السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«السمالية الصيفي».. يجمع الطلاب على محبة الموروث

«السمالية الصيفي».. يجمع الطلاب على محبة الموروث
24 يوليو 2015 22:21
أشرف جمعة (أبوظبي) حبات التمر المتراصة في أحد الأطباق أثرت مخيلة الطفل سعيد صالح المنصوري لحملها بين يديه ووضعها بين يدي زملائه كنوع من الكرم الإماراتي المعهود في البيوت الإماراتية، إذ إن طبق التمر كان ضمن واجبات الضيافة في ملتقى السمالية الصيفي الذي يواصل فعالياته في جزيرة السمالية ويحفز ناشئة الدولة والشباب على الاقتراب من ماهية الموروث الشعبي المحلي برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، حيث تجمع العديد من طلاب المراكز المنتسبة للنادي في السمالية بحثاً عن مواطن الترفيه واستعادة تفاصيل حياة الأجداد في ساحات الإبل والمشغولات التراثية القديمة ومن ثم ارتياد مدرسة الإمارات للشراع حيث ممارسة فن الشراع الرملي. سعف النخيل في أحد أركان صالة الأنشطة في جزيرة السمالية تجمع عدد من الطلاب حول مجسم تراثي يحمل في طياته عدداً من النماذج التراثية القديمة في تشكيله الفني فبناؤه كان في الأساس من سعف النخيل وتوزعت فيه الأركان التراثية بدقة متناهية حيث الطوى الذي يستخرج منه الماء. وفي فضاء هذا البناء نصبت خيمة واسعة ومن حولها جرار ماء من الخزف وبعض التمور وبرجيل في المجسم الذي كان يستخدم في تبريد البيوت في فصل الصيف .وهذا الشكل التراثي اللافت جعل بعض الطلاب المشاركين في الفعاليات يندفعون نحوه من أجل تأمله والتعرف إلى تفاصيله المبهرة ، وفي أثناء ذلك توجه مشرف المعرض التراثي في جزيرة السمالية فراس يوسف علي، الذي أوضح للطلاب أن المكان الذي جذبهم هو معرض تراثي يحمل في طياته قيم الماضي، وأن الأنامل التي صنعت المجسمات والمواهب التي التقطت الصور التراثية هي من إبداعات النشء والشباب. ويلفت فراس إلى أن المعرض يفتح أبوابه بصفة مستمرة لجميع المشاركين خصوصاً وأن به ركناً مخصصاً لمعرض المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأن هناك أشياء كثيرة منها بيت الشعر والحظيرة وبيت العريش ونماذج للبيوت القديمة في البيئة الإماراتية. ميدان الهجن وفي مشهد آخر جمع عدداً من طلاب المراكز المنتسبة لنادي تراث الإمارات في ميدان الهجن حيث دفعتهم رغبتهم في الاقتراب من الجمل، ذلك الحيوان الذي رافق الإنسان الإماراتي في رحلة الكفاح في وقت كان مدرب الهجن حميد المنصوري يوضح للنشء دور الإبل قديماً في الحياة الإماراتية وكيف كانت وسيلة مواصلات ناجعة ومن ألبانها كان يستمد الغذاء اليومي ومن لحومها الطيبة تربت الأجيال ونشأت، لافتاً إلى أن الإبل تعد رمزاً كبيراً للصبر والتحمل. هوايات محببة ويذكر علي يوسف المشرف التراثي في مركز الوثبة التابع لنادي تراث الإمارات، أن جزيرة السمالية ازدهرت في الفترة التي عادت فيها الأنشطة، وأن أربعة مراكز حافظت على الحضور وأن الطلاب غمروا جميع أرجاء الجزيرة لممارسة هواياتهم المحببة تحت مظلة المدربين التراثيين الذي قدموا كل المساعدات الممكنة للطلاب وهو ما أثمر عن سعادة بالغة في صفوفهم ومن ثم تحفيزهم على مواصلة الأنشطة بأريحية وفرحة غامرة. ألعاب شعبية إلى ذلك، يقول المشرف الرئيسي في مركز السمحة التابع لنادي تراث السيد الفضالي أن نحو 60 طالباً من المركز حرصوا على المشاركة في الفعاليات، إذ أن طلابنا يتميزون بقدرتهم على ممارسة الألعاب الشعبية بدقة ومهارة متناهيتن، فضلاً عن أن عدداً كبيراً منهم يجيد ممارسة اليولة وأن مشاركتهم في الأنشطة تأتي تعبيراً عن تفاعلهم مع ملتقى السمالية الصيفي 2015. شراع رملي وفي مدرسة الإمارات للشراع كان طلاب المراكز المنتسبة لنادي تراث الإمارات يعدون أشرعتهم الرملية للانطلاق بها في الهواء حيث شكلوا حلقات بعد أن حصلوا على دورة سريعة في كيفية التعامل مع الأشرعة الرملية. ويذكر سيف الحوسني الطالب في مركز السمحة أن الأنشطة الصيفية في الملتقى مفيدة جداً خصوصاً وأن جميع المشرفين والمدربين التراثيين يحفزون المشاركين على التفاعل معها ، مشيرا إلى أن الطلاب تعلموا مهارات جديدة مع الشراع الرملي. درر الأجداد يقول محمد سهيل المنصوري مدير مركز الوثبة الذي يشرف على فعاليات ملتقى السمالية الصيفي 2015: «منذ انطلاق الملتقى وأعداد الطلاب في تزايد مستمر خصوصاً وأن أولياء الأمور زاروا الجزيرة خلال الأيام الماضية وتعرفوا إلى طبيعة الأنشطة التي يشارك فيها الأبناء وهو ما أعطاهم انطباعاً طيباً فضلاً عن أن الجزيرة تمثل حركة دائبة. ووأضاف أن جميع الطلاب قد انبثوا في جنباتها بحثاً عن الجديد من الفعاليات التي تشبع نهمهم ورغبتهم من الاستزادة من الأنشطة التراثية التي يقبلون عليها بمحبة فياضة، إضافة إلى أن جميع الميادين في جزيرة السمالية تعمل بكامل طاقتها وتستقبل الطلاب الذين تفاعلوا بقوة مع البرنامج الترفيهي والتراثي وهو ما يؤكد أن ملتقى السمالية الصيفي يمضي من نجاح إلى آخر ويسافر بالمشاركين إلى الماضي ويغوص بهم نحو درر الأجداد. دلة قهوة لفت مجسم لدلة قهوة مصنوعة من سعف النخيل وتحمل تشكيلات فنية مبهرة في صالة الأنشطة في جزيرة السمالية ، نظر الطفلين بندر محسن الهلالي (7 سنوات) من مركز السمحة وعبدالعزيز راشد الشحي (11 عاماً) من مركز أبوظبي، حيث أصرا على تأملها ومن ثم حملها والسير بها في ساحة صالة الأنشطة. ويبين الهلالي أنه تعلق أكثر بالتراث من خلال مشاركته في فعاليات ملتقى السمالية الصيفي 2015 ويأمل في أن تستمر مشاركاته مع زملائه في جميع الفعاليات حتى نهاية الملتقى هذا العام. طفل يقود الركب فور امتطاء طلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات ظهور الإبل، ومن ثم السير بها على رمال الصحراء الناعمة، استطاع الطفل محمد سهيل البلوشي أن يقود زملاءه ويحركهم من خلال وجوده في مقدمة الركب إلى جوار أحد المدربين التراثيين، لافتاً إلى أنه تربي في بيت يعمل على تربية الإبل إذ إن والده يمتلك عدداً منها وهو ما سهل على الأسرة الاقتراب من الجمال ورعايتها .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©