الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الهدية وشيخة المطيري يتغنيان بالوطن والإنسان والوجدان

الهدية وشيخة المطيري يتغنيان بالوطن والإنسان والوجدان
19 يناير 2011 23:39
نظم بيت الشعر في أبوظبي أمس الأول أمسية شعرية للشاعر عبدالله الهدية والشاعرة شيخة المطيري وتعتبر هذه الأمسية باكورة فعاليات بيت الشعر ضمن موسمه الأول بعد تدشين أعماله الأسبوع الماضي. وفي تقديمه للشاعر عبدالله الهدية قال الناقد الإماراتي محمد عبدالله نور الدين “إنه شاعر الفضاء الرحب وهو لا يزال يبحث عن ماسة العشاق وكنوزهم، حيث تراه في زمن الحداثة يقف مفتخراً بالقصيدة العمودية وهو شاعر جلفار التي صارت معشوقته بامتياز”. وقرأ الهدية قراءاته الشعرية العديد من قصائده، وفي قصيدته “تساؤلات” يقول: ما انتدبت المال للحب وللشعر وليّا أنا ما زلت على عرش الصعاليك وصيّا كلما سرّحت من كان لأفكاري سعيّا انبرى عروة نحوي يحمل الشمس أبيّا وهي قصيدة طويلة تصل إلى عشرات الأبيات تعرض فيها إلى ما يجري في الحاضر من خلال ما جادت به الحضارات في الماضي واستخدم بها الرموز الحضارية تلك للتعبير عن فكرته إزاء الحاضر وتطرق من خلالها إلى تاريخ العرب وصراعهم المميت منذ الجاهلية وحرب البسوس التي دامت 40 عاماً حتى العصور اللاحقة حيث أنهاها بالتضمين حين يقول: اعذروني “إنني أعطيت ما استبقيت شيئاً” وحفلت قصائد عبدالله الهدية بالغزل الشفيف الذي يحمل مفارقات وصدمات في نهاية بنية قصيدته ومن قصيدته “أضاعوني”: جلفار جئتك يا ملاذي ساعيا أدعو وقد لبّى الحجيج ورائيا مطوفاً حول المآسي مرغماً أمشي على وجع الليالي حافيا أمشي وقد هدّ الزمان تصبري واستوطن الجرح الندي كيانيا ثم يختتمها: حتى شراعك يا ابن ماجد لم يعد كالأمس يمخرُ مدّنا المتراميا واستخدم الهدية الأساطير في مناجاة حبيبته “جلفار” في خطاب عتب الغربة عنها والحنين إليها، في طرائق اعتذارية شعرية، فكانت حكايات حرب البسوس وشخوصها لازمة تتكرر في أكثر قصائده. ويكتب الهدية قصائد موشاة باللحن الحزين الذي يكون دائماً الشاعر محورها فيقول في “أوتار المسرات”: هزّي اليك بأوتار المسرات يساقط اللحن عيداً في مداراتي وغردي واملئي الدنيا بقافيتي واستمطري بابتهال الحب أبياتي ودوزني في مقام الودّ أشرعتي كي اسكبَ الناي في موال مرساتي أما في تقديمه للشاعرة شيخة المطيري قال مقدم الأمسية محمد عبدالله نور الدين “هي شاعرة المرثيات، تنادي من رحل عنها، هي كالطيور التي تعشق وطنها وعروبتها، ولدت في مدينة دبي وتحمل إجازة في اللغة العربية بالإضافة إلى الدراسات العليا في اللغة والنحو وتعمل في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، وشاركت في العديد من المهرجانات والأماسي الشعرية، ولها مجموعة شعرية بعنوان “مرسى الوداد” وتعد لطباعة ديوانها الثاني “للحنين بقية”. ثم قرأت شيخة المطيري منتخبات من شعرها وهي قصائد قصيرة وتميز شعر المطيري بشفافية العبارة ودقة انتقاء اللفظة وايحائيتها حيث تقول في رثائيتها للمغفور له الشيخ زايد رحمه الله” ينام عليلاً ويصحو عليلاً فؤاد من الشوق أبكى الطلولا وكل الطلول بريد انتظار وكل الأماكن تشكو الرحيلا أيا صاحبي وفي مقلتي حنين قفا وابكياه طويلا ومرّا على نخلةٍ من بكاء وهزّا دموع القوافي سيولا وتبدو قصيدتها “الشعر” ذات حساسية لغوية عالية وحالة من التجليات البارعة: كلما أتكأ الحلم على خاصرة الشعر التقينا ثم مارسنا طقوس البعد عن كل زمان ومكان هكذا نلغي الحدودا وهنا يساقط الحرف ورودا وقالت في الغزل من قصيدتها “أول الغيث”: لي روح وراحها ان تراك وفؤاد على النوى ما سلاك كم كتبنا على المرايا حروفاً أول الغيث قطرةٌ من هواك واختتمت الأمسية بسجال شعري بين الشاعرة والشاعر، حيث قال الهدية في قصيدته “اذهبي حيث تشائين “: أعلني حربك ضدي واستعدي ها أنا جردت سيفي للتصدي وأجابته الشاعرة شيخة المطيري بقصيدتها “إلى الرجل مع التحية”: بارك الله في ابتعادك عني لا تعد.. لا تعد أنست الغيابا وتجاوب الحضور مع أمسية الشعر التي امتزجت فيها روحان من الشعر الرجولي والأنثوي في إطار من التشويق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©