خولة علي (دبي) - نظمت كل من جمعية التراث العمراني ومؤسسة السركال الثقافية وبرعاية من هيئة دبي للثقافة والفنون، «المجلس الثقافي الرمضاني الأول» في دار التراث بحي الفهيدي التاريخي في دبي، حيث قام المهندس رشاد محمد بوخش عضو المجلس الوطني الاتحادي، مدير إدارة التراث العمراني في بلدية دبي ورئيس جمعية التراث العمراني، وبحضور السيد أحمد بن عيسى السركال رئيس مؤسسة السركال الثقافية، والسيد خليل عبد الواحد مدير قسم الفنون التشكيلية في هيئة دبي للثقافة والفنون بافتتاح معرض فني للصور الضوئية التي التقطتها عدسات أعضاء اللجنة الفنية في جمعية التراث العمراني التي تختص بالتقاط وحفظ صور المباني التاريخية والأحداث اليومية في مناطق دبي القديمة والتي تشمل حي الفهيدي والشندغة والراس والأسواق القديمة.
المعرض تضمن لوحات في الخط العربي العريق بمختلف مدارسه مما خلق انسجاماً رائعاً بين مكان الفعالية ومحتواها، وبحضور حشد كبير من أعضاء الجمعية والمهتمين بمجال الثقافة والتراث.
بعد افتتاح المعرض، شارك الحضور في الجلسة الحوارية الثقافية الرمضانية الأولى في دار التراث التي أدارها يوسف العبيدلي مدير مؤسسة كوتوبيا للمسؤولية المجتمعية، تحت عنوان «العمل التطوعي وسبل تطويره»، والتي شارك فيها الحضور بكل اهتمام وابتدأ الحوار السيد يوسف العبيدلي بشرح مفهوم التطوع وأهميته وعرض أمثلة من واقع المجتمع المحلي ومؤسساته، وتحدث السيد رشاد بوخش عن روح التطوع.
وأشار إلى أنها تأتي ترجمة عفوية لصفات المجتمع المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة المبني على التكافل والمحبة والإيثار وحسن معاملة الجوار، والذي توجه أصول ديننا الحنيف وأخلاقه السمحة، وقام أيضاً بعرض تجارب بعض الدول الأخرى من مثل الولايات المتحدة التي يوجد فيها ما يقارب الـ90 مليون متطوع، إذ إن العمل التطوعي صار يمثل عقيدة في سلوك الأفراد، وحري بنا نحن كعرب ومسلمين أن نأخذ على عاتقنا تفعيل العمل التطوعي بشكل أفضل، مشيراً إلى ضرورة عقد اتفاقيات بين الجمعيات ذات النفع العام والجامعات والمدارس لتحديد ساعات تطوع لكل طالب.
وأشارت مريم اليماحي عضو مجلس إدارة جمعية التراث العمراني ورئيسة اللجنة النسائية في الجمعية عن دور المرأة الأساسي والفعّال في التطوع وعن أهم المراحل المتقدمة التي وصلت لها المرأة الإماراتية في تثبيت وترسيخ دورها في النهضة الثقافية والحفاظ على التراث من خلال التطوع الجاد في مشاريع عدة، وأهم الأمثلة هو الدور المهم والأساسي كعملها مربية للأجيال في المنزل تغرس مفهوم التطوع لدى الأبناء، وإلى جانب دورها في كثير من المساهمة في إنجاح الكثير من الفعاليات من خلال إقامة الدورات التدريبية والنشاطات المختلفة والمشاركة في الزيارات والسفرات التثقيفية داخل وخارج الإمارات.
وأوضح المهندس رشاد بوخش أن جمعية التراث العمراني تسعى دائماً لنشر رسالتها وتحقيق أهدافها في الحفاظ على التراث ونشر الوعي بأهميته من خلال جميع الفعاليات والنشاطات الهادفة التي تعكس الأساس المتين الذي بُني عليه المجتمع المحلي وتتماشى مع التطور اليومي الذي تشهده البلاد، ولذلك كان هذا المجلس الثقافي الرمضاني هو الأول من نوعه بسبب تضافر الجهود من جهات رائدة في هذا المجال، وهي هيئة دبي للثقافة والفنون ومؤسسة السركال الثقافية والتي جمعها التوجه الصادق بنهضة المجتمع والارتقاء بتراثه وثقافته للمستوى الذي يستحقه من خلال عرض تجارب المتطوعين الفنية وتبادل الآراء في إمكانية تطوير العمل التطوعي وتفعيله والتي توحدت خلال هدا المجلس وتحت سقف دار التراث، والذي هو أحد البيوت التراثية الجميلة الواقعة في حي الفهيدي بدبي.
عدد اليوم
