الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عناوين من التاريخ تؤكد الحضور وتدل على الحاضر

عناوين من التاريخ تؤكد الحضور وتدل على الحاضر
25 أكتوبر 2018 00:13

وفي ما يلي أضواء تكشف عن طبيعة المعالم الرئيسية في منطقة «الحصن» الثقافية الجديدة، والتي تضم كلاً من: قصر الحصن والمجمع الثقافي وبيت الحرفيين، وهي عناوين تاريخية رسخت في أذهان أجيال من المواطنين والمقيمين والزوار، ويستعيدها الجميع لكي يتلمسوا حضورها البهي ودلالاتها على الحاضر والمستقبل:

قصر الحصن
يُعد «قصر الحصن» معلماً تاريخياً عريقاً يزخر بأهمية ثقافية ووطنية كبيرة في أبوظبي، وتشير كلمة «الحصن» إلى الحصن الداخلية التي يرجع تاريخ بنائها إلى عام 1795 تقريباً، والتي تحتضن أول مبنى أثري قائم في العاصمة الإماراتية ألا وهو برج المراقبة الذي تم بناؤه من الأحجار البحرية والمرجانية لتوفير الحماية للسكان على الجزيرة خلال ستينيات القرن الثامن عشر، بينما تشير كلمة «قصر» إلى القصر الخارجي الذي تم بناؤه حول محيط الحصن الداخلي خلال حكم الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في فترة الأربعينيات، حيث أصبح مقراً للأسرة الحاكمة ومقراً لمجلس الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان. وانطلاقاً من فترة حكم الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، التي حققت فيها الإمارة قفزة اقتصادية هائلة، وتحولت من إمارة تعتمد على تجارة اللآلئ إلى مدينة عالمية تمتلك مخزوناً بترولياً كبيراً، شهد قصر الحصن خلال العقود التالية تغييرات تدريجية على صعيد الشكل والاستخدام، متحولاً من كونه مقراً للسلطة ومسكناً للأسرة الحاكمة إلى صرح تاريخي يشكل القلب النابض لإمارة أبوظبي.
ويطل الحصن الداخلي والقصر الخارجي كشاهدين بارزين على عراقة أبوظبي، ويسردان قصّة هذه المدينة وشعبها بين تاريخها العريق وتراثها المعاصر. وتقدم المعارض الدائمة، التي يحتضنها هذان المعلمان التاريخيان، تجربة رائعة للزوّار تضم العديد من الأنشطة والفعاليات، بما يرفع الوعي حول أهمية وقيمة «قصر الحصن» كصرح تاريخي يعكس باستمرار عراقة أبوظبي، وتروي هذه المعارض حياة الأجيال التي عاشت في القصر الخارجي من الرجال والنساء والأطفال، كما تسبر أغوار مسيرة ترميم وتجديد هذا المعلم التاريخي. وتحتضن هذه المعارض بين أركانها مقتنيات متنوعة بدايةً من المجموعات الفنية مروراً بالمواد الأرشيفية وصولاً إلى الوسائط الصوتية والمرئية والتجارب التفاعلية.
ويشمل البرنامج العام لـ«قصر الحصن» جولات متخصصة في التاريخ والآثار والهندسة المعمارية، إلى جانب سلسلة من تجارب إعادة تصوير الحياة اليومية للأجيال الماضية وطقوس العبور إلى القلعة، إضافة إلى برنامج المجلس الذي سيتعرف الزوّار من خلاله على مراسم وتاريخ المجلس، وتتخلل البرنامج العام كذلك سلسلة من الأنشطة المخصصة للأطفال.

المجمع الثقافي
تأسس «المجمع الثقافي» على يد مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عام 1981، وهو أول مركز ثقافي غير ربحي متعدد الأغراض يحمل رسالة قيّمة تهدف إلى تعزيز كافة أشكال النشاط الفكري والإبداعي. وهو يجسّد رغبة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المتمثّلة في رفع الوعي الثقافي وغرس قيم الهوية الوطنية في قلوب شباب دولة الإمارات.
وبات «المجمع الثقافي»، بما يضمّه من أول مكتبة وطنية وجناح لفنون عروض الأداء وقاعة معارض وورش عمل فنية، موطناً للثقافة وتبادل المعرفة وصرحاً متميّزاً لإقامة الحوار بين الفنانين والشعراء والمفكرين والأكاديميين، بل وتحوّل إلى مزار مفضل لدى أفراد المجتمع وملتقىً للأصدقاء والعائلات. و«المجمع الثقافي» منارة بارزة في المشهد الثقافي المحلي والإقليمي، حيث استضاف المعارض الأولى للعديد من الفنانين المحليين والإقليمين، ما جعله نافذة تتواصل من خلالها أبوظبي مع الأفكار والمجتمعات الأخرى من جميع بقاع الأرض.
وتأتي مناسبة إعادة افتتاح «المجمع الثقافي» المرتقبة عقب سلسلة من أعمال الصيانة والتحديث التي ستثمر عن إطلاق أول مكتبة من نوعها مخصصة للأطفال، بالإضافة لمعرض مفتوح للفنون المرئية ومساحات عرض داخلية وخارجية ومسرح يتسع لـ 900 مشاهد، ومسرح مدرج خارجي ، إضافة إلى مرافق للأنشطة التعليمية والثقافية وورش عمل ومطاعم ومنافذ للأطعمة والمشروبات.
وسيبدأ المجمع الثقافي يوم 7 ديسمبر المقبل الافتتاح تدريجياً أمام الجمهور من خلال مركز الفنون البصرية المجدد كلياً، والذي يضم قاعتي عرض ومعرضاً خارجياً ومجموعة استوديوهات فنية، وجميعها ستستضيف برنامجاً على مدار العام تتخلله سلسلة من برامج الفنانين المقيمين والاستوديوهات الفنية وغير ذلك من الحوارات والدورات التعليمية وورش العمل الفنية. وسيشهد الافتتاح كذلك استضافة مركز الفنون البصرية إقامة معرض متميز سيرصد تاريخ المجمع كحاضنة للفنانين والمبدعين. وتعزيزاً لدوره، سيقدم المجمع الثقافي برنامجاً شاملاً يقدم منحاً دراسيةً للمنتجين الثقافيين، بهدف دعم وترسيخ الأنشطة الفنية والثقافية في المشهد الثقافي بأبوظبي. ومن المقرر افتتاح المسرح ومكتبة الأطفال خلال عام 2019.

بيت الحرفيين
سيشكل «بيت الحرفيين»، الذي يقع بجوار «قصر الحصن» و«المجمع الثقافي»، محوراً رئيسياً ضمن الجهود الرامية إلى صون ورفع الوعي حول التراث الإماراتي المعنوي. وفي عام 2011، أدرجت منظمة اليونيسكو حرفة السدو (النسيج البدوي) ضمن قائمة اليونيسكو للصون العاجل للتراث غير المادي، وعليه، يضطلع بيت الحرفيين بدور ريادي في حماية ودعم هذا الموروث الإنساني والمهارات الحرفية القيّمة ودعم ممارسيها.
ويضاف إلى ذلك دعم الجهود الرامية إلى صون الممارسات والحرف التقليدية في دولة الإمارات، يهدف «بيت الحرفيين» إلى تمكين عمليات نشر المعرفة والمهارات الخاصة بهذه الحرف ونقلها بين الأجيال، بما يضمن استدامتها في المستقبل. وإلى جانب دوره في إحياء الحرف التقليدية وتعزيز تواجدها بين الأنشطة الثقافية المعاصرة، سيقدم بيت الحرفيين حزمة من الدورات التدريبية وورش العمل التعليمية وغير ذلك من الفعاليات العامة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©