السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرية التراثية.. واجهة ثقافية تربط الماضي بالحاضر

القرية التراثية.. واجهة ثقافية تربط الماضي بالحاضر
25 أكتوبر 2010 20:01
القرية التراثية إحدى أهم مرافق “نادي تراث الإمارات”، وتحظى أنشطتها وفعالياتها بدعم ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس النادي، وتستقطب إليها الزوار من كل أنحاء العالم• تمتد ‘’القرية التراثية’’ على مساحة 16800 متر من مختلف البيئات والظروف التي شكّلت حياة الأجداد، ففيها البيئة البرية والبحرية والزراعية والاجتماعية• تبدأ من البوابة الشاهقة التي تستقبل زوارها بمجسمات عملاقة لمباخر العود والدخون تعبيراً عن كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وتنتهي بشاطئ البحر المطل على العاصمة• تحتضن القرية التراثية مجموعة من الأماكن التي تسرد حكاية ماضي الأجداد ووقائع أيامهم، فأينما جال الزائر ببصره يلتقط شواهد عن الأيام الخوالي، فهنا الخيام وبيوت الشعر واليواني والعريش وبيت البحر الذي يعلوه ‘’البرجيل’’ المغطى بـ ‘’اليزايا’’ وتستلقي القوارب الخشبية بأشرعتها القديمة عند قدميه، وقبالته يسمق النخيل وأشجار ونباتات أخرى تلقي الطيور عليها تحية الصباح، بينما الطوي -البئر- وأفلاج الري إلى جوار بركة ماء تسبح فيها أنواع البط والإوز. وعلى بقعة رملية تمضي ركائب الإبل جيئة وذهاباً أمام الزوار الذين يداعبونها ويلتقطون معها الصور التذكارية. بينما على مقربة من باب الخروج يشمخ المسجد بجمالياته الفنية وتتجلى لمسات الإبداع في بنائه، والزخارف التي حفرت على الأبواب والنوافذ. مهن تقليدية تضم القرية في جنباتها “السوق الشعبي” وفيه محال الحرفيين الذين يمارسون الحرف التقليدية منها محل الفخار لصناعة ‘’الخروص والبرام والجرار’’، ومحل الزجاج لصناعة القوارير والكؤوس، حيث يقول محمد الشامي “أهوى إنجاز القوارير الزجاجية ومن ثم تلوينها وفق النمط التاريخي التراثي”. وهناك محل النسيج لصناعة المنسوجات والسجاد، ومحل الجلود لصناعة ‘’القرب والدلي والسقا والسعون والحقائب’’، ومحل الأخشاب لصناعة الأبواب والنوافذ المزخرفة، ومحل النحاس لصناعة القدور والدِلال و’’الملاس’’. إلى جواره يقع محل إصلاح الأسلحة، لصاحبه عبود بن نخيرة الذي يقول ‘’ان الأسلحة التراثية كالسيوف الصغيرة والخناجر تستهوي السياح الأجانب الذين يقتنونها لتزيين جدران وزوايا بيوتهم بها’’• ويجاوره محل الأعشاب حيث تباع مواد العطارة، ويتوافر فيه -بحسب مديره حسن عياد- أكثر من 33 صنفاً من بينها صابون برائحة دهن العود و الخزامى. كما يقع إلى جوار السوق معرض السوق الشعبي، وبالقرب منه معرض النماذج الخشبية للقوارب، وآخر لصناعة ‘’البشوت’’ الموشاة بالخيوط الفضية الذهبية• في حين تتمثل النسوة في المشغل النسائي بجداتنا اللواتي أنجزن أجمل الأشغال اليدوية، كصناعة الغزل والنسيج والحياكة والتلي والزري، إضافة إلى صناعات يدوية أخرى تعتمد على سعف النخيل ‘’السرود والمهف والزنبيل’’ إذ تقول أم محمد وهي تحيك التلي: ‘’تعتمد الأزياء الشعبية للمرأة الإماراتية على التطريز والتلي والزري، ونحن نحيكها ونعرضها هنا ليتعرف زوار القرية إلى أزياء جداتنا التي لا تزال فتياتنا يرتدينها اليوم مع إضافات عصرية’’• معروضات تذكارية تعرض القرية للجمهور والسياح مختلف منتجات الحرفيين التي ينتجونها داخل سوق العريش “دكاكين مصنوعة من سعف النخيل” بأسعار تتناسب مع مختلف القدرات الشرائية، فثمة قطع (منتجات تراثية) تبدأ أسعارها من 10 دراهم كمجسمات الصقور والإبل والقوارب الخشبية والفخاريات ودلال القهوة والأزياء المحلية، وغيرها من الهدايا التذكارية. وبجوار سوق العريش هناك “المتحف” الذي تلوذ في جنباته تفاصيل من الأصالة تشير إلى حقبة الأجداد وتروي سيرتهم عبر العديد من المعروضات، سواء الكتب أو الأزياء أو الحلي أو الفخاريات أو الأسلحة• كما يحرص الأدلاء السياحيون على اصطحاب أفواج السياح إلى المتحف لأنه يختصر كل ما سبق أن رأوه في القرية. فيما يوفر النادي من خلال القرية لزواره كل سبل المعرفة والاطلاع عبر اقتناء الكتب والمنشورات الإرشادية والبطاقات والصور التي تسرد حكايا الماضي ولا تغفل النهضة الشاملة التي تحققت للدولة• خدمات تراثية تقدم إدارة القرية جهداً كبيراً لخدمة تراث الدولة، حيث يصعب اختزال هذه الحضارة الجميلة في مكان واحد، فنجحت في أن تعرّف أبناء الدولة والمقيمين على أرضها والسياح على تفاصيل تراث الدولة في كافة بيئاتها.. يقول في ذلك إبراهيم الحمادي- مدير القرية: “ننطلق في النادي وكذلك القرية من خلال عشقنا لتراث بلادنا وتقديرنا له وحرصنا على خدمته والحفاظ عليه ونشره وتعريف العالم به. ونفخر أن زوار القرية هم من كافة جنسيات العالم، ونسعد كثيراً بملاحظاتهم وثنائهم وتقديرهم لتراثنا، كما تستقبل القرية أيضاً في منصات الجمهور آلاف المتابعين لسباقات النادي البحرية والتراثية التي تنظمها القرية برعاية نادي التراث في المناسبات الوطنية والرسمية”. يسترسل الحمادي مضيفاً: “تعد القرية اليوم واجهة ثقافية وتراثية تجمع الماضي بالحاضر والتراث بالمعاصرة. وقريباً ستستقبل مهرجانين كبيرين الأول في عيد الأضحى المبارك. وثم في عيد الاتحاد. وسيكون لدينا في مطلع العام الجديد (شهر فبراير) مفاجأة كبيرة تتمثل في مهرجان يتصل بعالم السينما الوثائقية- التراثية، يستقطب أكاديميين وجامعيين وبعثات دبلوماسية، سنعلن عن فحواه قريباً”. إضاءات ? تستريح قرية التراث على مساحة 16800 متر مربع في منطقة كاسر الأمواج المطلة على كورنيش أبوظبي منذ عام 1993، وهو العام الذي شهد تأسيسها• ? منذ إشهارها رسمياً في العام 1997 وهي تفتح أبوابها يومياً للزائرين والسياح المعجبين بما تضمه حناياها من كنوز التراث، والذين يصل عددهم في أوقات الذروة إلى 500 شخص. ? الدخول إليها مجاني، لأن الهدف وراء تأسيسها هو التعريف بتراث الدولة، وتقديمه للراغبين في التعرف إلى ماضي المنطقة وحضارتها، والاقتراب من مخزونها الثقافي والحضاري الضارب عميقاً في التاريخ•
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©