الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النجوم أفران كونية يتم بداخلها سلاسل من التفاعلات النووية

النجوم أفران كونية يتم بداخلها سلاسل من التفاعلات النووية
26 يوليو 2013 01:36
أحمد محمد (القاهرة) - تعرف العمليات التي تحدث داخل النجوم تعرف باسم الاندماج النووي، الذي يحدث داخل أفران كونية تقوم بمجموعة تفاعلات نووية، ينتج عن طريقها تخليق كل العناصر التي تحتاجها كل من الأرض والسماء الدنيا‏، وهي تلك القناديل المضيئة، عظيمة الكتلة والحجم‏،‏ عالية الحرارة‏،‏ تشع الضوء وتسبح بسرعة عالية في الكون الفسيح بالمليارات وفق نظام دقيق، خلقها الله لحكم كثيرة. النجوم نعمة كبرى فيها منافع للناس وفوائد عظيمة، وهي مما سخره الله سبحانه كما في قوله: (..... والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين)، «الأعراف: الآية 54» وقوله: (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)، «النحل: الآية 12». وقد ورد ذكر النجم أو النجوم في القرآن اثنتي عشرة مرة، وفوائدها كما وردت في القرآن الكريم علامات وهداية للمسافرين وزينة للسماء ورجوم للشياطين، كما جاء في قول الله تعالى:‏ (‏إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب‏»‏، وقوله‏:‏ ‏«ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير‏)، «الملك: الآية 5»،‏ وقوله‏:‏ (‏ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين). وقوله‏:‏ (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا‏ الآيات لقوم يعلمون)، «الأنعام: الآية 97»، وقوله‏:‏ ‏(‏علامات وبالنجم هم يهتدون)، «النحل: الآية 16». شعلة ساطعة فالنجوم زينة للسماء بضوئها وجمالها وأشكالها، وتجمعاتها المختلفة بشكل دقيق، والشهب هي عبارة عن الشعلة الساطعة من النار الموقد، تأخذ وقتا حتى تسقط على الأرض، وتكون على هيئة غبار لا يعرف تركيبه إلا الله، والمقصود بالمصابيح في الآية، النجوم التي خلقها الله في السماء، وقد جعل منها رجوماً للشياطين، قال قتادة، جعلها الله زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به. والمقصود بجعل النجوم رجوماً للشياطين أنه يخرج منها شهب من نار، فتصيب هذه الشياطين، ولا يعني جعلها رجوماً أنها بذواتها يقذف بها، فالذي يصيب الشياطين من تلك النجوم هي الشهب التي تخرج منها. الكواكب قال القرطبي في تفسيره، المصابيح جمع مصباح وهو السراج، وتسمى الكواكب مصابيح لإضاءتها، وجعلنا شهبها رجوماً للشياطين، والدليل قول الله تعالى: (إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب)، «الصافات: الآية 10»، وعلى هذا فالمصابيح لا تزول ولا يرجم بها. ومهمة هذه الشهب رمي الشياطين المسترقين للسمع، كما قال تعالى: (وجعلناها رجوما للشياطين)، وهي وسيلة من وسائل الرد للذين يأخذون الأخبار عن الكهنة، والتي قد يتلقونها عن الشياطين، حيث يزيدون على ما يسمعونه أضعافا مضاعفة. وقال السعدي، جعل الله هذه النجوم حراسة للسماء عن تلقف الشياطين أخبار الأرض، فهذه الشهب التي ترمى من النجوم، أعدها الله في الدنيا للشياطين. والشهب نيازك تنطلق من النجوم، وهي كما قال أهل الفلك تنزل إلى الأرض، وقد تحدث تصدعا فيها، أما النجم فلو وصل إلى الأرض لأحرقها. والنجوم أمنة السماء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة فإذا ذهب أصحابي أتى لأمتي ما يوعدون». أحكام القرآن ويقول الإمام النووي في شرح الحديث، الأمنة الأمن والأمان، والمعنى أن النجوم ما دامت باقية فالسماء باقية، فإذا انكدرت النجوم وتناثرت في القيامة، وهنت السماء فانفطرت وانشقت وذهبت. وفي أحكام القرآن لابن عربي عن قول الله تعالى: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون)، قال، من النجوم ما يكون علامات ومنها ما يهتدون به. وقد ركز القسم القرآني على مواقع النجوم فقال تعالى: (فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعملون عظيم)، «الواقعة: الآيتين 75 - 76»، ولعل من أسباب ذلك أنه نظراً للأبعاد الشاسعة التي تفصل نجوم السماء عنّا، فإننا لا يمكن لنا رؤيتها من على سطح الأرض، وكل الذي نراه هو مواقعها التي مرت بها ثم غادرتها وتتغير المواقع من لحظة إلى أخرى. ثم يأتي قسم آخر (والنجم إذا هوى)، «النجم: الآية 1»، والقسم بالشيء إنما يدل على أهميته وعظمته، ويأتي بعد ذلك قسم ثالث: (والسماء والطارق , وما أدراك ما الطارق , النجم الثاقب)، «الطارق: الآيات 1 - 3». الأجرام اللامعة قال إمام الدعاة الشيخ الشعراوي إن النجوم هي الأجرام اللامعة التي نراها في السماء لنهتدي بها في ظلمات البر والبحر، ومن رحمته بنا وعلمه أن بعض خلقه ستضطرهم حركة الحياة إلى الضرب في الأرض، والسير ليلا برا أو بحرا، ولذلك ترك لنا النجوم ليهتدي بها هؤلاء الذين يسهرون أو يضربون في الأرض أو يمشون في البحر بسفنهم وهم يحتاجون إلى ضوء قليل ليهديهم ولذلك كان العرب يهتدون بالنجوم، ومن لطائف القشيري قال، كما أن نجوم السماء يهتدى بها في الفلوات فكذلك نجوم القلوب يهتدى بها في معرفة رب الأرضين والسموات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©