قصتي قصيرة ولكن ليست عجيبة·· فأنا فتاة مكافحة أحب العلم والعمل، وعند تخرجي من الجامعة عُينت في وزارة التربية والتعليم كموظفة في مدرسة حكومية، وكنت أقوم بأعمال إدارية، وأتلذذ عند توزيعي الكتب الجديدة على الطالبات، ولكن هوايتي كانت تصميم العباءات والشيلات للفتيات وأهتم بالأناقة اهتماماً كثيراً، وخاصة للفتاة العربية المسلمة المحتشمة، فكانت هوايتي تسيطر على وظيفتي، فتقدمت بالاستقالة لكي أفسح المجال لموظفة أخرى قد تكون في حاجة إلى هذه الوظيفة، وبالفعل اتجهت إلى ما أحب أن أعمل، وهو تصميم العباءات··
تعاونت مع مجموعة من صديقاتي في هذا المجال، وحققنا نجاحات كبيرة والحمد لله، وبدأ دخلنا يزداد يوماً بعد يوم، ولكننا لم ننس أن التوفيق من الله سبحانه وتعالى فقمنا بتخصيص جزء من ريع التصاميم للجمعيات الخيرية، وتذكرت أبي ''رحمة الله عليه'' عند قوله لي ''أنت مبدعة فاعملي في صنعتك''·· وقد صدق رحمه الله في نصيحته لي، وآمنت بأن الذي يستهدف النجاح في حياته عليه أن يعمل ما يحب، ويحب ما يعمل·· كما أصبحت على يقين بأن الوظيفة ليست الحلم الكبير الذي يلهث خلفه الجميع، حتى ولو كانت على حساب طموحاتهم وأحلامهم·
مها - الإمارات
عدد اليوم
