الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هي الأقوى

25 أكتوبر 2010 20:04
تتبع خطواتها عثرات، ُتجزئ وقتها أوقاتا، تحاول إيجاد مساحة زمنية من أجل راحتها، لكن يظل ذلك أملاً معلقاً عصياً على التحقيق، وآمان يصعب الإمساك بها، رهانها وتحدياتها في الحياة تشملها، حتى كادت تخنقها مسؤولياتها، ربما ذلك لأن المرأة بشكل عام تفكر في الجزئيات والتفاصيل، ربما لأنها تفكر في حل أكثر من مشكل في آن واحد، أما بعض الرجال فمشكلة واحدة تشغلهم طول الوقت، وتلهيهم عن التفكير في باقي المشاكل العالقة يتبعونه إلى آخر المسار، يلهيهم ويشغل بالهم، وقد يعزلهم عن باقي المشاكل العالقة، هذا ما يؤكد عليه بعض الخبراء. أما ما تؤكده الحياة ويوميات النساء، هو أن المرأة لها من الصمود والقوة ما يجعلها متصدية لكل عاديات الزمان ومعيقاتها، هي من تتحمل ضغط الحياة أكثر، وهي من تستطيع التوفيق بين عملها خارج البيت وداخله، وهي من لها القدرة على امتصاص غضب الزوج وتأففه، ومن لها القدرة على استيعاب مشاكل الأولاد واحتواء موحلات الحياة، دوامة مستمرة تدور بها المرأة ولا تكاد تخرج منها، هي المرأة بكل معانيها. قالت إحداهن: “زوجي لا يساعدني في الاستذكار للأولاد”، في حين قالت أخرى: “زوجي له برنامج خاص قننه منذ سنوات ولا يمكن التراجع عن مساره، يرجع من العمل ينام كثيرا ثم يفسح المجال لنفسه بمشاهدة برامجه المفضلة، أو الخروج مع بعض أصدقائه”. ومرافقة الأولاد إلى مدارسهم أو الاستذكار لهم، أو أخذهم لعيادة الطبيب هذا أمر يعتبره من مهام النساء فقط، ولكل واحدة من زوجها أكثر من شكوى وأكثر من عتاب. أعباء كبيرة تواجهها المرأة من أجل كل شيء في حياتها، ولها القدرة على إيجاد كل المخارج مع اختلاف في القدرات الشخصية والمهارات الحياتية، والفروق الفردية هي التي تحقق الفرق، هذه المرأة بشكل عام تحترق من أجل من تحبهم فتصمد من أجلهم، لا يحق لها المرض ولا الخضوع للتوتر النفسي، لأنه من دونها قد يتخلخل مسير حياة أولاد بكاملها. هكذا سأل ولد صغير أمه لماذا تبكين؟ فأجابت: لأنني امرأة، رد الصغير: لم أفهم. عانقته أمه، قائلة: وأنت لن تبكي أبداً. فيما بعد سأل الولد الصغير أباه لماذا تبكي أمي؟ أجاب أبوه: كل النساء تبكي بدون سبب. عندما أصبح الطفل راشدا سأل حكيما: لماذا تبكي النساء بسهولة؟ أجابه الحكيم: عندما خُلقت المرأة احتاجت أن تكون حالة خاصة، لقد خُلقت كتفيها قويتين، بدرجة كافية لتحمل عليهما ثقلاً لعالم، وخُلقت بنفس الوقت ناعمتين بدرجة كافية لتكونان مريحتان، أعطاها الله القوة لتعطي الحياة الطيبة التي تتقبل بها الرفض والإعراض الذي يأتي من الأطفال، لقد أعطاها الله القوه لتسمح لها أن تستمر عندما يتخلى عنها الجميع، والطيبة لتعتني بأسرتها وأمراضهم ومتاعبهم، لقد أعطاها الله الإحساس أن تحب أطفالها بدون شروط حتى عندما يجرحوها بعمق، لقد أعطاها الله القوه لتتحمل أخطاء زوجها وتبقى بجانبه بدون ضعف، وأعطاها الله الدموع لكي تذرفها، وتبكي عندما تحتاج أن تبكي، هل تفهم يا بني أن جمال المرأة ليس في الملابس التي ترتديها، ولا في وجهها ولا في طريقة تسريح شعرها، إن جمال المرأة يكمن في عينيها، إنهما باب قلبها، الباب الذي يكمن فيه الحب. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©