السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

موسى طيبا.. الفن في مواجهة نكبة الحرب

موسى طيبا.. الفن في مواجهة نكبة الحرب
13 أغسطس 2014 22:19
توفي أمس الفنان اللبناني العالمي موسى طيبا عن 75 سنة، أمضى معظمها في العطاء الفني. ولد في قرية تربيخا الفلسطينية عام 1939 وكبر في بلدة قانا الجنوبية وانتسب إلى الأكاديميّة اللبنانيّة للفنون الجميلة في بيروت، حيث تعلّم تقنيّات الرسم المختلفة بإشراف أساتذة فرنسيين وأستاذ إيطالي. تعرض الفنان الراحل مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، لنكبة احتراق مسكنه ومحترفه والعديد من لوحاته، ما اضطره بعد 13 سنة من التدريس في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة، إلى مغادرة بيروت نحو أوروبا، فعرض في روما وميونيخ أعمالاً من بينها لوحة «المجرّة» التي يزيد طولها عن تسعة أمتار، إلى أن استقرّ في مدينة شارتر في فرنسا عام 1986. واستمرت هجرته 15 سنة، عاد بعدها إلى بلدته قانا، حيث حوّل منزله إلى معرض دائم للوحاته، فبلغ عدد أعماله نحو 250 عملاً فنياً موزعة بين منحوتة ومجسّمة وأكواريل ومائية تم إنجازها ما بين 1962 و2002. وشارك في العديد من المعارض الدولية والوطنية، إضافة إلى معارضه الخاصة. وإقامة هذا المعرض الدائم كان جهداً فردياً، يقول عنه في أحد الحوارات عنه: «هذه الأعمال ليست سوى تراث لأجيال قادمة. وإذا كنا قادرين يجب أن نحفظ هذا التراث. وإن كنا عاجزين عن وضع هذا التراث في مكان ما، فهناك الطامة الكبرى. كل إنسان فنان. وكل إنسان هو صاحب خير وشر. وكل إنسان هو نقيض نفسه. ولكن تبقى الصورة الأولى والأخيرة أن الإنسانية واحدة. الإنسانية التي يتمثل فيها الفنان هو عمله الفني. ولا شيء من دون فن. أما كيف كان هذا المتحف؟ كإنسان وفنان مررت في حروب كثيرة. ولدت في الحرب العالمية الثانية. ويضيف: «شهدتُ على مدار الزمن حروباً حتى يومنا هذا من اغتصاب فلسطين، إلى فيتنام، غزة، العراق وغيرها من حروب محلية وإقليمية. هي حروب كثيرة مرّت على لبنان والعالم. فليس لي القول بأني مواطن من لبنان أو فلسطين أو كردستان فقط. فالعالم واحد، والإنسان واحد. لهذا قلت في نفسي يجب أن أجمع تراثي الذي هو لا شيء وهو كل شيء. جربت جمعه في فرنسا، ومن ثم في بيروت، ولم أتمكن. فعدت إلى بيتنا العتيق الذي هو أصيل ويقع في قانا بلدي، أضع فيه لوحاتي حتى يفرجها الله علينا. جاهدت لسنوات حتى وصل هذا المتحف إلى ما نراه اليوم». وعن أحلامه الفنية، كان يقول: «حلمي أن تكون لي لوحة. فأفكار مجتمعي كثيرة والفنان مرآة مجتمعه، ومرآة العالم جميعه وكذلك الكون. أفكاري، والوهم الذي أعيشه مصدره نفسي. لكن شكراً للموجودات التي بقربي. نفسي لن تعطيني إذا لم أشاهد ولم أتفاعل. الأوهام والانفعالات في مخيلتي لا تنتهي، فالإنسان لا ينتهي. منذ آدم حتى اللحظة، الإنسان واحد، وكذلك الكون. حتى ولو أصيب هذا الكون بخراب أو دمار، وقنابل وصواريخ. ولو أصيبت المجرات بهموم الحرب والاعتلاء على الأشياء، يبقى الإنسان والكون والأرض الطيبة الخصبة واحدة». (الاتحاد ـ أبوظبي)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©