تعقد الجمعية العمومية الأولى للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا” خلال شهر أبريل المقبل، بحسب السفير رافائيل كوندي دي سارو رئيس اللجنة التحضيرية للوكالة.
وقال دي سارو خلال مؤتمر صحفي عقد بأبوظبي أمس بمناسبة إنهاء أعمال الاجتماع الرابع للجنة التحضيرية للوكالة الدولة للطاقة المتجددة “إيرينا”، إن اللجنة أقرت ميزانية الوكالة لعام 2011 والمقدرة بنحو 23,92 مليون دولار (120 مليون درهم).
وأوضح أنه تم حتى اليوم توفير نحو 13.2 مليون دولار، ممولة من المساهمات الطوعية، بخلاف مصادر التمويل الأخرى من بعض البلدان وفي مقدمتها دولة الإمارات، وألمانيا، والنمسا.
وكانت اللجنة التحضرية الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” قد عقدت اجتماعها الرابع يومي 24 و25 أكتوبر الجاري بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، بمشاركة 300 موفد يمثلون 100 دولة.
وأوضح دي سارو إن “إيرينا” تبحث تحقيق التوازن بين أهدافها خلال الفترة المقبلة والمصادر المالية المتاحة، مشيرا إلى أن الاجتماع الرابع توصل لحلول لعدد من القضايا العالقة.
يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، تهدف لأن تكون الصوت العالمي للطاقة المتجددة مع الدعوة إلى الانتقال السريع للاستخدام المستدام لها.
وتعمل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة على مساعدة الدول الأعضاء فيها على تحديد خططها الاستراتيجية في كافة مجالات الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الحيوية، وطاقة حرارة الأرض، والطاقة الكهرومائية، وطاقة المحيطات، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح.
ويبلغ عدد أعضاء الوكالة 149 دولةً صادقت 42 منها على معاهدتها، وفي 8 يوليو 2010، أصبحت “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” منظمة دولية كاملة.
المدير العام
وقررت اللجنة التحضيرية أن يتولى عدنان أمين مهام المدير العام المؤقت للوكالة الدولية للطاقة المتجددة حتى اجتماعها الأول في عام 2011، حيث يتولى أمين مهامه بداية من شهر نوفمبر المقبل.
ووجه دي سارو الشكر لهيلين بيلوسي المدير السابق للوكالة على الجهود التي بذلتها خلال مرحلة التأسيس، موضحاً أنه تلقي رسالة باستقالتها وتم قبولها.
وفي رده على أسئلة الصحفيين حول العجز في الموارد المالية، أوضح دي سارو أن جميع المنظمات الدولية كانت تعاني من العجز وقت اعتمادها على المساهمات الطوعية، مشيرا إلى ضرورة مراعاة أن العالم يمر بمرحلة كساد اقتصادي، وهو ما أثر على ميزانيات بعض الدول.
وأكد دي سارو أنه بعد انعقاد الجمعية العمومية فإن الاشتراكات ستكون إلزامية على الدول، بدلا من المساهمات الطوعية حاليا.
وأشار إلى التزام بعض البلدان بتقديم موارد مالية على المدى القصير، بخلاف المساهمات الاعتيادية، فضلا عن قرار بعض الدولة بعدم استرداد الأموال الفائضة من ميزانية العام 2010. وأشاد دي سارو بالتزام دولة الإمارات بسداد التزاماتها المالية على أكمل وجه.
تغييرات مناخية
من جانبه، أشار عدنان أمين إلى أهمية دور الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” في ظل التغييرات المناخية التي شهدها العالم مؤخرا، وأثرت في بعض الدول، وهو ما يجعل من الضرورة الاهتمام بوضع حلول لهذه الأزمات.
وأوضح عدنان أن المرحلة المقبلة تعد بمثابة فترة تحد في تاريخ “آيرينا” التي تواجه تحديات صعبة حاليا، مشيداً بالمرونة التي أظهرتها الدول الأعضاء لوضع هياكل تنظيمية للإدارة.
وشدد عدنان على أهمية تنحية الجوانب السياسية بعيدا عن عمل “آيرينا”، والتركيز على القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتابع عدنان “ستكون الأولوية المطلقة لي العمل على إرساء قاعدة مؤسسية قوية، إضافة إلى تطوير رؤية شاملة للطاقة المتجددة على مستوى العالم”.
يذكر أن عدنان أمين من مواليد عام 1957 في كينيا، وفي أغسطس، تم تعيينه في منصب نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، وقبل ذلك كان عدنان أمين يشغل منصب مدير مجلس الرؤساء التنفيذيين في منظمة الأمم المتحدة المعني بالتنسيق (CEB)، وقبلها كان يشغل منصب المدير التنفيذي لسكرتاريا الفريق رفيع المستوى التابع للأمين العام للأمم المتحدة والمسؤول عن ضمان الاتساق.
كما شغل مسبقا،ً ولسنوات عدة، منصب مدير مكتب نيويورك لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والممثل الخاص للمدير التنفيذي للبرنامج.
وكان أمين مسؤولاً عن تنسيق السياسات البيئية، وتنسيق جهود الوكالات، والتعاون مع الوكالات الأخرى التابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى التواصل مع هيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص، حيث قام بدور محوري في دعم عمل الحكومات لمراجعة أسلوب الحوكمة الدولية لشؤون البيئة، وكذلك في مشاركة برنامج الأمم المتحدة للبيئة في القمة العالمية للتنمية المستدامة.
الإمارات توقع الاتفاقية المؤقتة لمقر «إيرينا»
وقعت دولة الإمارات أمس الاتفاقية المؤقتة لمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وذلك خلال اليوم الثاني للاجتماع الرابع للجنة التحضيرية للوكالة في أبوظبي. ووقع الاتفاقية عن دولة الأمارات الدكتور عبدالرحيم العوضي مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية في حين وقعها عن إيرينا السفير رافائيل كوندي دي سارو رئيس اللجنة التحضيرية الرابعة للوكالة.
وقال العوضي إن توقيع هذه الاتفاقية يعكس مدى اهتمام الدولة بإنجاح عمل المنظمة حيث تشكل حجر أساس آخر في بناء صرح هذه المنظمة التي تستضيف الدولة مقرها في أبوظبي.
وتعطي هذه الاتفاقية الوكالة الأساس القانوني لمنحها الحصانات والامتيازات اللازمة للقيام بأعمالها، بحسب العوضي.
وأشار إلى أن هذه الاتفاقية تعد الأولى التي توقعها إحدى دول المنطقة لاستضافة مقر منظمة دولية، مؤكدا دعم الدولة للمنظمة على كافة الأصعدة لإنجاح عملها في ضوء التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي بالنسبة للطاقة و التغير المناخي.
عدد اليوم
