السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الوضع الإنساني في شمال مالي على وشك الانهيار الكامل

21 يوليو 2012
جاو، مالي (أ ف ب) - يرتفع نحيب طفل في الثالثة من العمر في قاعة قسم طب الأطفال في مستشفى جاو، ويقول أحد الأطباء “إنه يعاني من سوء تغذية مزمن” معربا عن تزايد مخاوفه حيال الأزمة الإنسانية في شمال مالي الذي يسيطر عليه المتشددون. وعرض كبير ممرضي مستشفى جاو إبراهيم مايجا على مراسل وكالة فرانس برس حالات عشرين طفلا ممددين في قسم الأطفال وقد بدت أجسادهم هزيلة ونظراتهم زائغة. وأوضح أن بينهم من يعاني “سوء تغذية شديد” ومنهم من هو “تحت المراقبة” بعد أن شارف على الهلاك ويجري مدهم بتغذية خاصة لمنحهم بعض القوة. وتخضع جاو ومنطقتها مثل باقي مناطق شمال مالي المقطوع عن جنوبها وعن العاصمة باماكو، منذ نهاية مارس لسيطرة مجموعات متشددة مسلحة متحالفة مع ما يسمى “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. ولم يعد هناك ممثلون للدولة المالية في الشمال، ما يشكل نصف أراضي هذا البلد الشاسع في منطقة الساحل، حيث لا يوجد إلا ممثلون لمنظمات غير حكومية صغيرة محلية أو بعض المنظمات الإنسانية الكبرى عبر موظفين محليين. ويتم تزويد هذه المنطقة الجرداء عبر بعض قوافل التموين التي يسيرها المجلس الأعلى الإسلامي في مالي ومنظمات غير حكومية، وأيضا من خلال بضائع مهربة من بلدان الجوار مثل الجزائر والنيجر تباع في أسواق المدن الشمالية الكبرى الثلاث وهي جاو وكيدال وتمبكتو. كما تأتي بعض الهبات من الجزائر والمغرب وقطر. وقال محاسب في المنطقة طلب عدم كشف هويته “المشكلة تقع في مستوى توزيع المساعدات. لم يعد هناك من مناص من التعامل مع أسياد المنطقة من المتشددين. والخطر يكمن في احتمال أن يجعلوا من توزيع المؤن سلاحا فعالا” من خلال تخصيصها لمن يواليهم. وزاد من وطأة هيمنة المتشددين على شمال مالي، الجفاف غير المسبوق الذي يطال بلدان منطقة الساحل وبينها مالي ووضع صحي مثير للقلق يزيد من مخاطر انتشار الأوبئة وخاصة الكوليرا. وقال الزاتو مايغا أحد العاملين في مستشفى غاو ويتولى وزن الأطفال إنه حتى الآن لم نسجل “إلا ثلاث حالات وفاة خلال شهرين” على علاقة بسوء التغذية. وقال مدرس طلب عدم كشف هويته “هنا نعيش بفضل التكافل ومن يملك القليل يتقاسمه مع غيره”. لكن كبير ممرضي مستشفى جاو لاحظ أنه من الصعب تقييم الوضع خارج مدينة جاو “بسبب المشاكل الأمنية لا يمكننا الذهاب الى داخل المنطقة وبالتالي يتعين على المرضى تدبر أمورهم للوصول إلى جاو”. وقالت سيدة كان برفقتها ابنها الذي بلغ هزاله حد عدم قدرته على الوقوف بمفرده، إن زوجها لم يعد بسبب الأزمة قادرا على فلاحة حقله وتؤكد “ليس عندنا ما نأكل اليوم ولا نعرف ماذا نفعل” حيال ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©