السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"الصحة العالمية": دور ريادي للإمارات في القضاء على شلل الأطفال عالمياً

"الصحة العالمية": دور ريادي للإمارات في القضاء على شلل الأطفال عالمياً
23 أكتوبر 2018 01:14

سامي عبد الرؤوف، منى الحمودي (أبوظبي، دبي)

تحتفي الإمارات غداً، باليوم العالمي لشلل الأطفال، الذي يصادف الرابع والعشرين من أكتوبر الجاري من كل عام، حيث تنظم الدولة العديد من الفعاليات التوعوية والتثقيفية الخاصة بطرق الوقاية من المرض وطرق التخلص منه، وأهمية الحصول على اللقاحات لتفادي الإصابة مستقبلاً.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن احتفالات اليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال عام 2018، تأتي تحت شعار «نهاية شلل الأطفال الآن»، ويهدف الاحتفاء بهذا اليوم إلى نشر الوعي للقضاء على شلل الأطفال، وتقديراً لجهود الآلاف من موظفي منظمة الصحة العالمية والمتطوعين الملتزمين بالقضاء على شلل الأطفال.
وأشادت منظمة الصحة العالمية، في تقريرها الذي تلقته وزارة الصحة ووقاية المجتمع، مؤخراً، بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات للقضاء على شلل الأطفال، وتوفير اللقاحات اللازمة للوقاية منه، مشيرة إلى تعاون الدولة مع المنظمة من خلال تقديم مئات الملايين من اللقاحات للأطفال خلال السنوات الماضية، لإدامة السيطرة والقضاء على الفيروس في مراحله الأخيرة ورصد خريطة انتشاره.
وأكدت المنظمة أن الإمارات تأتي في طليعة الدول التي تشيد منظمة الصحة العالمية بجهودها في دعم برنامج التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، ودورها الريادي في مكافحة المرض على المستوى العالمي.
فيما أكدت وزارة «الصحة» لـ «الاتحاد»، أنها تواصل التعاون مع المنظمة لتنفيذ توصيات المنظمة لمتابعة الترصد الوبائي لحالات الشلل الرخوي الحاد كمؤشر كفاءة أساسي ومهم لاكتشاف أي حالة جديدة والتبليغ عنها لدى المكتب الإقليمي للمنظمة.

تقدير عالمي
وقال الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة، لـ «الاتحاد»: «إن لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جهوداً كبيرة جداً في مكافحة شلل الأطفال عالمياً، وننظر لها بعين الفخر والاعتزاز».
وأضاف: «إن جهود سموه لإعلان عالم خالٍ من شلل الأطفال تؤكد مدى اهتمام قيادات دولة الإمارات بالمساهمة الفاعلة في مواجهة التحديات الصحية على نطاق العالم»، مشيراً إلى أن الوزارة تلقت خطاب الإشادة من منظمة الصحة العالمية لاعتماد تقرير الإشهاد على خلو دولة الإمارات من شلل الأطفال للعام الماضي، وتضمن الخطاب كلمات التقدير والإشادة بتعاون الدولة المستمر لاستئصال شلل الأطفال.
وتابع: «نحن ملتزمون مع شركائنا بالحفاظ على دولة الإمارات دولة خاليةٍ من مرض شلل الأطفال، ونحن لن نفوت أي فرصة لإبقاء فيروس شلل الأطفال بعيداً عن جميع الأطفال سواء كانوا مواطنين أم من المقيمين أم من الزائرين».
وأشار العلماء، إلى أن الإمارات ظلت ومنذ تسجيلها آخر حالة لمرض شلل الأطفال منذ أكثر من عشرين عاماً، حريصة على إيلاء اهتمام خاص لتطوير برنامج الترصد للشلل الرخوي الحاد (AFP)، والالتزام التام في ذلك بإرشادات وتوجيهات منظمة الصحة العالمية، مما أدى إلى وقف انتقال الفيروس داخل الدولة وإشهارها خالية من المرض من قبل اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط في عام 2007.
وعن التنسيق مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط في هذا الجانب، ذكر العلماء، أنه في إطار الجهود المبذولة لضمان خلو دولة الإمارات من مرض شلل الأطفال ومواصلة لتنفيذ توصيات منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن تتركز جهود التقصي للوزارة، على ترصد حالات الشلل الرخوي الحاد كمؤشر كفاءة أساسي، والتبليغ عنها بصورة منتظمة إلى المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط.

نتائج وإحصاءات
من جهته، قال الدكتور حسين الرند، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية: «توفير اللقاحات يسهم في خفض الإصابة بمرض شلل الأطفال بنسبة كبيرة، لاسيما عندما تزداد التغطية التطعيمية بلقاح شلل الأطفال الفموي على 95% وسط الأطفال الأقل من عمر 5 سنوات».
وأضاف: «بلغ عدد الأطفال الذين حصلوا على التطعيمات ضد شلل الأطفال في الدولة بالعام الماضي أكثر من 330 ألف طفل، وخلال نصف العام الجاري على مستوى الوزارة حصل ما لا يقل عن 50 ألف طفل على التطعيم».
وأشار الرند، إلى أن نسبة التغطية العامة بشلل الأطفال وصلت إلى 98 % العام الماضي، منوهاً بأن الوزارة تقدم التطعيم مجاناً، بمن فيهم المقيمون والأطفال الزائرون، منوهاً بأن عدد لقاحات الموفرة بهذا العام من قبل الوزارة بلغ ما لا يقل عن 400 ألف جرعة من اللقاح الفموي الثنائي لشلل الأطفال، بالإضافة إلى جرعة مدمجة للشلل الأطفال باللقاح السداسي العضلي.
وعن عدد حالات الشلل الرخوي الحاد التي سجلتها الإمارات في مختلف المناطق الطبية في القطاعين العام والخاص العام الماضي، ومنذ بداية العام الجاري، أفاد بأن حالات الشلل الرخوي الحاد المسجلة للعام الماضي بمختلف المناطق الطبية بالقطاعين العام والخاص بلغت 58 حالة، ومنذ بداية العام الجاري حتى الآن سجلت 35 حالة شلل رخو حاد، لافتاً إلى أنه يستوفي عدد الحالات المبلغ عنها على مستوى الدولة الحد الموصى به لمنظمة الصحة العالمية وهو حالتان بكل 100 ألف من الفئة العمرية للسكان دون عمر 15 سنة. وكشف الرند عن أن عدد الزيارات خلال العام الماضي بلغ 2215 لمتابعة تسجيل وفحص أي حالات شلل رخوي حاد بمختلف مرافق الوزارة الصحية.

جهود عالمية
من جهتها، أكدت الدكتورة أمنيات الهاجري، مديرة دائرة الصحة العامة في دائرة الصحة أبوظبي، أن اهتمام الإمارات في القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية، منها يأتي من قناعتها الراسخة بأنه لا ينبغي أن يفقد أي إنسان حياته بسببها.
وأشارت إلى أن القضاء على هذه الأمراض يعتبر واجباً، خصوصاً في الدول التي تعاني ضعفاً في الصحة، وتفتقر إلى البنية التحتية الطبية، لافتةً إلى أن الأمراض التي يمكن الوقاية منها تقضي سنوياً على ما يزيد على مليون طفل من الأسر شديدة الفقر، وتفيد الأدلة بأن انخفاض عبء المرض يؤثر إيجاباً على مواصلة التعليم الدراسي عند الأطفال، والحصول على شهادات دراسية عليا.
ونوهت الهاجري، بوقفة الدولة الداعمة للجهود العالمية بدعم وتشجيع ومبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالتعاون مع مؤسسة ميليندا وبيل غيتس الخيرية للقضاء على شلل الأطفال واستئصاله، والحصول على عالم خالٍ من شلل الأطفال في عام 2019.
وأكدت أن التحصين أحد أهم طرق الوقاية من الأمراض، وهو متوافر بتكلفة ميسورة، فهو يحمي من الأوبئة والإعاقة والموت نتيجة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل شلل الأطفال، مؤكدة أن اللقاحات تعد أحد السبل لتقليل الإنفاق في القطاع الصحي، حيث يمكن الوقاية من الأمراض بدلاً من الإصابة بها والبدء بعلاجها بتكلفة تعتبر عالية وعلى مدى طويل.
وذكرت أنه جرى تنفيذ الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض شلل الأطفال في جولتين، منها الجولة الأولى خلال الفترة من 16 إلى 27 نوفمبر 2014 والجولة الثانية خلال الفترة من 11 إلى 29 يناير 2015، واستهدفت هذه الحملة إعطاء جميع الأطفال دون الخمس سنوات، وكذلك جميع طلبة مرحلة رياض الأطفال نقطتين عن طريق الفم من لقاح شلل الأطفال في الجولتين لتقوية مناعتهم ضد المرض.
وأفادت الهاجري بأن عدد الأطفال دون الخمس سنوات والذين أخذوا اللقاح في الجولة الأولى بلغ حوالي 122 ألف طفل، و132 ألف طفل في الجولة الثانية، على مستوى أبوظبي.

استراتيجية التحصين
وأكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن الإمارات حققت الأهداف والاستراتيجيات العالمية كافة الخاصة بالتحصين والمقررة من قبل منظمة الصحة العالمية و«اليونيسيف» والمركز العالمي السيطرة على الأمراض المعدية، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأصحاب السمو حكام الإمارات.
وذكرت الوزارة، أن الدولة استطاعت القضاء على الكثير من الأمراض المعدية المستهدفة بالبرنامج الوطني التحصين، مثل «الجدري، الكزاز الوليدي، شلل الأطفال وغيره»، بالإضافة إلى السيطرة على كثيرٍ من الأمراض المعدية الأخرى التي تصيب الأطفال والبالغين.
وأشارت إلى تكثيف الأنشطة التثقيفية والمحاضرات التوعوية لدرء الخطر عن الأطفال من أمراض عدة، مثل الحصبة والحصبة الألمانية والتهاب الغدة النكافية، من خلال أخذ جميع اللقاحات بجرعاتها الأساسية والمنشطة، محذرة من أن إهمالها يعرض المجتمع لخطر العدوى والإصابة بالمرض.
وسجلت الإمارات خلوها من مرض شلل الأطفال في عام 1992 م وتقوم بمتابعة الوضع بالتنسيق مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط سنوياً، من خلال رفع التقرير السنوي الموجز أمام لجنة الإشهاد لتبرر بالوثائق عدم وجود فيروس شلل الأطفال في الدولة، كما تقوم بوضع خطة طوارئ للاستجابة الفورية في حال وفادة أي فيروس من خارج الدولة.

جهود كبيرة
أكدت الإمارات خلال السنوات الثلاثين الماضية، التزامها بالمبادئ الإنسانية الرامية لتقديم العون للشعوب المحتاجة، وذلك في تطوير برامج التنمية البشرية في هذه الدول، واهتماها بتوفير بيئة صحية توفر رعاية صحية وقائية تحقق سلامة صحة الإنسان بشكل عام والأطفال بشكل خاص في مختلف دول العالم.
وهذا ما تثبته جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في دعم البرامج الهادفة للقضاء على الأمراض العالمية القاتلة، من بينها شلل الأطفال، وذلك من خلال تمهيد الطريق أمام مبادرات التمويل العالمي، وإبرام الشراكات الاستراتيجية في هذا المجال.
وبرعاية كريمة من سموه، استضافت أبوظبي، خلال العقد الماضي، فعاليات كبرى عدة، تهدف إلى تشجيع وتحفيز المانحين، وتسليط الضوء على حتمية الحاجة إلى القضاء على شلل الأطفال، ومنها «القمة العالمية للقاحات 2013»، وجوائز «أبطال استئصال مرض شلل الأطفال 2015»، التي شارك أيضاً في استضافتهما بيل غيتس. واستضافت إمارة أبوظبي العام المنصرم نخبة من أبرز الشخصيات المؤثرة في القطاع الصحي على المستوى العالم تحت مظلة المنتدى العالمي «بلوغ آخر ميل» للقضاء على الأوبئة، والذي جمع نخبة من أبرز الشخصيات المؤثرة في القطاع الصحي على المستوى العالم، بينهم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، وبيل غيتس، وذلك في حوار جوهري ناقش مواصلة جهود مكافحة أخطر الأمراض المُعدية في العالم.
واحتفى المنتدى آنذاك، بقرب القضاء على مرضي «دودة غينيا» و«شلل الأطفال»، نتيجة للتعاون والعمل الدؤوب وسخاء المانحين، وتطرق إلى الجهود التي تساهم في تحقيق هذا الهدف، بما في ذلك استكشاف الحلول المبتكرة، وتسخير التقنيات المتطورة، وتقييم تأثير ودور الشراكات الرائدة بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال.

مستهدفات الأمم المتحدة
أكدت الإمارات، خلال السنوات الماضية دعم جهود القضاء على الأمراض، حيث إن الدولة قدمت النسبة التي وضعتها الأمم المتحدة هدفاً للدول المانحة بأن يقدم كل منها ما لا يقل عن 0.7% من إجمالي الدخل القومي على شكل مساعدات خارجية، وقد كانت دولة الإمارات سباقة دائماً في الوفاء بالتزاماتها، وقدمت النسبة المستهدفة على مدى السنوات الماضية.
ووفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تصدرت دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر عطاءً على مستوى العالم في مجال المساعدات الإنمائية الرسمية مقارنة مع دخلها القومي، في الأعوام 2013 و2014 و2016.
وصنف مؤشر العطاء الإنساني العالمي الذي تصدره مؤسسة «تشاريتيز آيد فاوندايشن»، دولة الإمارات ضمن الدول العشر الأكثر عطاءً بناء على ثلاثة مقاييس هي: مساعدة الغرباء والتبرع بالأموال لغرض نبيل والتطوع لعمل خيري.
وأخذت الإمارات على عاتقها مسؤولية عالمية لدعم جهود القضاء على شلل الأطفال، ولعبت دوراً حاسماً على هذا الصعيد،
واستضافت الإمارات الدورة الأولى من «قمة اللقاحات العالمية» في أبوظبي خلال عام 2013، حيث حضرها أكثر من 300 شخصية، بينهم قادة عالميون ومسؤولون رفيعو المستوى. وأثمرت القمة عن تعبئة 4 مليارات دولار أميركي على شكل التزامات عالمية في سبيل تخليص العالم من شلل الأطفال بحلول عام 2018. وقد تعهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شخصياً بمبلغ إضافي قدره 120 مليون دولار للقضاء على المرض.
وكانت شركة «إيماج نيشن أبوظبي» أنتجت فيلماً وثائقياً حول التأثيرات الخطيرة لمرض شلل الأطفال.
وأطلقت الإمارات جائزة «أبطال استئصال مرض شلل الأطفال» (بالاشتراك مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس).
وفي يونيو 2017، تعهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال مؤتمر دولي للتبرعات عقد في أتلانتا بالولايات المتحدة تحت شعار «الوصول إلى صفر حالة شلل أطفال» بالتبرع بمبلغ إضافي قدره 30 مليون دولار، بالإضافة إلى 31 مانحاً آخر من جميع أنحاء العالم، ليصل مجموع المساهمات التي تم الإعلان عنها إلى 1.2 مليار دولار ستستخدم للقضاء على شلل الأطفال نهائياً.
وفي نوفمبر العام الماضي، استضافت أبوظبي منتدى تحت عنوان «بلوغ آخر ميل: العمل معاً من أجل القضاء على الأمراض المُعدية»، بحضور نخبة من أبرز الشخصيات المؤثرة في القطاع الصحي على المستوى العالم.

باكستان شاهدة
كشفت نتائج حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية، خلال الفترة ما بين عام 2014 حتى نهاية فبراير عام 2018، عن نجاح الحملة في تطعيم نحو 57 مليون طفل باكستاني تقل أعمارهم عن خمس سنوات، بعدد جرعات تطعيم، وصلت إلى 281 مليوناً و374 ألفاً و70 جرعة تطعيم، وذلك في 83 منطقة في باكستان من المناطق العالية الخطورة والصعبة في جمهورية باكستان الإسلامية.
وتضمن النطاق الجغرافي للحملة تغطية 25 منطقة في إقليم خيبر بختونخوا، و13 منطقة في إقليم المناطق القبلية فتح، و33 منطقة في إقليم بلوشستان، فضلاً عن 12 منطقة في إقليم السند، بمشاركة أكثر من 96 ألف شخص من الأطباء والمراقبين وأعضاء فرق التطعيم، وأكثر من 25 ألفاً من أفراد الحماية والأمن وفرق الإدارة والتنسيق.

400 مليون طفل سنوياً
ويستفيد من حملات الإمارات لمكافحة شلل الأطفال 400 مليون طفل سنوياً حول العالم، فيما بلغت القيمة الإجمالية للتبرعات التي قدمتها الدولة بهذا الشأن نحو 167 مليون دولار.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى انخفاض حالات الإصابة بشلل الأطفال بمعدل 99% منذ عام 1988، من نحو 350 ألف حالة سجلت في ذلك العام إلى 22 حالة في عام 2017 على مستوى العالم، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما يبذل من جهود على الصعيد العالمي من أجل استئصال المرض.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنه حالما يتم القضاء على شلل الأطفال، يمكن للعالم الاحتفال بالنجاح في إيصال منفعة عالمية عامة كبرى يستفيد منها جميع الناس على قدم المساواة، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، حيث اكتشفت النمذجة الاقتصادية أن القضاء على شلل الأطفال سيوفر على الأقل من 40 إلى 50 مليار دولار على مدى السنوات الـ 20 المقبلة، معظمها في البلدان المنخفضة الدخل.
ويصيب المرض الأطفال دون سن الـ 5 بالدرجة الأولى، وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويتوفى ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل بسبب توقف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.

مرض فيروسي شديد الخطورة والعدوى
أوضح الدكتور ماهر سليمان، اختصاصي طب أطفال في مركز مزيد الصحي التابع للخدمات العلاجية الخارجية، أن مرض شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية الخطيرة، وشديدة العدوى التي كانت تصيب عدداً كبيراً من الأطفال قبل اكتشاف اللقاح.
وقال: «يصيب فيروس شلل الأطفال خلايا المخ والحبل الشوكي، ويؤدي إلى ضمور وضعف في العضلات وفقدان القدرة على الحركة، وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن»، مشيراً إلى أن الفيروس يمكنه الانتشار عن طريق الانتقال من شخص لآخر بصورة رئيسة عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة «مثل المياه الملوثة أو الطعام»، ويتكاثر في الأمعاء. وأفاد سليمان، أنه أعراض المرض الأولية تتمثل في الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف، ويمكن للمرض أن يُصيب أي طفل في أي عمر في حالة تعرضه للفيروس، وتعتبر الفئة العمرية ما دون الخامسة عرضة للإصابة بالدرجة الأولى، إن لم يكن حصل الطفل على اللقاح بالجرعات المتعددة. وأكد سليمان، أهمية إعطاء اللقاح للأطفال لمنع الإصابة بالمرض، لافتاً إلى وجود نوعين من لقاح شلل الأطفال، منها النوع الأول وهو لقاح شلل الأطفال غير النشط أو المعطل الذي اكتشفه «جوناس سالك» عام 1955، ويُعطى عن طريق الحقن، أما النوع الثاني اللقاح الحي أو المُضعف، الذي اكتشفه ألبرت سابين في عام 1957 وهو لقاح مضاد لشلل الأطفال فيُعطى في صورة قطرات عن طريق الفم.

تاريخ من المكافحة
في عام 2016، تراجع عدد الأطفال الذين أصيبوا بالشلل بفعل فيروس شلل الأطفال بمعدل قياسي مقارنة بأي عام آخر على الصعيد العالمي، فقد سُجِّلت 37 حالة إصابة بشلل الأطفال في ثلاثة بلدان فقط هي أفغانستان وباكستان ونيجيريا، ما يشكل أدنى عدد من الإصابات السنوية مقارنة بأي وقت مضى.
ويساعد التحصين في منع الإصابة بالأمراض والشلل والوفاة التي تسببها أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل شلل الأطفال. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن التحصين يحول دون وفاة ما بين 2 إلى 3 ملايين إنسان سنوياً. ويمكن تجنب حدوث 1.5 مليون حالة وفاة إضافية إذا تحسن نطاق التغطية العالمية لأنشطة التطعيم باللقاحات، وعلى الرغم من أن شلل الأطفال قد اختفى من معظم دول العالم، فإن وجوده في أماكن أخرى لا يزال يشكل تهديداً للأطفال في كل مكان. ويمكن أن نرى ما يصل إلى 200 ألف حالة إصابة جديدة بشلل الأطفال كل عام في جميع أنحاء العالم في غضون 10 سنوات، إذا ما لم يستمر التمويل والدعم اللازمين للجهود العالمية المستمرة للقضاء على المرض.

التطعيم مسؤولية وطنية لأولياء الأمور
أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن الحكومة الرشيدة في الإمارات هي الداعم الرئيس لجهود مكافحة مرض شلل الأطفال محلياً وعالمياً، الأمر الذي يتيح لنا الوصول إلى جميع الأطفال بغض النظر عن جنسياتهم، فالتطعيم مسؤولية وطنية على جميع الآباء والأمهات لاستكمال جهودنا والمساعدة في تطعيم أبنائهم.
ودعت الوزارة أولياء الأمور كافة بالإسراع في تطعيم أطفالهم الذين هم أقل من خمس سنوات من خلال المواقع والمراكز الصحية والعيادات الحكومية التابعة للوزارة ودائرة الصحة في أبوظبي، وهيئة الصحة في دبي، والحصول على التطعيم حسب الأقرب إلى مناطق سكنهم.
وأكدت الوزارة، أهمية اصطحاب أبنائهم إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية لأخذ اللقاحات الأساسية حسب المواعيد العمرية بالبرنامج لرفع مناعتهم ضد الأمراض المعدية، منوهة بجهود الجهات الصحية في توفير اللقاحات الضرورية مجاناً حسب البرنامج الوطني للتحصين منذ سنوات، وتحقيق البرنامج نجاحاً كبيراً في استئصال الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال وغيره.
وشلل الأطفال هو مرض معدي وغالباً ما يصيب الأطفال، تؤدي الإصابة بهذا المرض إلى حدوث شلل دائم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©