رسالة جدة- سالم الشرهان:
جاءت المباراة الودية لكرة القدم بين الشقيقين الأبيض الإماراتي والأخضر السعودي والتي أقيمت بجدة أمس الأول وانتهت بفوز المنتخب السعودي بهدف نظيف على عكس ما كان متوقعا بعد أن غاب الحماس والإثارة التي كانت دائما ما تميز لقاءات الشقيقين حيث غلب على المباراة طابع التكتيك الدفاعي لاسيما من جانب منتخبنا الوطني بناءً على تعليمات المدرب الفرنسي ميتسو فجاء الدفاع على حساب الشق الهجومي والمستوى الفني واعتمد منتخبنا فقط على الهجمات المرتدة عن طريق محمد عمر وسالم سعد اللذين كتب عليهما الانعزال الإجباري عن بقية الفريق وافتقدا للتمركز الصحيح مما أفقد الهجوم خطورته المعهودة وبالتالي غابت الخطورة عن المرمى السعودي معظم فترات اللقاء الذي تسيده الأخضر في بدايته بفضل تماسك وانسجام خط وسطه بقيادة صاحب الخبرة حسين عبدالغني والمتميز سعود كريري·
وبفضل هذا الخط المتزن استطاع الأخضر الوصول مراراً وتكراراً إلى مرمى وليد سالم حارس منتخبنا وكان الوصول سهلاً خاصة من العمق الذي كان نقطة ضعف واضحة في خط الدفاع وتسبب هذا الضعف في إحداث نوع من الارتباك قبل أن يستعيد الأبيض عافيته، ليستغل الأخضر تلك الفترة من الارتباك الدفاعي لمنتخبنا في صالحه عندما تمكن من تسجيل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة التاسعة عن طريق مهاجمه صالح بشير الذي استثمر الكرة القادمة من قدم حسين عبدالغني إثر ضربة حرة مباشرة واصطدمت في طريقها في جسم عبد الرحيم جمعة لتصل إلى صالح المندفع من الخلف في غفلة من دفاعنا ويسجل بسهولة في مرمى وليد ليشعر بعدها نجومنا بحرج الموقف خاصة وأن الهدف جاء في وقت مبكر فسعوا إلى تنظيم صفوفهم من خلال تماسك خط الوسط الذي أعاد نفسه وبسرعة إلى أحداث المباراة حيث بادل منتخبنا وبعد مرور 18 دقيقة المنتخب السعودي امتلاك الكرة وانحصر الأداء في وسط الملعب حتى الدقيقة 28 عندما قام سالم سعد باختراق ناجح من جهة اليسار ليتوغل داخل منطقة الأخضر ويعكس كرة جميلة لزميلة محمد عمر إلا أن رضا تكر مدافع الأخضر كان أسرع في إبعادها قبل أن تصل إلى قدم محمد عمر·
وفي الدقيقة 42 تسنح فرصة ذهبية للاعبنا سالم سعد لتعديل النتيجة عندما أخطأ المدافع السعودي بدر الحقباني في التمرير لزميله لتتهيأ الكرة أمام سالم وهو مواجه للمرمى لكن سرعة ردة فعل الحارس محمد خوجه أفسدت الفرصة الذهبية على منتخبنا ليتحول بعد ذلك الأداء إلى الاستعراض واللعب الفردي خاصة من جانب الأخضر لينتهي الشوط الأول بتقدم سعودي·
وفي الشوط الثاني توقع الجميع أن يكون الأداء أفضل مستوى من الشوط الأول لكن ما حدث كان مفاجأة حيث هبط المستوى بصورة غريبة من الجانبين وبالذات من منتخبنا الذي تراجع مستواه بشكل واضح وكثرت الأخطاء لاسيما في التمرير والتمركز الصحيح، وربما يعود ذلك إلى التغييرات التي أجراها ميتسو في هذا الشوط لكن التغيير لم يكن مبرراً لتراجع المستوى وبهذه الصورة الغريبة التي جاءت في وقتها لتعطي الجهاز الفني فرصة لتصحيح كافة الأخطاء قبل لقاء الأردن·
بشكل عام قدم منتخبنا مباراة جيدة تكتيكياً ولكن فنياً كان بعيداً عن مستواه المعهود خاصة ذلك المستوى الذي ظهر عليه أمام الأردن وربما يرجع إلى الطريقة الدفاعية البحتة التي لعب بها ميتسو والتي لم يهضمها اللاعبون وبالذات خط الدفاع إلا بعد مرور 20 دقيقة من بداية المباراة ولكن تبقى نقطة أساسية لابد أن نشير إليها ويجب على ميتسو تداركها ومعالجتها قبل مباراة الأردن ألا وهي عدم التمركز الصحيح في كافة الخطوط تقريباً فقد كان خط الدفاع تائهاً في بداية المباراة وبالذات في العمق مما فتح الطريق أمام القحطاني وصالح بشير للتوغل أكثر من مرة عن طريق الاختراقات كما افتقد الأبيض في هذه المباراة التوغل من الأطراف عن طريق الظهيرين حيث لم نشاهد سوى بعض المحاولات القليلة من عادل عبدالعزيز في الجهة اليسرى وعلى الوهيبي بعد اشتراكه في الجهة اليمنى، كما كان خط الوسط باستثناء عبدالرحيم فاقداً التركيز معظم فترات المباراة مما أعطى خط وسط الأخضر الفرصة لبسط سيطرته على منطقة المناورات بينما كان خط الهجوم معزولاً تماماً حيث افتقد التمويل المطلوب ومع ذلك حاول تشكيل خطورة على مرمى خوجه حارس الأخضر عن طريق محمد سالم الذي نجح في أكثر من مناسبة في إزعاج خط الدفاع السعودي وحارسه كان أبرزها تلك الفرصة الذهبية التي سنحت له في الدقيقة 28 من الشوط الأول·
عموماً جاءت التجربة بصفة عامة جيدة ولكن لابد للجهاز الفني من استثمارها في تصحيح ومعالجة الأخطاء العديدة التي حدثت أثناء المباراة، خاصة وأن اللاعبين لديهم الإمكانيات التي تؤهلهم لتقديم الأفضل والأكثر تميزاً في الفترة القادمة·
عدد اليوم
