يعتبر المطبخ جزءاً حيوياً، ومحطة مهمة لأصحاب المنزل، فبغض النظر عن كونه مكاناً لإعداد الطعام وتلبية الاحتياجات البدنية، هو أيضاً نقطة التقاء وتجمع أفراد الأسرة في أجواء ذات الفة وحميمية، وذلك نظرا لتهيئة ديكور المطبخ وتصميمه وفق المتطلبات الحياة العصرية التي فرضت على المطبخ وظائف متعددة، هذا ما نجده في الكثير من التصاميم الحديثة منها والكلاسيكية، ولكن قبل الشروع في وضع مخطط البناء يجب أن نختار الموقع الذي سيركن إليه المطبخ والإطلالة التي بكل تأكيد ستزيد من جمال المطبخ وأناقته. ونظرا لكون المرأة كثيرا ما تردد عليه فلابد أن تتوافر فيه بعض المقاييس والأسس حتى يكون النشاط والعمل فيه نوعاً من الراحة والسلاسة. فلابد من التعرف إلى بعض نظام وأسس توزيع وحدات المطبخ.
يقول المهندس شريف حافظ من شركة تايلز أند مور: لقد أصبح المطبخ في وقتنا الحالي من أهم فراغات المنزل، نظرا لكونه المكان الذي يلجأ إليه المرء لإشباع حاجته البدنية، وقد تقضي فيها المرأة جل وقتها، في تحضير الوجبات، وقد يشاركها أفراد العائلة في الجلوس في أحضان المطبخ، فنجد أن الأفراد أصبحوا يولون اهتماما بالغا لهذا الحيز من البيت، نظراً لكونه ليس فقط مكاناً أو ورشة لإعداد الطبخات، إنما مكان تجتمع فيه العائلة، ويقضي أفرادها وقتا ثريا بين أحضانه، فلابد من تجهيز هذا الفراغ بحيث يقوم بمتطلبات الأسرة، وتتوافر فيه سبل الراحة والأمان والسلامة، أي أن المطبخ يمكن أن نقول عنه إنه قلب المنزل لا مجرد غرفة لإعداد الطعام.
المثلث الحيوي
نجد مجالات انتقاء واختيار المطبخ أمام الأفراد واسعة ومتعددة، وقبل الشروع في انتقاء المطبخ الملائم لابد للمصمم من أن يراعي أماكن الفتحات والأبواب عند توزيع وحدات المطبخ، وأيضا معرفة الأجهزة الموجودة فيه قبل التصميم لتحديد أماكنها ونظام توزيعها، ونجد أن هناك خمسة تصميمات يمكن اعتمادها مع معطيات كل حالة، وفقا لجغرافية المطبخ ومساحته، ولكن يجب أن يراعى فيها ما يعرف بمثلث الحركة، وذلك رغبة في تحقيق السرعة والمرونة وانسيابية الحركة أثناء إعداد الطعام، وهذا المثلث من المفروض أن تسمح مساحته لشخصين باستخدام المطبخ في وقت واحد ولغرضين مختلفين، وهو يرتكز على ثلاث محطات هي حوض الغسيل، والموقد، والثلاجة. ومن هذه القاعدة يتم اختيار واحدة من هذه التصاميم، حيث يمكن اعتماد الخط المستقيم بالنسبة للمطبخ ذي الجدار الواحد، بحيث يكون الوحدات موزعة كلها على الجدار نفسه. وينفع هذا التصميم للشقق الصغيرة المنازل الضيقة، ونجد هذا النظام عمليا جدا، ولكن على المصمم ألا يطيل هذا الجدار، وأن يؤمن مسافة كافية لتخزين المواد، والتصميم الآخر، وهو توزيع الوحدات على خطين مستقيمين متوازيين، وهو حل مثالي للمطابخ المستطيلة الشكل.
كما يمكن للمطابخ المربعة الشكل اعتماد تصميم على شكل حرف L فيتم توزيع الوحدات على جدارين يشكلان زاوية، كما يمكن إضافة طاولة إلى منتصف المطبخ، وهذا التصميم اكثر استخداما لمرونة الحركة بين الوحدات الرئيسية في المطبخ، وهي الثلاجة والموقد، ومكان جلي الصحون، فتكون الحركة على شكل مثلث بين هذه الوحدات، والنوع الآخر من التصميم، وهو المطبخ والواقع في ممر وتكون مفتوحة الجانبين وعادة ما يلجأ أصحابها إلى هذا النمط من التصميم، نظرا لضيق المكان، ولكن أيضاً يجب أن يراعى فيها مثلث العمل. كما يمكن تصميم نظام المطبخ على شكل حرف U، حيث يتم توزيع وحدات المطبخ على ثلاثة جدرا، وهذا التصميم يسمح بتقريب منطقة مثلث العمل، كما أنه يفتح المجال لإضافة طاولة إلى منتصف المطبخ، وهو نظام جيد للمطابخ الواسعة. وهناك أيضاً تصميم يطلق عليه بالمطبخ الجزيرة، وفيه يتم وضع الطباخة وسط المطبخ مع وحدات من الأدراج، التي يمكن أن نضع فيها أواني وملاعق الطهي.
انتقاء الخامات
يشير حافظ قائلاً: نجد الأسواق تتنافس فيما بينها في عرض منتجات وتشكيلات جديدة تتراوح بين الكلاسيكي والحديث بألوان مختلفة وخامات متعددة وبمواصفات عالية، كمقاومتها للحرارة العالية والماء، وأيضاً للخدوش.
فلابد من انتقاء النوعية الجيدة والتي تكون قادرة على تحمل عملية الاستعمال اليومي وسهلة الصيانة أيضاً، بالنسبة للخامات هناك الخشب، حيث يفضل استخدام الأخشاب التي تتميز بالقوة والصلابة وتتحمل الرطوبة ودرجات الحرارة، ولكن يجب أن تعالج جيدا حتى لا تكون عرضة للحشرات، ويمكن أن تغلف بطبقة أخرى من الإكريليك، وهي مادة كيميائية متعددة الألوان وتشكل وفق التصميم المطلوب، كما يمكن استخدام خشب ww التي تعطي مظهراً جمالياً، حيث تستخدم كأبواب لوحدات المطبخ، فضلاً عن أنها يمكن تنظيفها بسهولة. أما خامات أسطح الوحدات فهي متنوعة منها الرخام والجرانيت الألمنيوم، ويفضل استخدام الجرانيت لقلة قابليته للتآكل وصلابته وبقاء اللمعة مدة أطول، إضافة إلى تعدد ألوانه وعدم تأثره بالمواد الحامضة، كما لا ينصح باستخدام الرخام نظراً لكونه عرضة لتغير لونه وتشربه لأي سائل قد ينسكب عليه، وهناك مواد صناعية أخرى، هي الكوريان، وهو متوافر بألوان متعددة ويمكن تشكلية وفق الشكل المطلوب، ويمكن تلميعه وإصلاح عيوبه أو أي شروخ وخدوش بصورة أفضل وأسهل من الرخام والجرانيت.
إكسسوارات متعددة
يستكمل حافظ حديثه قائلاً: نجد أن الأذواق متفاوتة ومختلفة بين الأفراد، فمنهم من يفضل الطراز الكلاسيكي الذي يجد فيه دفء المكان وحميميته المتمثل في الأخشاب وما تحمله من تفاصيل كالكرانيش والخطوط الناعمة التي تزين بها الأبواب والأدراج، هذا الطراز القديم المتجدد في البساطة المفعم بالراحة والهدوء الذي قد ينتاب المرء لحظة وقوفه على عتبات هذا النوع من المطابخ. ولكن أيضا للحديث جمالياته التي نجدها في ألوانه وشكله، وتقنية فتح أبواب الوحدات والإضاءات المنبعثة منها.
ولكن تتوقف عملية اختيار المطبخ على طراز البيت فمن غير المعقول أن نجد طراز البيت كلاسيكي في حين المطبخ بستايل حديث، ويجب أن يكون هناك توافق وانسجام وتناغم بين طبيعة كل طراز. ويمكن أن تدخل إكسسورات جمالية في المكان من خلال الأرفف التي يمكن أن تزين ببعض الفازات والتحف أو الكتب المتخصصة في مجال الطبخ، ووضع بعض الستائر على النوافذ بطريقة بسيطة، كما يمكن أن يشغل جانباً وحيزاً من المكان في المطبخ جلسة يجتمع فيها العائلة يقضون أوقاتاً بصحبة الأم وهي تعد الوجبات، وفي الوقت نفسه تراقب الأم أطفالها وتتابع واجباتهم في آن واحد.
جمالية الإضاءة
يجب أن نولي اهتماماً لإضاءة المطبخ، فهناك إضاءة طبيعية متمثلة في أشعة الشمس الذهبية التي تتخلل المكان من خلال النوافذ والأبواب، أو فتح في سقف المطبخ، فيجب أن تكون الإضاءة مركزة في أماكن مهمة في المطبخ كمثلث العمل حتى يسهل على ربة المنزل القيام بعملها بشكل واضح، وأيضا وضع بعض الإضاءات المسلطة على الجلسة التي يمكن أن توضع في المكان أو على طاولة الطعام، وتكون الإضاءة قوية نسبيا حتى لا تتعب العين عند قراءة كتاب ما. ونجد بعض الإضاءات التي دخلت بطريقة جمالية في المطابخ، خصوصا الموديلات الحديثة، فتبرز أناقة وحدات المطبخ من خلال وضع إضاءة بيضاء بين أرفف زجاجية أسفل الوحدات العلوية، أو وضع الإضاءة في هذه الوحدات ذات زجاج معتم، فتخلق وميضاً ساحراً وناعماً في أرجاء المكان، ويمكن إضاءة بعض القطع المميزة التي نرغب في إبراز جمالياتها لخلق رونق فني في أحضان المطبخ. كما يراعى اختيار ألوان المطبخ بشكل يتناسب مع الفراغ الذي يطل عليه هذا بالنسبة للمطابخ المفتوحة على الصالون. وبالنسبة للأرضيات نجد أن معظم الناس متفقون على أن السيراميك مثالي للمطابخ، نظراً لسهولة تنظيفه، وبقائه فترة طويلة من العمر، كما أنه لا يتأثر بالمواد المنظفة، إلى جانب تعدد أشكاله وألوانه وثمنه المناسب.
عدد اليوم
