ألقت الأوضاع المادية التي يمر بها نادي الإمارات بظلالها على مستقبل وطموحات وآمال النادي والفريق الأول لكرة القدم الفائز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة وكأس الرابطة حيث تنتظر “الأخضر” عدة استحقاقات أبرزها المشاركة الآسيوية.
ويعيش الجميع في القلعة الخضراء حالة من القلق على مصير الفريق وأهدافه هذا الموسم، خاصة في المهمة القارية والعودة إلى دوري المحترفين في الموسم المقبل، ولعل ما زاد الطين بله تلك الخسارة المفاجئة والقاسية وبخماسية نظيفة التي تعرض لها الفريق أمام دبا الفجيرة بدوري كأس الاتحاد لأندية الدرجة الأولى، هذه الخسارة زادت من شكوك وتخوف أقطاب النادي وجماهيره من المشاركة في البطولة الآسيوية، لهذا بدأت أصوات تطالب إدارة النادي بإعادة النظر في المشاركة وبالتالي إنقاذ اسم وسمعة النادي من أي اهتزاز آسيوي في ظل هذه الأوضاع التي تكاد تعصف بكل مكتسبات “الأخضر” لاسيما الإنجازين التاريخيين المتمثل في الفوز بالكأسين.
(الاتحاد) استطلعت آراء أقطاب النادي حول الأوضاع التي يمر بها النادي وآراءهم حول مشاركة “الأخضر” في البطولة الآسيوية كما استطلعت رأي إدارة النادي.
«الأخضر» غير مؤهل
وقال حسن إبراهيم العيسى رئيس النادي “السابق” إن الأوضاع المالية التي مرت بالنادي في الآونة الأخيرة ليست وليدة اليوم فهي أزمة مزمنة يعاني منها النادي في كل موسم، ولا يتم احتواء أي مشكلة إلا بعد حدوث “فضيحة”، مشيراً إلى أن قضية امتناع اللاعبين عن التدريبات التي كانت بسبب تأخر تسلمهم لمستحقاتهم بلاشك أنها “فضيحة” لناد يعتبر عميد أندية رأس الخيمة ومن أقدم أندية الدولة، لهذا أرى أن على حكومة رأس الخيمة تخصيص ميزانية ثابتة للنادي حتى لا يتكرر ما حدث.
وأضاف: المشكلة لا تقف عند هذا الحد فالإدارة تعتبر مشكلة أخرى بسبب صرفها الغريب بدون مردود إيجابي أحياناً وبالتالي نرى تفاقم الأزمة، فيجب على الإدارة أن تحدد آلية صحيحة للصرف بدل تلك العشوائية التي تصرف فيها الأموال.
وأوضح أن الفريق غير مؤهل للمشاركة في دوري أبطال آسيا ولا حتى لدوري الدرجة الأولى فلا يوجد أجانب على مستوى عال من التميز يستطيعون عمل الفارق في الفريق يساهم في تقديم مستوى فني راقٍ، وبالوضعية الحالية أرى أن المشاركة في الآسيوية لا فائدة منها والاعتذار هو القرار المناسب، لأننا لسنا على استعداد لتقبل فضائح جديدة فاسم وسمعة الإمارة والنادي تهمنا أكثر من التواجد في البطولة القارية التي بلاشك هي فرصة جيدة قد لا تتكرر مرة أخرى للنادي، إلا أن الواقع شيء والأماني بالمشاركة لمجرد المشاركة شيء آخر.
لا مشاركة بلا دعم
وناشد محمد المزكي أحد أقطاب النادي، الإدارة بإعادة النظر في المشاركة الآسيوية بعد المشاكل الأخيرة التي مر بها النادي لاسيما المالية، مشيراً إلى أن المشاركة في الآسيوية مطلب الجميع كون أنها ستعود بالفائدة على النادي والإمارة خاصة ونحن كأقطاب لهذا الصرح ننتظر هذه المشاركة بفارغ الصبر، ولكن لابد وان تكون المشاركة ايجابية من خلال تشريف كرة الإمارات والنادي وإمارة رأس الخيمة على وجه الخصوص، ولكن بالوضعية الحالية فمن الأفضل عدم المشاركة.
وقال: إن حكومة رأس الخيمة تدعم النادي والفريق لتسهيل هذه المشاركة إلى جانب المؤسسات والشركات ورجال الأعمال في الإمارة المطالبين بمساندة النادي مادياً ومعنوياً خاصة وأن المشاركة إذا ما تمت لن تسجل باسم النادي لوحده وإنما ستسجل باسم الإمارة وكرة الإمارات على وجه الخصوص.
وأضاف: “الأخضر” بات فريق بطولات وبالتالي أرى أنه مؤهل وقادر على تشريف كرة الإمارات والإمارة في هذا المحفل القاري بشرط تهيأت المناخ المناسب للفريق من الجميع، مشيراً إلى انه يثق في قدرات اللاعبين وأنهم يستطيعون تحويل “الحلم إلى حقيقة” كما حدث عندما حصدوا الكأسين لأول مرة في تاريخ النادي متى ما وجدوا الدعمين المادي والمعنوي.
وقال عيسى أحمد بوشريجه عضو مجلس إدارة سابق، من منا لا يتمنى أن يتواجد “الأخضر” في هذه البطولة القارية الكبيرة، ولكن لانريد تواجداً لمجرد التواجد فقط، فتشريف الكرة الإماراتية والخيماوية على وجه الخصوص هو ما يهمنا، لهذا ومن خلال مردود الفريق ونتائجه في كأس الاتحاد إلى جانب المشاكل المالية التي ظهرت مؤخراً وأجبرت الإدارة على التأخر في صرف مستحقات اللاعبين أرى من وجهة نظري بأن المشاركة ستكون بمثابة “انتحار” في هذه الوضعية السيئة، بالإضافة إلى أن هذه المشاركة يمكن أن تطمس كل ما هو جميل لاسيما انجازي الكأسين اللذين حققهما الفريق لأول مرة في تاريخه.
وأضاف: على ضوء هذه الظروف الصعبة التي يمر بها النادي والفريق أرى من الأفضل أن تعيد الإدارة النظر في هذه المهمة “الانتحارية” التي لن نجني منها سوى “الفضيحة” وهذا ما لا نتمناه لنادينا.
وقال: لا يمكن أن نهضم دور الحكومة في الدعمين المادي والمعنوي للنادي وأندية الإمارة ولكن كنا نأمل ان يكون الدعم المادي بشكل أكبر لنادينا بالذات كونه هو الوحيد الذي حقق إنجازات للإمارة إلى جانب استعداده لتمثيلها في المحفل القاري الذي لا نتمناه في ظل ضعف الدعم المادي.
وأضاف: لنكن واقعيين أن الفريق الحالي ينقصه الكثير لأن يكون مؤهلاً للمشاركة وتشريف الكرة الإماراتية، فالفريق الحالي معظمه من الشباب الذين يفتقدون للخبرة إلى جانب الفريق “فقير” فنياً وهذا ما كشفه المستوى المتواضع الذي قدمه حتى الآن في مسابقة كأس الاتحاد، ولأن الفرق في الآسيوية تملك من القوة والخبرة ما يفوق ما يملكه الفريق فان الوضع سيكون في غاية من الصعوبة، ومن الأفضل عدم المشاركة “الانتحارية”.
رأي الإدارة
من جانبه أشار المهندس عدنان يوسف عضو مجلس الإدارة رئيس لجنة التطوير والتسويق بالنادي إلى أن “الكلام سهل جدا”، وتساءل قائلاً: اين أقطاب النادي عندما يكون بحاجة إليهم وإلى دعمهم المادي ودعمهم المعنوي.؟ نحن في مجلس الإدارة نحترم رأيهم لكننا نحن أصحاب القرار في كل ما يتعلق بالنادي.
وأضاف: إذا كان الأقطاب يطالبون بعدم المشاركة بسبب أنهم سيدفعون من جيوبهم فأهلاً وسهلاً بهم يأتون ويناقشونا حول هذه المشاركة التي نعتبرها تاريخية ربما لا تتكرر مرة ثانية.
وقال: إذا كان الأمر يتعلق بخوفهم من النتائج فانا أرى ان هذا الخوف لا داعي له، فهم لا يعلمون بالمستقبل حتى يتوقعون بما يمكن أن يحدث قبل وقوعه، فربما تأتي النتائج ايجابية وهذا ما نتوقعه لثقتنا في إمكانات الفريق واللاعبين وما حدث في مسابقة كأس الاتحاد ليس مقياساً، فالبطولة الآسيوية تختلف حيث سيدخل الفريق البطولة بدوافع أكبر من دوافع خوض مسابقة كأس الاتحاد “التنشيطية”. وأضاف: قرار المشاركة في الآسيوية قد تم حسمه بالمشاركة الرسمية والذي جاء عن قناعة تامة من جميع أعضاء مجلس الإدارة الذين يبذلون مجهودات كبيرة وبصمت من أجل استمرار مسيرة النادي برغم العوائق الكثيرة التي تعترض طريقنا.
وطالب عدنان يوسف أقطاب النادي بان يقفوا بجانب الإدارة لتجاوز تلك العوائق؟، بدلاً من مطالبتنا بالاعتذار عن عدم المشاركة في الآسيوية التي نمثل فيها الدولة والإمارة على وجه الخصوص وليس النادي أو أنفسنا.
وقال: أناشد الأقطاب “جنرالات المجالس” بالصمت والكف عن الكلام وترك المجال للإدارة للعمل من أجل اسم وسمعة الإمارة والنادي، وإذا كان لديهم أي رأي يهم مصلحة النادي فليأتوا إلى النادي فأبوابه مفتوحة أمام الجميع.
عدد اليوم
