمية التعاطف مع معاناة الفئات المحرومة في المجتمع. ولا يفرّق المشروع بين المواطنين والمقيمين بغض النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم. وأوضح الشحي أن فكرة «حفظ النعمة « تقوم على «حفظ الوجبات الغذائية المطبوخة والفائضة عن حاجة المتبرعين بها، وفقاً لمعايير الجودة والسلامة الصحية، ويتم تغليفها بطريقة جيدة ونقلها وتوزيعها بسيارات مجهزة خصيصاً لنقل وحفظ الأطعمة». وبمقدور الجميع التواصل مباشرة مع إدارة «حفظ النعمة» ومؤسسات الدعم الاجتماعي بالدولة بالقطاعين الحكومي والخاص والتبرع بالفائض عن احتياجاتهم لمساعدة الفئات المستهدفة من المشروع. وأنشئ هذا المشروع، كما يبين الشحي «من أجل سد حاجة الأسر الفقيرة والمتعففة، وتطبيق التكافل الاجتماعي داخل المجتمع، والتوعية بعدم التبذير والإسراف في هدر الطعام». توزيع الكساء ويتجاوز النشاط الخيري للمشروع توزيع الفائض من الطعام إلى «توزيع الكساء». وقال الشحي: «إن المشروع عند بدايته في العام الماضي كان مقتصرا على مدينة أبوظبي عن طريق الرسائل النصية، وبدأنا بتسلم الملابس والأحذية والحقائب واكسسوارات وغيرها من اللوازم والاحتياجات من المحسنين والمؤسسات والمحال التجارية، ويمتلك المشروع أسطولاً خاصاً لجمع ونقل المواد المتبرع بها، ويشتمل على 6 سيارات للكساء و18 سيارة للغذاء». وبعدما نجح المشروع في تغطية أكبر شريحة محتاجة داخل الدولة، أخذ يوزع الفائض للمحتاجين في الخارج، وبدأ باللاجئين السوريين، كما أتاح المشروع لكل محسن فرصة أن يتبني أسرة فقيرة ويتكفل برعايتها. وأوضح الشحي أنه يمكن للمحسنين الاتصال على الرقم المجاني للمشروع وهو 8005011 أو التواصل خلال 24 ساعة على هاتف 0509068204، وأثناء المكالمة «نقوم بعملية تثقيف وتوعية الملابس التي نستقبلها وهدف مشروع حفظ النعمة». مساعدة المحتاجين وعادة ما تتواصل فاعلة خير مثل السيدة أم محمد - من أبوظبي مع مشروع «حفظ النعمة» طلبا للأجر والثواب. فهي تقيم في كل مناسبة سعيدة ولائم عامرة وغالبا ما يكون لديها فائض من الطعام، ولكن لإدراكها بوجود فقراء وأيتام يحتاجون بالفعل للطعام، جعلها تحافظ على تقديم ما لديها من فائض الولائم للمشروع. وتصف أم محمد ذلك وتقول: «اعتدت دائما في كل مناسبة تقام فيها وليمة كبيرة في البيت أن يكون هناك فائض من مختلف أصناف الطعام، لكن معرفتي بمشروع حفظ النعمة جعلني اتواصل معهم لأخذ الطعام المتبقي، وإعادة توزيعه على الأسر المتعففة والفقراء المحتاجين، باعتبار تلك الفئة هم بحاجة ماسة إلى هذا الطعام». وتضيف: «المحتاجون أولى ببقايا الأطعمة الكثيرة التي تكلفت آلاف الدراهم، من مكب النفايات». ويروي مواطن آخر فضل عدم ذكر اسمه انه كثيرا ما يقيم العزائم في منزله للأهل والأصدقاء، والتي تتنوع فيها مختلف المأكولات والأصناف، وخوفا من أن ترمى تلك الكميات الكبيرة في النفايات، فإنه يتواصل مع حفظ النعمة التابع لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تقوم بأخذ الطعام وتخزينه وتوزيعه على الأسر المتعففة. ويؤكد المواطن فاعل الخير «المشروع بالفعل لقي ترحيبا واسعا من جميع أفراد الأُسر الإماراتية، كما أن الجميع تفاعل معه، وعلى الجميع تقديم ما لديهم من فائض الطعام على مدار العام، خصوصاً في شهر رمضان المعظم الذي يتضاعف فيه الأجر والثواب». بدوره يؤكد راشد الحوسني (موظف حكومي)، أن فكرة المشروع هي مبادرة جادة للاستفادة من بقايا الأطعمة والأغذية، التي عادة ما تلقى في القمامات بعد الانتهاء من الولائم والعزائم، والتي نحن محاسبون عليها، وفي الوقت الذي يوجد هناك الكثير من الأسر والعوائل تحتاج إلى هذه الأطعمة نظرا للحاجة. ويضيف: «مشروع حفظ النعمة جاء ليسد هذه الثغرة من جهة، والعمل على تحقيق التكافل الاجتماعي وسد جوع المحتاجين من جهة أخرى. ولمنع الكثير من الأسر والعمال عن مد أياديهم للغير، كما أن المشروع زود أولئك بكل ما يحتاجونه من طعام جاهز، والذي يتم حفظه وتغليفه وفق اشتراطات صحية عالمية، ومواد غذائية جافة يتبرع بها المحسنون. وعبر علاقة مع الفنادق والمطاعم للاستفادة من فوائض الطعام، بدلًا من رميها في سلال القمامة». تبرعات خيرية من جانبها وجدت أم شما،»ربة بيت» الكثير من الملابس والحقائب والجلابيات التي لم تعد تستخدمها، ولكنها لا تعرف لمن تقدمها، فأشارت عليها إحدى صديقاتها بالتواصل مع الهلال الأحمر الإماراتي للتبرع بما لا تحتاجه من ملابس وحقائب». تقول أم شما: «جمعت الكثير من الملابس التي لست بحاجها لها وهي في حالة جيدة، بالإضافة إلى كثير من حقائب اليد التي تخص بناتي. فبدلا من رميها وجدت أن هناك الكثير من الأسر المتعففة بحاجة إليها». كما ساهمت مريم محمد بالتبرع بالملابس المطرزة «المخاوير» للنساء. وتقول في هذا الصدد: «حبي لعمل الخير وللبحث عن الثواب، منذ علمت بمشروع توزيع الكساء، قمت بجمع الكثير من الملابس المطرزة لجميع المقاسات مع مجموعة كبيرة من ملابس بناتي، لافتة إلى مساهمتها إنها تعد المرة الأولى لذلك، وتقول: «في هذه الأيام الفضيلة الجميع يسعى إلى الأجر والبحث عن الثواب وتبرعي في هذا المشروع الخيري أتمنى أن يكون قد خفف حاجة الكثير من الأسر المحتاجة والمتعففة التي ليس لديها مال لتشتري ملابس لأبنائها». بدورها تبرعت سيدة أخرى في الثلاثين بمجموعة من الملابس والحقائب التي وجدتها كلها في حالة جيدة لمشروع توزيع الكساء، وقالت «التصدّق بالملابس المستعملة يعتبر كغيره من الصدقات التي يؤجر عليها المسلم، وقد جاء في الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم كسا مسلماً ثوباً إلا كان في حفظٍ من الله ما دام منه عليه». وتضيف «لا أحب تكديس الملابس في المنزل، فعندما أقتني ملابس جديدة أحاول التخلص من القديم الذي لا استعمله، فأجمعها وأرسلها إلى الجمعيات الخيرية أو مشروع توزيع الكساء لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، كصدقة نتقرب بها إلى الله تعالى، وهو أقل ما يمكن عمله بالنسبة للمحتاجين وخاصة الأسر المتعففة». تبرعات يمكن لأي شخص أن يساهم في هذا المشروع سواء من خلال توفير ما يفيض من المواد الغذائية حتى ولو كانت وجبة واحدة أو من خلال شراء كوبونات حفظ النعمة من فئة خمسة أو عشرة دراهم من مندوبي هيئة الهلال الأحمر، أو إرسال التبرعات إلى الحساب المصرفي الخاص بهيئة الهلال الأحمر. وينبغي أن يكون الطعام المقدم وجبة صحيّة ذات نوعية جيدة وصالحةً للاستهلاك الآدمي. الأسر الفقيرة استفادت أكثر من 700 أسرة فقيرة ومتعففة على مستوى الدولة من مشروع حفظ النعمة التابع لهيئة الهلال الأحمر والمتمثل في تقديم الكساء والغذاء التي يتم جمعها من المتبرعين المحسنين والمؤسسات والمحال التجارية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©