الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس الوزراء اليوناني يحتفظ بشعبيته رغم التحديات

رئيس الوزراء اليوناني يحتفظ بشعبيته رغم التحديات
23 يوليو 2015 23:32
أثينا (وكالات) في ظل رئيس الوزراء «أليكس تسيبراس»، عادت اليونان إلى مستنقع الركود، وغاصت في بئر الديون، ووجدت نفسها قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس. وبعد أن رفضت اتفاق المساعدات المالية المؤلم، وافق رئيس الوزراء اليساري المتشدد على اتفاق جديد بشروط لا تقل قسوة عن العرض الأوروبي المرفوض. ولو أن اليونانيين طالبوا بإسقاط رئيس وزرائهم الآن، لما كان ذلك مستغرباً، بيد أن رئيس الوزراء الذكي لا يزال يتمتع بشعبية أكثر من ذي قبل، وهو برهان على أن تحديه لأوروبا لامس شغاف قلوب مواطنيه الذين سئموا التضحيات المفروضة عليهم من الخارج. وبلغ معدل تأييد «تسيبراس»، البالغ من العمر 40 عاماً، زهاء 60 في المئة، وهو ما يزيد بنحو عشر نقاط عن أقرب منافسيه المرتقبين في حال إجراء انتخابات مبكرة في الخريف المقبل. وأشار استطلاع للرأي أن حزب «سيريزا» اليساري الذي ينتمي إليه «تسيبراس» سيحقق انتصاراً بأغلبية ساحقة إذا أجريت الانتخابات اليوم. وأوضح بائع الملابس، «أليكا تاني»، أن كثيراً من اليونانيين تروق لهم رسالة الأمل التي يوجهها تسيبراس، حتى إذا أدت التدابير التي يتخذها إلى حياة أصعب، مضيفاً: «إن الشعب يعيش بالفعل تحت وطأة ضغوط هائلة، ويحتاج إلى سماع أي شيء إيجابي». وتم انتخاب «حزب سيريزا» في يناير الماضي على وعد بإنهاء التقشف، وتشكيل ائتلاف حكومي مع حزب «اليونانيين المستقلين» اليميني، في تحرك عزز نفوذه السياسي. ورغم ترنح الاقتصاد اليوناني، إلا أن شعبية تسيبراس لم تتأثر حتى مع استسلامه لكثير من مطالب التقشف مقابل المساعدات الأوروبية التي تبقي أثينا في منطقة اليورو. وكان التحول الذي حدث في قمة منطقة اليورو التي انعقدت في بروكسل مفاجئة من أوجه كثيرة، لا سيما أنها جاءت بعد أن تعهد تسيبراس مع اليونانيين برفض مقترح الدائنين الأوروبيين الأصلي، في استفتاء عام دعا إليه رئيس الوزراء بنفسه. ولكن بعد أيام من التصويت بـ «لا» على مزيد من إجراءات التقشف، عاد تسيبراس ليوافق على اتفاق يفرض تدابير تقشف لسنوات مقبلة. ويبدو أن «تسيبراس» أسر قلوب اليونانيين من خلال نبرته الحادة ضد أوروبا، وإقراره الصريح في البرلمان بأنه قبل شروطاً قاسية بعد اقتراف أخطاء. وفي دفاعه عن الاتفاق، زعم «تسيبراس» أيضاً أنه لم يكن ليخرج من قمة منطقة اليورو خالي الوفاض، إذ يناقش صناع السياسية الأوروبيون في الوقت الرهان مطلبه الأساسي لإيجاد طريقة لتخفيف الديون اليونانية البالغة 320 مليار يورو (347 مليار دولار). وأوضح «إلياس نيكولاكوبولوس» المتخصص في استطلاعات الرأي، أنه لا يزال من المبكر قياس عمق شعبية تسيبراس بدقة، لكن مرونته ربما تكون بسبب نظرة اليونانيين إليه على أنه يقف في صفهم، ويبذل قصارى جهده أصاب أو أخطأ. وأوضح أن إظهار تسيبراس رفض اليونان تدخل الأجانب في شؤونها له أصداء لدى كثير من اليونانيين. ورغم ذلك، يزعم المحللون أن شعبية الحكومة ستواجه اختباراً مهماً في الخريف المقبل، عندما يبدأ دافعو الضرائب الشعور بقوة تدابير التقشف الجديدة. وتوقع «بانايوتيس آواكيميدس» باحث السياسيات الأوروبية في جامعة «أثينا»، أنه بمجرد الشعور بقسوة الإجراءات المتخذة، ستبدأ شعبية رئيس الوزراء في التراجع بشكل ملحوظ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©