الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«أرض الصباح الهادئ» تمنح أبطال العرب 6 ميداليات

«أرض الصباح الهادئ» تمنح أبطال العرب 6 ميداليات
21 يوليو 2012
نيقوسيا (أ ف ب) - سيؤول تسعة ملايين نسمة، عاصمة كوريا الجنوبية، بلاد بعيدة للغاية يقطنها شعب غريب استضاف حدثاً كبيراً جداً هو دورة الألعاب الأولمبية الرابعة والعشرين، وكوريا الجنوبية كانت وقتذاك بلداً مضطرباً في آسيا، ومحور الاهتمام العالمي، بلد الترقب والمتناقضات، سكانها أناس في إمكانهم أن يسحروا المرء أو أن يرعبوه، بلد لا يزال يبحث عن هوية، وعاصمة قفزت مباشرة من القرون الوسطى إلى عام 2000. وسيؤول هي خليط من روتنبورج وشيكاجو، ويعتبر الكوري من حيث طباعه، أيرلندي آسيا، ومن التناقضات كان يلاحظ مرور فلاح يجر عربة محملة بالخضراوات من أمام ناطحات السحاب في العاصمة المزدحمة، وتشييد معامل الكومبيوتر إلى جانب حقول الأرز. ويقف الكوريون مندهشين أمام تاريخهم تماماً مثل الغرباء القادمين من “مملكة الحلم” أو تشوزون كما سمى الصينيون القدامى كوريا عام 2333 قبل الميلاد “المملكة الحلم لنضارة الصباح”. بروز كوريا عندما وافقت اللجنة الأولمبية الدولية على منح سيؤول حق تنظيم الألعاب الأولمبية بـ 52 صوتاً في مؤتمرها المنعقد يوم 30 سبتمبر 1981 في مدينة بادن بادن في ألمانيا الغربية، برزت كوريا الجنوبية بين عشية وضحاها في الواجهة السياسية لعالم الرياضة. وفجأة تبين أن الناس يعرفون القليل عنها باستثناء تذكرهم للحرب الكورية التي اندلعت ما بين 1950 و1953، وعدا ذلك، كانت كوريا تعرف بأنها مملكة من القرن الرابع، تحدها بلاد المغول من الشمال، والصين من الغرب، واليابان من الشمال، وأصبح البلد الهادئ مستعمرة يابانية خلال الفترة ما بين 1910 و1945. ومع انفراط التحالف الأميركي السوفييتي عام 1945، عرفت كوريا الاضطرابات، وقسمت الدول العظمى كوريا إلى كوريتين، وكان هذا التقسيم أقسى من تقسيم ألمانيا وأشد رهبة، فهناك منطقة منزوعة السلاح على خط العرض 38، وليس فيها اتصالات بريدية، ولا هاتف ولا خط مواصلات وتماماً مثل معجزة الصعود الألماني بعد الحرب العالمية الثانية، فإن الكوريين نهضوا بقوة. وعلى رغم قلقهم من الاضطرابات السياسية التي تعكر نموهم الاقتصادي وحلفهم الوثيق مع الولايات المتحدة، فإن الكوريين الجنوبيين يعتمدون على أنفسهم في أمور كثيرة. أرض التايكواندو والرياضة في كوريا حاجة أساسية، وهدف تسعى إليه الأجيال، ينمو ويتطور مع التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد، وهذه الناحية ليست جديدة على المجتمع الكوري، أرض التايكواندو، إحدى الرياضات القتالية القديمة التي مورست منذ أكثر من ألفي عام إلى جانب السيسروم، أحد أنواع المصارعة الكورية القديمة. وفي القرن العشرين، كان الفائز الأول في سباق الماراثون في دورة برلين الأولمبية عام 1936، كوري يدعى سون كيتي (سون كي شونج) شارك تحت أسم اليابان بسبب احتلال الأخيرة للأرض الكورية، لكن وبدءا من عام 1948، بدأت كوريا الجنوبية تخوض المشاركات الأولمبية، وتنافس أبطالها في ظل علم بلادهم بعد نيلها الاستقلال، وبرز رياضيوها في الملاكمة، المصارعة، رفع الأثقال، الجودو، كرة السلة، كرة القدم، كرة الطاولة، الرماية بالقوس والسهم والكرة الطائرة، وحققت كوريا الجنوبية أفضل النتائج في دورة لوس أنجلوس 1984، حيث حصد أبطالها 19 ميدالية بينها ست ذهبيات، واحتلت المركز العاشر في الترتيب العام. عاصمة العالم وفي 17 سبتمبر 1988 تناست كوريا الجنوبية همومها ومشكلاتها على مدى 16 يوماً، وكانت سيؤول قبلة العالم قاطبة وعاصمته، حيث أقيمت أضخم دورة أولمبية حتى تاريخه، وكسبت الرهان بتقديم ألعاب باهرة، كانت بداية الانفراج بعد شد الأعصاب، منذ إعلان منح سيؤول شرف التنظيم. ففي العام 1983، احتدمت بين الشرق والغرب بعد مصرع 259 شخصاً على متن طائرة بوينج تابعة للخطوط الجوية الكورية، أسقطتها مقاتلة سوخوي سوفيتية بعدما اعتقدت أجهزة المراقبة الأرضية أنها طائرة تجسس، لكن التفاؤل لاح في الأفق في مارس 1985، مع تولي ميخائيل جورباتشوف السلطة في الاتحاد السوفياتي وإعلانه خطط البيروسترويكا الإصلاحية. وفي كوريا الجنوبية “أرض الصباح الهادىء” كانت الغالبية العظمى من المواطنين مصممة على إظهار أفضل وجه لبلادها أمام العالم، وفي حفل الافتتاح تجلى تاريخ البشرية كله في الاستعراض الذي أقيم في الاستاد، وخلاله تسلم كل متفرج جهاز استقبال صغير تمكن بواسطته من وقائع الاحتفال بثماني لغات. وللمرة الأولى في تاريخ الألعاب، بدأت مراسم المهرجان من خارج الملعب وتحديداً من مياه نهر هان المجاور حيث كانت سفينة كبيرة تتقدم أسطولاً من خمسة آلاف زورق وتقوم باستعراضات رائعة. وحمل الشعلة إلى الملعب الكبير بطل ماراثون دورة برلين وسلمها إلى العداءة لي شام هاي، الفائزة بثلاث ذهبيات في الدورة الآسيوية 1986، التي أوقدت شعلات ثلاثة أشخاص يمثلون الأكاديميين والفنانين والرياضيين، فأوقدوا بدورهم الشعلة العملاقة وفق طريقة مبتكرة، وتلت قسم المتبارين لاعبة كرة السلة هيوج جاي، وخاض المنافسات 8465 رياضياً بينهم 2184 امرأة من 159 بلداً وهو رقم قياسي، وغابت تضامنا مع كوريا الشمالية كوبا وإثيوبيا ونيكاراجوا. وشملت الدورة 237 مسابقة في 23 لعبة هي: ألعاب القوى والتجديف وكرة السلة والملاكمة والكانوي-كاياك والدراجات والفروسية والمبارزة وكرة القدم والجمباز ورفع الأثقال وكرة اليد والهوكي على العشب والجودو والمصارعة والسباحة والخماسي الحديث وكرة المضرب وكرة الطاولة والرماية والقوس والسهم والكرة الطائرة والألواح الشراعية. وسجلت عودة كرة المضرب للمرة الأولى منذ 64 عاماً، ودخول “اللعبة الديبلوماسية” كرة الطاولة، وكانت بعثة الولايات المتحدة الأضخم (722 شخصاً)، تلتها بعثة الاتحاد السوفيتي (655)، وفي ثاني مدينة آسيوية تستضيف الألعاب بعد طوكيو عام 1964، وتحسباً لأي ردات فعل بعد التظاهرات الطلابية التي قمعتها السلطات قبل الدورة، خصصت تدابير أمنية غير عادية. وشهد أسبوعاً المنافسات حصد الاتحاد السوفيتي 132 ميدالية بينها 55 ذهبية، وحلت ألمانيا الشرقية ثانية بـ 102 (37)، والولايات المتحدة ثالثة بـ 64 (36)، وكانت المفاجأة الأبرز حلول كوريا الجنوبية رابعة بـ 33 ميدالية (21)، وبذلك كرر الاتحاد السوفياتي إنجاز الصدارة للمرة السادسة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. أما المحصلة العربية الإجمالية، فقد بلغت ست ميداليات هي: ذهبية المغربي إبراهيم بو الطيب في سباق 10 آلاف م، وبرونزيات المغربي سعيد عويطة في سباق 800 م، الذي اعتبر من كبار الخاسرين في الدورة، ومواطنه الملاكم عبدالحق عشيق في وزن 57 كلج والجيبوتي أحمد صلاح أحمد في الماراثون. عودة علنية للمحترفين وسجلت الدورة عودة علنية للمحترفين، ففازت الألمانية الغربية شيتفي جراف بذهبية كرة المضرب، ووصلت المنافسة بين الأميركي كارل لويس والكندي بن جونسون في سباق 100م إلى القمة، فأطلق عليه “سباق القرن”، وفاز جونسون مع رقم عالمي جديد مقداره 73 :9 ث في 24 سبتمبر، ثم انفجرت أشهر فضيحة في التاريخ الأولمبي بعد ثلاثة أيام، حيث تبين أن العداء الكندي تناول منشطات فقدمت الذهبية إلى غريمه وشطب الرقم. واللافت في هذه الدورة تبادل الألقاب في ألعاب كانت حكراً على دولة دون غيرها، إذ دخل لقب كرة القدم في جعبة الاتحاد السوفيتي بعد مضي 32 عاماً، أي منذ العام 1956، وأسقط السوفييت الأميركيين للمرة الثانية بعد الأولى عام 1972. في المقابل، انتقل لقب الكرة الطائرة إلى الأميركيين للمرة الأولى، وخرجت اليابان إمبراطورة الجودو بذهبية واحدة، وانتزع الكينيون “عداؤو السافاري” معظم سباقات الجري من 800 إلى 5 آلاف م بفضل بول ايرينج وبيتر رونو وجون نجوجي وجوليوس كاريوكي، ولم يصل أي صيني إلى الدور نصف النهائي في فردي كرة الطاولة. تسجيل 27 رقماً قياسياً نيقوسيا (أ ف ب) - شهدت الدورة على صعيد الأرقام القياسية تسجل 27 رقماً عالميـاً في ألعـاب القـوى والسباحـة ورفع الأثقـال والرماية، وكانـت هناك ميزة خاصة هي تحطيـم بعض هـذه الأرقام بالجملة، لا بل من دقيقة إلى أخرى. ونال 34 لاعبة ولاعباً ميداليتين ذهبيتين على الأقل، والأوفر ألقاباً بين الرجال هو السباح الأميركي مات بيوندي الذي أحرز سبع ميداليات منها خمس ذهبيات في سباقات 50 و100 م حرة، والتتابع 4 مرات 100 م و4 مرات 200 م حرة و4 مرات 100 م متنوعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©