الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

55 صورة لآلام النازحين.. بمعرض عابر للقارات

55 صورة لآلام النازحين.. بمعرض عابر للقارات
25 أكتوبر 2018 00:39

أحمد النجار (دبي)

قصص فوتوغرافية تسرد لحظات إنسانية مؤثرة، لمهاجرين ونازحين عرب شردتهم الحروب والصراعات الدائرة، ودفعتهم للمخاطرة بحياتهم وسط عرض البحر، وركوب قوارب غير آمنة تحملهم نحو المجهول للبحث عن أوطان بديلة في الضفة الأخرى.. لقطات تحبس الأنفاس وتهز المشاعر وثّقتها عدسات مصورين من مختلف بلدان العالم، واحتضنها المعرض الفوتوغرافي الإنساني «People on the Move» الذي نظمته جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة والمجلس الدولي للتصوير IPC، ودبي مول، ويقام المعرض الذي شهد إقبالاً كثيفاً من جمهور الزوار والمهتمين الذين تدفقوا بأعداد كبيرة إلى ساحة رَوَاق «Fine Jewelry Concourse One» في دبي مول، ويأتي احتفالاً بـ«يوم الأمم المتحدة» لعام 2018، الذي يصادف 24 أكتوبر من كل عام.

وثائق إنسانية
يقام المعرض في دبي بالتزامن مع نسخة من هذا المعرض ذاته في نيويورك، حيث ستُعرض نفس مجموعة الأعمال في ردهة الزوار بمبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويعتبر هذا هو الحضور الأول للمعرض العالمي في دبي كأول وجهة له في منطقة الشرق الأوسط بعد أميركا. وفي هذا الصدد، قال علي خليفة بن ثالث، الأمين العام للجائزة، في حديثه لـ«الاتحاد»، إن المعرض الإنساني الذي تستضيفه إمارة دبي، يدق ناقوس الخطر حول قضية مهمة تمس البشرية، وهي اللجوء والنزوح القسري من البلدان بحثاً عن الأمان في أوطان بديلة، فقد بلغ عدد المهاجرين حول العالم نحو 258 مليون شخص، أي حوالي 3.4% من سكّان العالم، نصفهم تقريباً من الإناث، وتبلغ نسبة المهاجرين المولودين في بلدانٍ نامية 72% من الإجمالي العالمي، أي أقل من نصف المهاجرين في البلدان المتقدّمة، مشيراً إلى أن تلك المأساة لا يمكن اختزالها في إطار 55 صورة، من بينها لقطات عمرها 60 سنة، حيث يصفها بـ«وثائق إنسانية عابرة للثقافات والقارات»، كانت قد التقطتها عدسات مصورين من مختلف البلدان، ومنهم من رحل عن هذا العالم.

مسيرة ألم
وأوضح بن ثالث أن المعرض، الذي يستمر على مدار شهر، يتضمن أكثر من 55 صورة، وكل لقطة تجسد معاناة بلد بكامله، وتخط مشاعر الأسف لحال الكثيرين، حيث توثق لقصص إنسانية منذ عام 1948 وحتى عام 2018، مجسداً مسيرة الألم المستمر على مدار 70 عاماً. وتتناول اللقطات المعروضة ألواناً من آلام النازحين والمصاعب والتحديات التي واجهتهم، وقدرتهم على استعادة حياتهم والمساهمة الإيجابية في المجتمعات التي استضافتهم.
ولفت بن ثالث إلى أن «حب الخير» هو شعار مستدام، يتناغم بالطبع مع روح الجائزة، فليست مجرد رسائل فوتوغرافية تحتفي بقيم الجمال والثقافة العالمية، لكنها تحمل في جوهرها أهدافاً إنسانية ورؤى تنويرية وثقافية، تهدف إلى دمج الصورة في العمل الإنساني، فالجائزة ليست مجرد مسابقة لها صيت عالمي، لكن قوة ناعمة لها أذرع إنسانية مؤثرة في نسيج الثقافة العالمية، من خلال ما تؤديه من أدوار مهمة للفت أنظار العالم، والانتصار لقضايا الإنسان ومعاصرة قضاياه وهمومه ومشاركة معاناة اللاجئين والنازحين قصصهم ومعاناتهم، كما أنها امتداد طبيعي لثمار التعاون مع الأمم المتحدة، والذي بلورته مبادرات سابقة بزيارة مخيمات إنسانية استهدفت تشجيع ودعم الأطفال في احتراف التصوير لمساعدتهم على امتلاك مهنة كمصدر دخل في المستقبل.

رسالة عالمية
وتعليقاً على خصوصية استضافة هذا المعرض في إمارة دبي، ورسالته ودلالته الجوهرية، قال سعيد محمد النابودة، نائب رئيس مجلس أمناء جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي، إن هذا المعرض بما يمثله من أبعاد إنسانية ورمزية عالمية، يعد الأول في الشرق الأوسط الذي تستضيفه دبي، وهذا دلالة على مكانة وريادة الإمارة كعاصمة للفنون والثقافة الإنسانية، من دون أن يخفي الأهمية الكبيرة لدبي مول، كوجهة سياحية تجمع أطيافاً وأعراقاً وشعوباً متفرقة من شتى أصقاع الأرض، مشيراً إلى أن الرسالة التي يسعى المعرض لنقلها للناس، تقدم محطات إنسانية ترصد معاناة بشر في بلدان عدة، وتبرز في جوهرها الإحساس بقيمة نعمة الأمن والسلام التي يفتقدها كثير من الشعوب والبلدان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©