الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تأثير الحروب على البيئة

24 أكتوبر 2010 20:36
في دراسة بحثية يابانية نشرت حديثاً أظهرت أن آثاراً من ملوثات الهواء الإشعاعية نتيجة الحرب الأميركية على العراق، أو كتلك التي قد عثر عليها في مدينة كانازاوا اليابانية، أثبتت أن الإنسان والحيوان والنبات لم يسلموا من الضرر نتيجة الحروب، حتى البيئة فقد نالت نصيبها على مر التاريخ من ذلك الأثر، خاصة التربة والماء والهواء، وهي المكونات الطبيعية التي تعيش فيها الكائنات الحية، وحيث ما تعرضت تلك العوامل إلى الخطر أو الخلل فإن جميع الظروف المحيطة بالأنواع الحية سوف تتعرض إلى الاضطرابات سنوات عديدة. إن اليورانيوم المخضب، وهو المعدن الكثيف للغاية، والمصنوع من النفايات المشعة، والذي يدخل ضمن استخدام المدرعات العسكرية الدفاعية والصواريخ والذخائر التقليدية، وله قدرة على اختراق دروع الدبابات بسهولة، يؤدي إلى تلف الكلى وسرطان الرئة، بالإضافة إلى التشوهات الخلقية للأطفال حديثي الولادة، وكذلك النساء الحوامل، ولا يمكن وصف الحرب إلا بأنها الدمار والعبث والفساد في البر والبحر والجو، وإذا كان المنتصر فيها الإرادة السياسية أو العسكرية، فإن القتل والخراب يهلك الحرث والنسل، وبالأخص حروب التكنولوجيا الحديثة بما تحويه من أسلحة بيولوجية وجرثومية. البنية التحتية والصحة العامة تتدهور أيضاً نتيجة الحرب، حيث تضعف إمدادات المياه الصالحة للشرب، أو نتيجة التلوث الجرثومي للمياه، وتتعرض أنابيب المياه إلى الضرر بواسطة تفجير القنابل أو القصف المدفعي للطائرات والآليات العسكرية، وبسبب عدم كفاية مياه الري للأراضي الزراعية نتيجة نقص إمدادات المياه، يتأثر الإنتاج الزراعي الذي يتضرر بصورة أخرى نتيجة القصف المكثف والمباشر للآليات العسكرية الثقيلة. ذلك يعرض التربة الزراعية إلى التدمير فيقل إنتاجها بسبب تسرب المواد المشعة التي تحتويها القنابل إلى التربة، ثم تصل إلى الإنسان عبر السلة الغذائية. وقد ظهرت بالفعل نتيجة ذلك حالات مرضية غامضة في العراق، أعقبت الحرب الأخيرة، ومن أبرزها التشوهات الخلقية والاعتلال العصبي وسرطان الدم والثدي والغدد اللمفاوية، كما أن وجود الألغام الأرضية ممكن أن يجعل مساحات واسعة من الأراضي المنتجة غير صالحة للزراعة. التقييم العلمي لأثر الحرب على البيئة لا يمكن أن يكون محصوراً ببلد معين حصلت فيه الحرب، إنما دائرة مخاطر الحرب تتسع لتشمل دول الجوار، لذا فإن الحرب ممكن أن تتوقف فجأة بإعلان المنتصر أو الخاسر، وعندما يتوقف نزيف الدماء سيبقى الأثر البيئي للحرب وسوف يتمدد ويزحف، وتتسع رقعته لبلاد أخرى كما حصل أن انتقلت آثار من ملوثات الهواء الإشعاعية من العراق إلى اليابان. عمر المنصوري الباحث البيئي – ماليزيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©