الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: إعلانات «المآسي» .. تسوَّل عبر الفضائيات

العلماء: إعلانات «المآسي» .. تسوَّل عبر الفضائيات
14 أغسطس 2014 20:26
تقدم شاشات فضائيات حملات إعلانية تعرض مآس إنسانية ومشاهد مأساوية ستفز المشاعر، وتطلب من المشاهدين التبرع لجهات وجمعيات تدعي أنها تساعد أصحاب هذه الحالات، وتحولت بعض الإعلانات من الاعتماد على التشويق والإثارة إلى عرض المآسي والأمراض والأوبئة الخطيرة عبر حملات مكثفة لجمع التبرعات والصدقات، وهو ما وصفه علماء الدين بأنه تسوّل عبر الشاشات، داعين إلى تقنين الظاهرة. وأكد علماء الدين أن هذه النوعية من الإعلانات أساءت إساءة بالغة للفقراء والمرضى، حيث إن الشكل الذي تظهر به مخجل، ويعرض المشاهد للإيذاء النفسي. إثارة الشفقةترفض الدكتورة منى غيطاس، الأستاذ بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر، هذه النوعية من الإعلانات، وتصفها بأنها محاولة مستفزة لجمع أموال الصدقات بوسائل أشبه ما تكون بالتسول، ولكنه تسول بشكل عصري يعتمد على إثارة مشاعر العطف والشفقة في نفس المشاهد لبلوغ غاية المؤسسات والجهات التي تقف وراء هذه الإعلانات، مؤكدة أن هذه الإعلانات لا هدف لها سوى جمع أكبر قدر ممكن من أموال المشاهدين بحجة إنفاقها على الفقراء واليتامى وعلاج المرضى. وتقول غيطاس «لا نعترض على الجهات والجمعيات التي تعلن عن حاجتها لتبرعات من أجل الإنفاق على المحتاجين، بشكل حضاري بعيداً عن إثارة الشفقة، ولكننا نعترض على تلك التي تؤذي المشاعر، من خلال إعلانات تعرض حالات مأسوية تقشعر لها الأبدان، وهو أسلوب مرفوض، حيث يصيب المشاهدين بالألم». طريقة ملتوية تقول غيطاس «من غير المقبول أن نرى في هذه الإعلانات أمهات لديهن أبناء يعانون الأمراض الخبيثة، ويظهرن في أسوأ حالاتهن لحث المشاهدين على التبرع لعلاج أبنائهن، والحال نفسها بالنسبة للأطفال المرضى الذين يظهرون في هذه الإعلانات ويدعون المشاهدين إلى التبرع لهم، وغير ذلك من المشاهد التي تؤذي المشاعر، وهي أشبه بالاستجداء، وهذه بالتأكيد طريقة ملتوية لجمع التبرعات، وصورة لأخذ المال بسيف الحياء، حيث إن هذه الوسائل قد تثير في نفس المسلم طريقين، أولهما أن يقوده الإلحاح إلى غلق التلفاز أو تحويل القناة إلى أخرى هرباً من تلك الإعلانات، وثانيهما أن يدفعه هذه الإلحاح إلى إيداع تبرعاته لدى هذه الجهات، ويترك جهات أخرى في حاجة ماسة إلى الصدقات والتبرعات، ولكنها لا تعلن نفسها، لذا وجب علينا أن نعلن عن هذه الجهات بصورة رقيقة ومهذبة وبطريقة موضوعية تتناسب مع سماحة الإسلام، ويكفي أن نذكر أسماءها وعناوينها، ونترك للمزكي أو المتبرع حرية الاختيار». تسّول وإساءة من جانب آخر، يرى الدكتور محمد موسى عثمان، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الإعلانات التي تعرض مشاهد مأساوية لتحث المشاهدين على التبرع ليست إلا لوناً من ألوان التسول، والجديد فيه أنه يتم عبر الفضائيات، وتحاول الجهات التي تقف وراءها التأثير في المشاهدين، خاصة أن الشعوب العربية عاطفية. ويؤكد أن هذه الإعلانات أساءت للمراد التبرع لهم، حيث إن الشكل الذي تظهر به مخجل، ويعرض المشاهد للإيذاء النفسي من كثرة الصور المفجعة التي تعرضها، مشيراً إلى أن من يريد أن يتبرع لا يحتاج لأن يرى هذا الكم الهائل من الصور المفجعة، هو فقط يريد أن يعرف عناوين الجهات التي تتولى مسؤولية توزيع أموال الصدقات والزكاة، مثل بيوت الزكاة، وهي جهات موثوق فيها، ولا تلجأ لمثل هذه النوعية من الإعلانات. ويتساءل موسى عن سبب قيام هذه المؤسسات بإنفاق مبالغ طائلة على الإعلانات بهذا الشكل، ويمكنها استخدام هذه الأموال في أعمال الخير، كما تروج لنفسها بدلاً من أن توجهها إلى حملة إعلانية ضخمة، مؤكداً أن هذه الإعلانات تنشر في المجتمع ثقافة التسول والإعانة والاعتماد على الغير، خاصة أن عمل الخير يجب ألا يرتبط بالألم وغير مقبول إنسانياً استخدام الأطفال والمرضى في إعلانات من أجل التبرعات، لأنه يمثل انتهاكاً لحرمات البشر. ويشدد على ضرورة تقنين جمع التبرعات، بحيث تكون هناك دراسات تحتوي على بيانات أصحاب الحالات التي تحتاج إلى المساعدة، وهذه مشكلة في بعض الدول الإسلامية، لأن الإحصاءات عادة ما تكون غير دقيقة، ما يتطلب إنشاء مراكز لحصر أصحاب هذه الحالات، حتى تذهب الأموال إلى مستحقيها. استغلال العواطف يوضح الدكتور منصور مندور، من علماء الأزهر، أن طريقة عرض هذه الإعلانات لجمع الأموال والتبرعات عبر شاشات الفضائيات تكاد تكون واحدة، حيث إن جميعها تحاول استثارة عواطف المشاهدين التي تنبع من الرحمة التي حث عليها الإسلام، لجذب الناس ودفعهم إلى التبرع لصالح هيئات قد تكون غير معروفة، وتستخدم في ذلك أشخاصاً لهم صفات مرضية أو إعاقة، بحيث يظهرون أمام الشاشة ويعرضون أمراضهم، وهي ظاهرة مثيلة تماماً بظاهرة التسول، ومن ثم فهي مرفوضة، لافتا إلى أن هناك طرقا لحث الناس على التصدق غير هذه الطريقة. ويشدد مندور على ضرورة أن يعي المسلمون مخاطر هذا الأمر، ويعرفوا أين تدفع أموال صدقاتهم وتبرعاتهم، ولمن تدفع، لأن هذا المال يوضع في يد الله قبل أن يوضع في يد الفقراء، فيجب أن يكون المسلم حريصاً على رقابة المال المنفق في فعل الخير حتى لا يقع في أيدي غير المستحقين. ويتابع «كلامنا لا ينطبق على كل الإعلانات التي تحث على التبرع، فهناك إعلانات تأتي بشكل لائق، وتراعي النواحي النفسية والإنسانية للمريض أو الفقير، والقواعد والأصول الفنية للإعلان الهادف، وتحقيق الهدف من التبرع لتقديم أفضل خدمة علاجية للمريض دون أن يسيء له، وتقديم أفضل مساعدة للفقير دون أن يشعر بإهدار كرامته». وتشير الدكتور إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إلى أن بعض المشروعات التي تقوم وسائل الإعلام بالإعلان عنها مشروعات خيرية ينبغي أن يسهم فيها الجميع تلقائياً، ووسائل الإعلام لها الحق في أن تعلن عنها، فكيف يعرف الناس تلك المشروعات، وأوجه الخير التي تنفق فيها من دون توضيح ذلك في وسائل الإعلام، لكن أن تستخدم آلام الناس وحاجتهم لاستدرار عطف المشاهدين لإخراج ما في جيوبهم، فهذا غير مقبول إنسانياً ودينياً. تصميم يعكس القوة تم تصميم السيارة الجديدة داخلياً وخارجياً لتعكس طبيعتها القوية. كما تحتوي على مقاعد رياضية من الطراز الجديد، مع خيارات متعددة، مثل مقاعد خفيفة الوزن من ألياف الكربون ورياضية، حيث ستتوافر للمشترين الحاليين مجموعة رائعة من الخيارات. كما توفر السيارة حزمة الألياف الداخلية الكربونية الاختيارية التي تضاف إلى مقدمة السيارة والأبواب، بالإضافة إلى إدخالها للمرة الأولى إلى الدواسات باللون الأسود، وهذا يعزز خيارات التخصيص لهؤلاء الذين يبحثون عن سيارة رياضية حسب رغباتهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©