الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عائشة بنت سعد ابن أبي وقاص.. الفقيهة الصوامة القوامة

14 أغسطس 2014 20:05
تعد السيدة عائشة بنت سعد بن أبي وقاص واحدة من فضليات التابعيات اللائي لم يعاصرن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لهن دور كبير في خدمة الرسالة المحمدية من خلال علمها وتفقهها في شؤون دينها، وقد عرفت بالعالمة الصوامة القوامة التي كانت تذهب إلى المسجد في شدة الظلام. وترتبط السيدة عائشة بنت سعد بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم بصلة قرابة، فأبوها سعد بن أبي وقاص خال النبي، وابن عم السيدة آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي يفتخر بهذه القرابة، فيقول: «سعد خالي فليرني امرؤ خاله»، أما أمها، فهي زين بنت الحارث بن النعمان بن شراحيل بن جناب، وقد ربى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أولاده على الحب والعطاء وتقوى الله. الإيمان الصادق ولدت عائشة في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 33 هجرية في المدينة المنورة، ونشأت في رعاية أبيها، فورثت منه الإيمان الصادق، والإخلاص في العمل، والتضحية بكل شيء من أجل رفع راية الإسلام وجعل كلمة الله هي العليا، وكانت من أجمل نساء زمانها تلبس الثياب المعصفرة، ولها خاتمان من ورق. وروت عائشة وحفظت عن أبيها ما سمعه من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، كما أدركت ستاً من زوجات النبي، فتعلمت منهن العلم الوافر، وكانت تدخل عليهن وتسألهن في أمور الدين صغيرها وكبيرها، وعن ذلك قالت: أدركت ستاً من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وكنت أكون معهن، فما رأيت علي امرأة منهن ثوباً أبيض، وكنت أدخل عليهن فتقعدني إحداهن في حجرها وتدعو لي بالبركة. ويقول عنها الإمام ابن حجر العسقلاني: عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، ثقة، عمرت حتى أدركها مالك بن أنس وقد اختلف في رؤيتها للنبي، والصحيح أنها ولدت بعد وفاته بزمن، وقال عنها الإمام النووي: روت عن أبيها نحو 270 حديثاً، وروى عنها الإمام مالك بن أنس وهي من الثقات، وأثني عليها في علمها وفي قدرها وأمانتها في الرواية والحفظ. صلاتها في المسجد ومما حكاه سعد بن أبي وقاص لابنته عائشه قوله: اشتكيت بمكة، فدخل علي رسول الله يعودني، فمسح وجهي وصدري وبطني، وقال: «اشف سعداً». فما زال يخيل إليّ أني أجد برد يديه صلى الله عليه وسلم على كبدي حتى الساعة، كما روى لها أيضاً: «لقد رأيتني أرمي بالسهم يومئذ- يقصد يوم أحد- فيرده علي رجل أبيض، حسن الوجه، لا أعرفه، فظننت أنه ملك، ويوم قريظة تروي عن أبيها أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا سعد تقدم فارم، فتقدمت حيث تبلغهم نبلي ومعي نيف علي الخمسين فرميناهم ساعة، وكان نبلنا مثل جراد فانحجروا فلم يطلع منهم أحد. وتعلقت عائشة بأبيها، وكانت تتفاخر به، فتقول: أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بالأبوين، ويروى عنها أنها كانت تصلي العشاء والفجر في المسجد وترتدي الأثواب المعصفرات مراراً، وفي ذلك يروي حبيب بن أبي مرزوق قائلا: لقيت امرأة بالمدينة معها نسوة، وضوء نار- يقصد ضوء شمعة- خارجاً من المسجد، فسألت عنها فقالوا عائشة بنت سعد بن أبي وقاص. وتلقى العلم على يديها عدد من العلماء والفقهاء منهم إسماعيل بن إبراهيم، وجُناح النجار، وعبدالله الربذي، وعثمان الوقاصي، وأيوب السختياني، والحكم بن عتيبة، وخزيمة، وصخر بن جويرية، وأبو الزناد عبدالله بن ذكوان، ومالك بن أنس ويوسف بن يعقوب الماجشون، وعثمان بن محمد العمري، ومحمد بن بجاد ابن أبي وقاص، ومهاجر بن مسمار، وعبيدة بنت نابل، وأخرج لها البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي. وظلت عائشة على إيمانها وإخلاصها صابرة مجاهدة طالبة للعلم حتى وفاتها في عام 117 هجرية عن عمر يناهز 80 عاماً، وكانت آخر من مات من بنات الصحابة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©