الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فتح وحماس معاً على الطريق

30 أغسطس 2006 01:06
خالد عمر بن ققه: موافقة فتح على المشاركة في حكومة وحدة وطنية - إن تحققت - تدخل النضال الفلسطيني مرحلة جديدة من تاريخه الذي تجاوز السبع والخمسين سنة ، لجهة ممارسة الديمقراطية ويساعد في القضاء على التوترات التي سادت عبر الخطاب السياسي وحتى الشارع بعد فوز حماس، والأهم من هذا كله يبعد أخطار ثلاثة كانت واضحة للعيان خلال الشهور الماضية· أولها : بداية تشكل ما يمكن أن نطلق عليه ''تجاوز حدود ما كان متفقا عليه'' بين الفلسطينيين بما يمثل الإجماع وأقصد هنا رفض الحرب صوب الداخل، صحيح أن هناك صراعات دموية وقعت في الماضي بن الفصائل الفلسطينية طغى عليها الموقف الأيديولوجي ولكنها لم تتحول إلى فعل شعبي· ثانيها : نظرا للخلافات بين حماس وفتح، تمكنت إسرائيل من تنفيذ مخططها القائم على محاصرة الشعب الفلسطيني وتأديبه وتشكيكه في اختياراته· ثالثها : تدخل كل أطراف الخارج بما في ذلك بعض الأطراف العربية للقضاء على المقاومة، ومحاصرة الفلسطينيين من خلال تعطيل دور الحكومة المنتخبة· يمكن القول أن التقارب الحاصل الآن يبعد الأخطار السابقة الذكر، كما سيساعد على عودة النضال في شقه السياسي وقيام الدولة الفلسطينية القوية بتجمع أهلها خصوصا السياسيين حول هدف واحد، والتأكيد أن كل الذين يحبون الخير للفلسطينيين قد سعدوا بتصريحات ''هاني الحسن''( عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ) والتي جاء فيها على الخصوص: أن فتح ستركز في المرحلة القادمة على مراجعة نقدية للفعل السياسي ولعلاقتها بالجماهير وللأفكار والتصورات، والسعي من أجل العودة إلى السلطة مرة أخرى عبر الممارسة الديمقراطية، معترفا بوجود الفساد· الواقع أن الذين اكتووا بنيران فشل تجارب حركات التحرر الوطني يعرفون ماذا يعني لنا جميعا - نحن العرب- نجاح فتح في القتال العسكري وفشلها في العمل السياسي، ولكل من العملين السابقين أسبابه وخلفياته، وهي ليست بمعزل عن الحركات العربية التي حررت بلادها ثم انتهت كدول إلى الفشل وأمامنا الجزائر والعراق·· وكم كان يحزننا الحال التي وصلت إليها فتح مع إدراكنا أن هناك ما يتجاوز حدود طاقتها، بل أن هناك من عمل على الصعيد الإسرائيلي والدولي بل وحتى القومي على إفشالها لخلفيات ليس هنا مجال ذكرها، غير أنه مع هذا كله فقد سارت الأمور لصالحها بفوز حماس لكنها - لسوء تقدير بعض قادتها ـ لم تستفد من ذلك لجهة إعادة صياغة المشروع الوطني· لا يكمن لنا - حتى على مستوى التحليل ـ أن ندّعي فهمنا للقضية الفلسطينية أكثر من أهلها، إلا أن هذا لا يحول دون التأكيد على أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية تدافع على المشروع الفلسطيني أمام كل المحافل الدولية·· ناهيك على أن تجربتين من النضال ستشكلان معا موقفا محددا لا يحل مشكلات الحاضر حول السلطة والشرعية ونظام الحكم ، ولكنه يحدد مسار المستقبل من ناحية صناعة دولة لا يكون فيها الصراع بين المشروع الوطني والمشروع الإسلامي، دولة ترفض سياسة الإلغاء والإقصاء للآخر قد يبدو الوقت مبكرا عن مثل هذا الحديث، ناهيك على أنه يصب في خانة الأماني، لكن التجارب العربية السابقة تجعل من الخطوة القادمة لجهة تشكيل حكومة وحدت وطنية، تأسيس لمستقبل وطني، يفتح أمام حماس أبواب العالم ويعيد فتح إلى صف الشعب ··هنا -بلا ريب- ستجتمع روحية وهوية الشعب الفلسطيني الدينية وهي أساس وجوده ، مع دراية واسعة بدهاليز السياسة وألاعيب الأمم ··إنه طريق الثورة الفلسطينية، التي ستظل القضية الجوهرية مهما حاولنا نسيانها· لقد نجح الفلسطينيون لأكثر من خمسة عقود في الحفاظ على قضيتهم حية ، فكم من الأحداث والحروب والتغيرات وقعت في الوطن العربي، ألهتنا حيناً وشغلتنا حيناً آخر وحركتنا أحيانا أخرى، ومع هذا كله ظلت القضية الفلسطينية عملا يوميا لم يستطع التاريخ نسيانه بفضل جهاد أهلها، لهذا لا يمكن اليوم أن يفشل أصحابها في العمل السياسي، ولا يمكن لأخطاء بعض القادة أن تكون القاعدة ، إنها الاستثناء مهما حاول البعض الترويج لها لأبعداهم أو إبعادنا عنها ·· لهذا كله - ومهما تكن الخلافات الظاهرة والخفية- فالفلسطينيون اليوم يتوجهون على المستوى السياسي إلى مستقبل واعد، يستفيدون من تجارب عربية سابقة ·· ومن أدرانا أليس خلاف ما قبل قيام الدولة بشكلها النهائي أفضل من تلك التي تقع بعد قيامها ؟
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©