الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سوق المنتجات الفاخرة المستعملة في العالم تزدهر بفضل الإنترنت

سوق المنتجات الفاخرة المستعملة في العالم تزدهر بفضل الإنترنت
14 أغسطس 2014 20:30
تتكدس في خزانتها الأحذية الفاخرة، لكن صوفي قادرة اليوم على بيعها عبر الإنترنت، حيث تجارة المنتجات الفاخرة المستعملة تشهد ازدهاراً في أوروبا، كما في الولايات المتحدة وآسيا. وتؤكد صوفي بوفرييه (48 عاماً) «لا معنى للاحتفاظ بـ 150 زوج أحذية. لقد بعت أخيراً حذاء «لوبوتان» انتعلته مرة واحدة. بعته بسعر 220 يورو»، في حين أن سعره 600 يورو إنْ كان جديداً. وشهدت هذه الممارسة انطلاقة قوية، فقد دعمت قوة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي هذه الظاهرة التي كانت تقتصر في السابق على المتاجر والمخازن المتخصصة. وتقول دلفين دافيد، الخبيرة في شركة «بريسيبتا» الاستشارية، «حتى عام ألفين كانت السوق تقتصر على المتاجر، إلا أنها تطورت تدريجياً باتجاه الإنترنت». أسس الموقع الأميركي «ذي ريل ريل. كوم» في يونيو 2011 وهو يلقى نجاحاً كبيراً. وفي أوروبا تتصدر بريطانيا وفرنسا في هذا المجال، وبدرجة أقل إيطاليا على ما توضح كلوديا داربيزيو الخبيرة الشريكة في شركة «بان آند كومباني» للاستشارات. وتضيف في تصريح لوكالة فرانس برس «نقدر قيمة سوق المنتجات الفاخرة المستعملة بثلاثة مليارات يورو و15 ملياراً، إذا ما أضفنا إليها الساعات والمجوهرات»، في مقابل 217 مليار يورو في عام 2013 لسوق المنتجات الفاخرة الجديدة. وتضيف «إن هذه السوق تشهد تقدماً سريعاً، لا سيما في الصين «البلد الشاسع»، حيث تشكل وسيلة لشراء قطع من دون السفر». وفي فرنسا مقر دور «شانيل» و«ديور» و«لوي فويتون» و«ايرميس»، تعتبر «فيد دريسينج» و«فيستيير كوليكتيف» و«إنستينت لوكس»، منصات الإنترنت الرئيسية لهذه التجارة، وأطلقت جميعها في عام 2009. وشكل موقع «فيستيير كوليكتيف» أهمية لسببين «فثمة خزائن مليئة ينبغي إيجاد حل لها، فيما راحت مدونات الموضة في خضم الأزمة يبعن قطعهن عبر مدوناتهن»، على ما توضح فاني موازان، إحدى مؤسسات الموقع الذي استثمر فيه عملاق النشر «كونديه ناست» وصندوق «انديفيست». لكن من يشتري؟ تؤكد موازان «بطبيعة الحال، نساء خصوصاً، من الطالبة إلى الخمسينية التي تعشق جمع القطع. في انجلترا ثمة زبونة أنفقت ما يوازي 185 ألف يورو في غضون ستة أشهر، فهي تشتري وتبيع مجدداً». أما عملية البيع القياسية فشملت «حقيبة بسعر 35 ألف يورو». وإلى جانب الطابع المسلي للعملية «فثمة زبونات متعلقات جداً بهذا النشاط إلى حد الإدمان. . » على ما تؤكد. بعد 25 عاماً أمضتها في مجال التسويق، غاصت سيسيل (46 عاماً) في هذا العالم، وأصبحت شارية وبائعة محترفة لقطع فاخرة مستعملة. وهي باتت تبيع مخزوناتها في غرفة الجلوس في منزلها أو عبر الإنترنت. وهي تتزود عبر الإنترنت وفي المزادات ولدى «تجار بالجملة يشترون من زبونات ثريات جداً». وباتت شركتها «ارشيه» تبيع «حوالى 150 قطعة في الشهر» بمبالغ تتراوح بين 35 و40 ألف يورو في المجموع، ما يترك لها «ثمانية الآف يورو صافية في نهاية المطاف». وتأخذ المواقع عمولة تتراوح بين 10 و35%. وحقق «فيستيير كولكتيف» رقم أعمال قدره 27 مليون يورو في عام 2013 ويعول على الضعف في عام 2014. وحقق «فيد دريسينج» 24 مليوناً اعتباراً من عام 2012. في مكاتب «إنستينت لوكس» في قلب باريس توجد كومة من حقائب اليد الأنيقة على طاولة. تتفحصها دومينيك شومبير واحدة تلو الأخرى بعناية فائقة. فهي خبيرة منذ 25 عاماً في التحقق من صحة القطع، وتعمل خصوصاً لمركز المزادات «دروو». وتقوم مهمتها على الكشف عن القطع المقلدة، وهي آفة كبيرة في مجال المنتجات الفاخرة والإنترنت. وتوضح شومبير «أقل من 1,5% من القطع التي نتلقاها هي مقلدة»، وهي تعاد فوراً إلى المرسل. ويؤكد يان لو فلوش (36 عاماً) مؤسس «إنستنت لوكس»، «في البداية كانت مجموعات المنتجات الفاخرة لا تنظر إلينا بعين الرضا. أما اليوم فهي تغض الطرف عن نشاطنا لأنها تدرك أننا نعمل بشكل نزيه». تقلب دومينيك شومبير بيدها حقيبة «بركين» من تصميم «ايرميس»، وتؤكد «إنها أصلية وفي وضع ممتاز. وستباع بسعر أغلى مستعملة عبر الإنترنت، منها جديدة في المتجر لأن الزبونة تدفع ثمن الحصول على الغرض فوراً، فلا قائمة انتظار هنا والقطعة متوافرة فوراً». ويبلغ متوسط قيمة العمليات لدى «إنستينت لوكس» حوالى 700 يورو. والموقع متوافر بالفرنسية والإنجليزية والإيطالية، وسينتقل في سبتمبر إلى السوق الصينية. أما «فيستيير كوليكتيف» فقد انطلق للتو في الولايات المتحدة. (باريس ـ أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©