الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«سفينة» التنقيب عن المعادن تنطلق إلى الفضاء

«سفينة» التنقيب عن المعادن تنطلق إلى الفضاء
21 يوليو 2012
يطرح الخبراء في العالم سؤالاً بدون إجابة واضحة، ألا وهو.. هل المعادن في الكرة الأرضية في سبيلها إلى النضوب؟.. ويستند اقتراح التنقيب في الكواكب، خارج الأرض، عن النيكل والبلاتين وغيرهما من مكونات المعادن الرئيسية على فكرة أننا سنواجه الندرة في المستقبل غير البعيد. وهو الاقتراح الذي يعتبره البعض غير منطقي في ظل استمرار الجدل بشأن قدرة تكنولوجيا “السونار” والرادار والحفر على اكتشاف موارد جديدة في الأرض، والقدرة على تلبية المعادن الأرضية الطلب المتزايد عالمياً من أنابيب النفط والمحولات الحفازة وأجهزة “آي باد”. البحث في الفضاء وفي رسالة للعالم بأن معادن الأرض قاربت على النفاد، أطلق مستثمرون برئاسة لاري بيج، رئيس تنفيذي “جوجل” ومخرج الأفلام جيمس كاميرون خلال أبريل الماضي شركة بلانيتري ريزورسيز (موارد الكوكب) المتمركزة في بلفيو بولاية واشنطن. واشتركت، في السابق، شركة “كتربيلر”، إحدى شركات تصنيع معدات التعدين في العالم، بالفعل مع وزارة الطيران والفضاء الأميركية في تصميم معدات تنقيب عن المعادن في الفضاء. وقال ميشيل بلوباو، مدير خدمات تكنولوجيا المعلومات الاستخبارية في “كتربيلر”: “نحن ندرس عمليات تحكم ذاتي لمعدات مثل نوع التكنولوجيا الممكن استخدامها على سطح القمر وكذلك في استخدامات التنقيب عن المعادن”. غير أن الشركات التي تتربح من التنقيب عن المعادن في هذا الكوكب يقولون إن الكرة الأرضية عبارة عن منجم كبير لا ينضب ذي مناطق غير مكتشفة لا يقل عددها عن مناطق الفضاء الخارجي. وذكر اندرو ماكنزي، العالم الجيولوجي رئيس تنفيذي “بي إتش بي بيليتون؛ للمعادن: “نحن نعتقد أنه لا يزال هناك 10 آلاف سنة أخرى من المعادن متاحة للحضارة، وسوف تنجح الحضارة بالتأكيد في إيجاد طرائق تنقيب جديدة”. وبحسب المعطيات، تتوفر بعض المعادن أكثر من غيرها كما تتمتع بعض مناطق العالم بثروات أكبر. ويوجد في العالم الكثير من البوتاس ما يكفي 610 سنوات ما يكفل قروناً أخرى من صنع الأسمدة و590 سنة من احتياطيات خام الحديد، بحسب تقديرات الهيئة الأميركية للمسوحات الجيولوجية. ولدى الكرة الأرضية مخزوناً يكفي نحو 136 سنة من النحاس، ولكن نسبة صغيرة منه في أستراليا لا يمكنها أن تمد الكوكب إلا لبضع سنوات، حسب الهيئة الأميركية للمسوحات الجيولوجية. ويوجد في أميركا الجنوبية قرابة نصف كل احتياطيات النحاس المتبقي في العالم. ولا تعدو تلك التقديرات إلا كونها ما لدى شركات التعدين من خطط مادية لبلوغ تلك المعادن - وهي في الواقع أرقام أقل كثيراً من كميات الاحتياطيات الهائلة المدفونة في قشرة الكرة الأرضية. التعدين في عمق الأرض وبحسب المعطيات فإن التنقيب في المحيطات يمنح “نظرياً” استخلاص 10 ملايين طن من الذهب تساوي قيمتها ما يفوق 500 تريليون دولار. وخلال عشرينيات القرن الماضي تصور عالم الكيمياء الألماني فريتز هابر، الحاصل على جائزة نوبل، أنه من الممكن استخراج ذهب من البحار ما يكفي لسداد ديون دولته بعد الحرب العالمية الأولى، ولكنه أخفق في مجرد إقناع الحكومات بمحاولة تجربة فكرته. وقال سكوت ماكلين، رئيس تنفيذي “إتش تي إكس مينرالز” للتعدين،: “ليس من المتصور أن نفكر في أننا سنضطر للاعتماد على (الكويكبات) الفضائية لتزويد الكرة الأرضية بالمعادن”. وأضاف أن الفكرة مثيرة ومنطوية على رؤية خيالية، ولكن موارد الكرة الأرضية المعدنية هائلة وستظل تمدنا لألفيات من السنين”. وتتواجد العناصر الكيميائية في كل مكان، ولتحديد ما إن كان لمنجم ما قدر كاف من المعادن يستحق التنقيب والاستخراج تستخدم الشركات عمليات رسم الخرائط الجيولوجية المرصودة جواً وتحفر للحصول على عينات جوفية، وما يسمى بالمنجم المستحق للتعدين احتياطي وإلا فإنه يسمى “مورد”. في معظم الأحوال تحتوي الاحتياطيات على معادن مكثفة في مكان واحد. أكثر كثيراً مما يسميه العلماء والجيولوجيون الوفرة القشرية وهي معدل انتشار المعدن في صخر معين.فالنحاس مثلاً يجب أن يتواجد بمستويات تساوي 50 مرة مستوى متوسط وفرته القشرية البالغ 0?006% من أجل أن يكون تعدينها ذا جدوى اقتصادية. وبالنسبة للذهب 1000 مرة. وعادة ما تتكون تلك التركيزات جراء حوادث جيولوجية مثل الانفجارات البركانية وانتقالات الطبقات التكتونية التي تدفع سوائل حاملة للمعدن إلى أجزاء عليا من قشرة الكرة الأرضية يسهل الوصول إليها أو عوامل التآكل الطبيعية أو حركات الترسيبات الشاملة. وتتراوح سماكة القشرة الأرضية بين خمسة كيلومترات و 50 كيلومتراً، وفي معظم الكتل الأرضية لم يتم تعدين سوى الكيلومتر الأول فقط. وقال ماجنوس ايريكسون كبير شركاء مجموعة المواد الأولية الاستشارية المتمركزة في سولنا بالسويد: “لم يتم استكشاف سوى السطح فقط بحثاً عن المعادن في أنحاء العالم”. هذا الطرف الصغير من الجبل الجليدي يؤدي إلى تقديرات سفلية كبرى. يقدر جي إي تيلتون الاقتصادي في كلية كولورادو للتعدين أن بمعدلات الاستهلاك الحالية ينتظر للنحاس والحديد الموجودين في القشرة الأرضية أن يدوما 120 مليون سنة و2?5 مليار سنة على الترتيب”. غير أن ذلك بافتراض أن تكلفة الاستخراج لا تمثل مشكلة. تقول شركات التعدين إن هناك العديد من المناطق غير المستكشفة في العالم بما يشمل جرينلند ومنطقة القطب الشمالي الكندية ومنغوليا وقاع البحار. وفي استطاعة المتخصصين في التعدين استخدام “الروبوتات” الغواصة في حفر مناجم تخلفها المدخنات السوداء وهي عبارة عن أبراج صغيرة من الكبريتيدات المعدنية التي تتشكل بعد أن تدفع صهارة البراكين السوائل المحملة بالنحاس والذهب وغيرهما من المعادن من خلال قاع البحر. ومن المنتظر أن يتم تعدين قاع البحر قبالة سواحل باجوا نيو غينيا بحثاً عن النحاس بحلول نهاية هذا العقد. البحث عن «الأيريديوم» يقول مهندسو التعدين إن الطرائق الجديدة مثل عملية إذابة المعادن وسحبها عبر أنابيب أو استخلاص الخامات باستخدام نفاثات مائية قوية في إمكانها زيادة الاحتياجات القابلة للاستخراج. ويتمثل الوضع الأكثر إلحاحاً لتعدين الكويكبات في عنصر غير مطلوب الآن يكتشف لاحقاً أنه غير متوفر في القشرة الأرضية، ويصبح فجأة عالي القيمة بسبب تقدم تكنولوجي مقبل. ويرى روبن فيني رئيس تنفيذي كارنالايت ريزورسيز الشركة الكندية المنتجة للبوتاس الملح المعدني المستخدم كسماد أنه لن يكون هناك احتياج لتعدين الكويكبات إلا “إذا حدث شيء واضطررنا إلى البحث عن كميات كبرى من شيء غير متوفر لنوع جديد من خلايا الوقود أو ما شابه”. وهو يشير إلى “الايريديوم”، المعدن الفضي الأبيض الصلب من مجموعة البلاتين الموجودة عادة بتركيزات كبرى في مناطق اصطدام النيازك بالأرض. يذكر أنه لا ينتج من “الايريديوم” سوى ثلاثة أطنان سنوياً. وإذا وجد مصدر وقود جديد يتطلب الكثير من “الايريديوم”، فإنه سيرفع أسعاره ويكون سبباً في البحث عنه في أحد الكويكبات. وقال ايريك اندرسون، أحد مؤسسي “بلانيتري ريزورسيز” شركة التعدين في الفضاء الجديدة، إنه فكر فعلاً في طريقة تعدين كويكب طوله 396 قدماً يقدر أنه يحتوي على 330 طناً من البلاتين بتكلفة تبلغ 431 دولاراً للأونصة أكثر قليلاً من تكلفة تعدين البلاتين في الكرة الأرضية. وتتفاوت الطرق الممكنة بين استخدام روبوتات وتغليف الكويكب في كيس لإذابة المعادن. لا يتصور ويلي بوم، التنفيذي في شركة “اكواريوس بلاتينم”، أحد أكبر منتجي البلاتين في العالم، أن يتم إجراء تعدين الكويكبات بتكلفة صغيرة. وقال إنه يتعين أن يبلغ سعر البلاتين أضعاف سعر اليوم البالغ 1500 دولار ليكون التعدين الفضائي مجزياً. وأضاف: “نحن لدينا مشاكل كافية في مجرد التعدين في أفريقيا”. نقلاً عن: «وول ستتريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©