الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«السلطة» ترفض تدخل قطر في غزة بذريعة الدور الإنساني

«السلطة» ترفض تدخل قطر في غزة بذريعة الدور الإنساني
25 أكتوبر 2018 00:33

علاء المشهراوي (غزة)

استنكرت السلطة الفلسطينية مجدداً أمس التدخلات القطرية في قضاياها الداخلية بذريعة «الدور الإنساني» في قطاع غزة، ووصفتها بأنها تجاوزات تعبر عن مواقف غير مفهومة ومسيئة بحقها. وحذرت حركة «فتح» من أي حوارات ومفاوضات تجرى بخصوص الوضع الإنساني في غزة، واعتبرت هذه الصيغ بمثابة التفاف حول القضية الوطنية، وتمرير لما يسمى «صفقة القرن».
وقال المتحدث باسم «فتح» عاطف أبو سيف، لـ«الاتحاد»: نحن لسنا ضد تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع، ولكننا نرفض أي محاولات لسلخ القطاع عن الوطن والخطوات التي تعزز الانقسام والفصل والتي تهدف إلى تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، وأضاف: «نرفض دفع قطاع غزة إلى مصير مجهول بعيداً عن جسم الوطن الموحد، والذي ترمي الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تطبيقه عبر صفقة القرن ومشاريع التصفية»، مشيراً إلى أن أي تدخلات بالشأن الداخلي بعيداً عن حكومة الوفاق الفلسطينية بذريعة الوضع الإنساني في قطاع غزة ليست إلا تخاذلاً يساهم في تمرير المخطط الأميركي.
وكان عزام الأحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة «فتح» قد وصف دخول «السولار» الممول قطرياً إلى قطاع غزة دون موافقة، بأنه تجاوز للخطوط الحمراء، وذلك تزامناً مع إعادة ضخ كميات من الوقود لمحطة تشغيل الكهرباء الوحيدة في القطاع عبر معبر كرم أبو سالم التجاري. وقال مصدر في محطة الكهرباء: «إنه تم استئناف إدخال شاحنات عدة تنقل صهاريج محملة بالوقود الصناعي المخصص لمحطة توليد الكهرباء في غزة والممول من قطر».
وأكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض لـ«الاتحاد» دخول قطر من جديد من بوابة التبرع بالسولار لترسيخ وتكريس الانقسام في هذه المرحلة التي تحاك فيها المؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية. وقال إن البعض يحاول أن يختصر مشاكل قطاع غزة بالطابع الإنساني بعيداً عن الوضع السياسي، مؤكداً أن كل محاولات فصل القطاع عن المشروع الوطني ستفشل كما فشلت المؤامرات السابقة.
وأشار إلى أن دخول قطر من جديد عبر بوابة المساعدات الإنسانية، ولاسيما السولار اللازم لتشغيل محطة الكهرباء يعمل على تعطيل سبل التوصل إلى المصالحة وإنهاء الوساطة المصرية، لافتاً إلى أن الجانب المصري قلق من دخول أطراف غير مرغوب فيها. وأكد أن قطاع غزة لا يمكن فصله عن الضفة الغربية والمشروع الوطني، مؤكداً التصدي لمشروع صفقة القرن. وأشار إلى أن إبقاء قطاع غزة على صفيح ساخن مصلحة إسرائيلية لتكريس الانقسام وهم مرتاحون باستمراره. وأضاف أن الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة سيئة، وأن الانقسام ينمو تدريجياً إلى الانفصال.
ووصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، إرسال قطر شاحنات وقود لمحطة الطاقة الكهربائية في غزة، من دون توافق مع الحكومة الفلسطينية الشرعية، بأنه محاولة لتمويل حركة «حماس» في غزة، بشكل غير رسمي. فيما قال عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» محمد اللحام، إن «تدخل قطر تحت البند الإنساني في حقيقته هو تدخل مباشر في الشأن الفلسطيني، وكل خطواتها منذ البداية هو تدخل أحادي الجانب لدعم حركة حماس، وبالتالي هو دعم وتجذير للانقسام».
وشدد قائلاً: «إن تعاون قطر مع الاحتلال الإسرائيلي هو لتجذير الانقسام ولإظهار أن السلطة تحاصر قطاع غزة، في محاولة لعزلها عن القطاع»، متسائلاً في ذات الوقت: لماذا لم تبنِ قطر روضة أطفال واحدة في الضفة الغربية؟. وأضاف: «قطر لا تدعم الشعب الفلسطيني، ولكنها تدعم مصالحها في تجذير انقسامه، لكي تبقي ورقة غزة في يدها في الصراع الإقليمي، وقد عزّزت قطر الانقسام وهي الآن تعمل على مرحلة الانفصال، وحماس تتجاوب مع ذلك تماماً»، وتابع قائلاً: «تصريحات رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار لصحيفة يديعوت أحرونوت، ركز فيها على موضوع تجذير حكم حماس في القطاع، وخلق تهدئة لاستدامة حكمها، في حين أنه لم يأتِ على ذكر لا القدس ولا الضفة الغربية ولا الحدود».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©