الخرطوم وجوبا تستأنفان التفاوض اليوم في أديس أبابا

تنطلق اليوم الخميس في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا جولة جديدة من المفاوضات بين حكومتي السودان وجنوب السودان بشأن عدد من القضايا التي لا تزال عالقة بين الجانبين بعد أن أصبح الجنوب دولة مستقلة وتستمر المفاوضات لثلاثة أيام في ظل علاقة مفعمة بالتوتر وتنقصها الثقة في وقت تدشن جوبا سفارتها بالخرطوم خلال اليومين القادمين. وتتصدر قضية ابيي والحدود والنفط أجندة المباحثات والأخير يدور بشأنه جدل واسع بين الجانبين خاصة فيما يتعلق بالرسوم التي فرضتها الخرطوم للسماح بتصدير بترول الجنوب عبر الشمال والتي تبلغ 32,7 دولار لنقل البرميل ووصف الجنوبيون القرار بالمجحف فيما أكدت الخرطوم بأن التكلفة وضعها خبراء وليس سياسيون. وأكد مصدر مسؤول في الخرطوم لـ«الاتحاد» أن وفد حكومة السودان يدخل هذه الجولة من المفاوضات بعقل مفتوح بهدف الوصول إلى حلول حاسمة للقضايا الخلافية مستبعداً حدوث أي مفاجآت في هذه الجولة لكنه رجح احتمال التوصل إلى اتفاق إطاري مؤقت بشأنها في حال الإخفاق في التوصل إلى حلول نهائية خاصة الحدود وأبيي. وقال إن الحكومة السودانية لن تتنازل عن ابيي باعتبارها جزءاً من حدود شمال السودان لكنها ستتفاوض مع حكومة جنوب السودان للتوصل إلى حلول وسطية من ضمنها الاتفاق على أن تكون منطقة تكامل أو أن يتعاقب الطرفان على إدارة المنطقة وفيما يتعلق بالنفط. وقال المصدر إن هناك نقاطاً خمس ظلت محل خلاف بين الجانبين وليس في الأفق بوادر علي حلول بشأنها يتوافق عليها الطرفان ما يرجح احتمال أن تظل تلك المسائل عالقة لسنوات قادمة. وأشار إلى أن مشاركة الوسطاء قد تفيد في تهيئة الأجواء المناسبة. وأشار إلى أن امبيكي يحمل خارطة طريق جديدة بشأن قضية أبيي على وجه الخصوص. وأضاف أن امبيكي عرض ملامح خارطته على المسؤولين في الخرطوم وجوبا لكنها لم تجد قبولا مبدئيا من الجانبين، ولم يستبعد أن يطرأ عليها بعض التعديلات خلال المفاوضات. وتوقع المصدر أن تخيم أحداث جنوب كردفان الأخيرة على أجواء المفاوضات باعتبار أن الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب ضالعة في تلك الأحداث وأنها سهلت الطريق لقوات «العدل والمساواة» للوصول إلى المنطقة لإثارة القلاقل والعنف. ومن جانب آخر أعلنت حكومة جمهورية جنوب السودان تعيين سفيرها لدى الخرطوم خلال اليومين المقبلين ضمن مجموعة سفراء سيتوجهون إلى دول عديدة وتم اختيار منزل القيادي بالحركة الشعبية لوكا بيونق وسط الخرطوم ليكون مقراً مؤقتاً للسفارة إلى حين تشييد مبنى جديد لها في غضون العام الحالي. إلى ذلك، حذر الوسيط الأفريقي، ثامبو أمبيكي، حكومتي السودان وجنوب السودان من نشوب حرب عملات بينهما بسبب طرح البلدين عملتين جديدتين. وعقد أمبيكي بجوبا، مساء الثلاثاء، سلسلة اجتماعات مع رئيس جنوب السودان، سيلفا كير ميارديت ووفد الحركة المفاوض للوقوف على الترتيبات المتعلقة بالمفاوضات. وقال وزير الطاقة بجنوب السودان، قرنق دينق لصحيفة «الصحافة» السودانية إن أمبيكي قدم تنويراً شاملاً حول المحادثات التي تمت بالخرطوم، وأكد موافقة السودان على المشاركة في محادثات أديس أبابا. وأوضح دينق أن أجندة المحادثات تشمل قضية أبيي والنفط والحدود والعملة، ورجح بأن يدفع أمبيكي بمقترحات من خلال المفاوضات. وذكر وزير الطاقة في جنوب السودان، أن أمبيكي طلب أن يكون للوفد المشارك تفويض كامل في المفاوضات التي تستمر ثلاثة أيام، سيما وأنه يخطط في حال عدم التواضع على حلٍّ نهائي، لتوقيع اتفاق إطاري أو انتقالي. وأضاف دينق أن أمبيكي دعا الشمال والجنوب للتنسيق بشأن العملة الجديدة في كلا البلدين للحد من تأثر اقتصادهما، وأشار إلى أن الرجل أكد أن القرارات الآحادية التي تمت من كل طرف قد تؤدي لما أسماه «حرب العملات» بين الدولتين. وحول الرسوم التي وضعتها الخرطوم لعبور نفط الجنوب، أكد أمبيكي أنه لم يتسلم مخاطبة رسمية بذلك، وأن معلوماته استقاها من الجنوب. وقال دينق: أخطرنا أمبيكي برأينا المبدئي الرافض لرسوم الشمال باعتبارها أرقاماً مبالغاً فيها، كما أن الجنوب لا يستطيع الالتزام بها. وأضاف: «أكدنا أننا قمنا ببحث في كل مناطق التصدير ولم نجد مثل تلك الرسوم»، وزاد: «أبلغنا أمبيكي باستعدادنا لمناقشة تلك القضية مع الشمال».