الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد العامري.. والمشروع الوطني

24 أكتوبر 2010 20:40
طرحنا في نفس المكان من الأسبوع الماضي تساؤلاً رأيناه ذا ضرورة: من يرعى الأطفال الموهوبين؟ على اعتبار كونهم من الشرائح النادرة التي تحتاج إلى كثير من الاهتمام والرعاية الاستثنائية وفق استراتيجية خاصة. وطالعنا في «الاتحاد» يوم الخميس الماضي ما نشر حول الطفل الإماراتي الموهبة محمد صالح العامري أصغر طفل في العالم « 9 سنوات»يحصل على شهادة اجتياز الاختبار الدولي لقياس مستوى اللغة الانجليزية «ايلتس» بمعدل 5,5، وهو إنجاز يصل إلى مرتبة الإعجاز وفق المقاييس العقلية أو التربوية الموضوعية. وأسترجع هنا ما أكده العالم «ترمان» بأن الموهبة شأنها شأن جميع الخصائص الجسمية أو السيكولوجية، مرتبطة بالتأثير المتبادل بين النموذج الوراثي والوسط البيئي، ولم ينف أن بإمكان البيئة أن تساعد على نمو الموهبة، كما أنها تسهم في انطفائها وزوالها. فالبيئة إما أن تفجر هذه الاستعدادات والمواهب وتنميها وإما أن تطفأها إن جهلت قيمة الموهبة وأهميتها ووجوب احتضانها ورعايتها. نتذكر أيضاً ولعلنا نعرف أن الرعاية الاجتماعية عبر التاريخ كانت مثلاً لدى أفلاطون باهتمامه بالأطفال الموهوبين. ففي «الجمهورية» كان يقوم باختيار الأطفال الموهوبين حتى من الأسر المتدنية من الفلاحين والصناع ويزودهم بالمعارف والاهتمام الخاص، لاعتقاده بأن الاستعدادات موجودة لكن البيئة هي التي تنمي العبقرية أو تقضي عليها. وهنا لا أنسى موقف الكونجرس الأميركي واهتمامه بالطفل الموهوب في مشروعه رقم 806 في ديسمبر 1969 م، وتكليف وزير التربية بمهمات كثيرة تتلخص في المزيد من الاهتمام بالمناهج التعليمية التي تتناسب والأطفال الموهوبين وحاجاتهم. .. إن هذه التوجهات والقناعات إنما تضعنا أما ضرورة ملحة للاهتمام بأبنائنا الموهوبين في كافة المجالات، وعلينا أن ندرك حقيقة جوهرية مفادها أن الجنس البشري دون استثناء سوف يحقق مكاسب لا يمكن تصورها إذا أحسن استغلال القوى المتميزة التي منحها الله لبعض عباده إذا ما تم تطوير الطاقات المبدعة الخلاقة التي يتحلى بها الموهوبون، وهو أمر مرهون بتهيئة الجو الذي يساعد على تفجير تلك الطاقات لتعبر عما هو دفين بها من مواهب واستعدادات خاصة واستثمار مواهبهم وقدراتهم وإبعادهم عن الأعمال الروتينية التي تخنق وتقتل الإبداع. من المؤكد أن هناك كثيرين من عينة «محمد صالح العامري»، وفصول مدارسنا تحتضن مواهب عديدة تحتاج كشافين مبدعين متخصصين من أجل أن يكتشف مثل هذه النماذج المشرقة قبل أن يطويها الروتين والإهمال. بل إن الواقع يقول إننا في حاجة ماسة إلى مشروع وطني - على أعلى مستوى- لاكتشاف وتشخيص ورعاية واستثمار مثل هذه الثروة التي لا تقدر بأموال الدنيا كلها. إنه حلم وطني آن له الأوان أن يرى النور. المحرر Khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©